السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستجابات اللا إرادية دليل سلامة الجهاز العصبي للطفل

الاستجابات اللا إرادية دليل سلامة الجهاز العصبي للطفل
23 فبراير 2009 00:32
يتساءل كثير من الأمهات وينتابنهن القلق والوساوس عندما يلاحظن شيئاً يبدو غير طبيعي على أطفالهن حديثي الولادة فيما إذا كانت مظاهر النمو لديهم طبيعية أم لا· وأحياناً يشعرن بأن استجابة الطفل للأصوات أو لتغيير الإضاءة من حوله غير طبيعية أو ضعيفة، أو أن الطفل لا يلاحظ أو لا ينتبه لوجود أمه بجانبه ، وبعض الأمهات تضطر أن تبالغ في مناغاة وليدها كي تتأكد من ردود أفعاله حتى تطمئن· وكثيراً ما يشعرن بالقلق عندما لا يستجيب تماماً لتلك المحاولات· إن كل مولود يولد متمتعاً بعدد من القدرات الفطرية الأساسية التي تربطه بالعالم الخارجي، وفي مقدمة هذه القدرات الربانية ما يسمى بـ''الانعكاسات العصبية الذاتية'' التي لا دخل للبشر فيها، وهي عبارة عن استجابات لا إرادية يقوم بها الطفل تلقائياً، وهي في الوقت نفسه دليل على سلامة جهازه العصبي المركزي، وعلى الأمهات أن يدركن أن هذه الاستجابات تتغير وتتطور حسب مراحل نمو الطفل في ستة جوانب أساسية هي: النمو الجسمي، والنمو الحركي، والنمو الحسي، والنمو الانفعالي، والنمو العقلي، والنمو اللغوي· ومنذ اللحظة الأولى التي يرى فيها الطفل الحياة يقوم بعدد من الاستجابات أو''ردود الأفعال'' مثل إغلاق العين أو ''بربشة''الجفون وتحريكها بشكل سريع عندما يتعرض لضوء قوي، أو عند تغيير الإضاءة بشكل مفاجئ، أو عند حدوث صوت عال قريب منه· وخلال الشهور الثلاثة الأولى يمكن للأم أن تلاحظ أيضاً قدرة الطفل على الإمساك بالأشياء وقبض اليد، فعندما تعطيه إصبعها تجده قادراً على قبض يده حوله والامساك به بشكل غريزي، وفي بعض الأحيان لا يستطيع الطفل فتح يده ليترك إصبعها، وعلى الأم أن تساعده برفق في البداية، وعندما يكون الطفل نائماً على ظهره وتعطي الأم إصبعيها ''السبابة'' اليمنى في يده اليسرى، و''السبابة اليسرى'' في يده اليمنى يطبق عليهما، وإذا شدت كليهما تجاهها، فبالإمكان أن يرفع الطفل نفسه تجاه الأم، وهنا يستجيب لعملية الرفع بالاعتماد على الشد من اليدين ويحاول رفع رأسه، ومن ثم يكون بإمكانه فتح ''كفيه'' بالاعتماد على نفسه· بعد الثلاثة أشهر الأولى من عمره يكون بإمكان الأم اختبار تلك الاستجابة بنفسها بلمس أو''حك'' أسفل قدم الطفل''باطن القدم''، فإنها ستلاحظ أن أصابع كفيه تنفتح ومن ثم تعود للانكماش، بينما تندفع القدم إلى الداخل باتجاه القدم الأخرى·وهذا ما يعرف بانعكاس ''بابنسكي'' الذي يزول تدريجياً بعد اكتمال الشهر الثامن تقريباً· وإذا كان الطفل لم يكمل أسبوعه الثالث فبإمكان الأم أن تلمس وجهه من جانب فتحة الفم فستجده يدير رأسه تجاه جهة اللمس بطريقة لا إرادية أيضاً، وهذا الانعكاس يساعده في البحث عن حلمة الأم عند الرضاعة الطبيعية، فضلاً عن استجابة الفم وحركة المص والبلع التي يمارسها خلال عملية الرضاعة بشكل غريزي· وإذا بلغ الطفل أسبوعه الخامس أو السادس، فإن الأم بإمكانها التعرف على قدرته في التحكم بحركة الرأس عندما تحاول رفعه من وضع الاستلقاء على الظهر إلى وضع الجلوس حيث يستطيع التحكم في وضعية الرأس بجعلها مستقيمة، وفشل الطفل في ذلك يعني أنه يعاني من اضطراب دماغي أو حالة خمول عصبي ويحتاج إلى فحص لدى طبيب متخصص لزيادة الاطمئنان· ولمزيد من الاطمئنان على الأم أن تجري بنفسها هذا الاختبار على وليدها: ''اجعلي طفلك مستلقياً بطريقة مستقيمة على ظهره بشكل طبيعي، وامسكيه من كلتا يديه من عند الكفين أو منطقة المعصم، وقومي بجذبه ورفعه قليلاً عن السرير بقدر(؟؟-؟؟ سمع) واتركيه ويعود إلى حالته الأولى فجأة· أو عند استلقاء الطفل على ظهره فوق السرير قومي بإحداث ارتجاج خفيف بالقرب منه ولو بهز السرير بشكل مفاجئ وبلطف·'' في الحالتين ستلاحظين أن الطفل عندئذ سيبسط ساعديه في كلا الجانبين بشكل متساوٍ لمدة ثانية واحدة تقريباً، ثم يقوم بثنيهما إلى أعلى وإلى الأمام ويفتح أصابع يديه بشكل تلقائي· وذلك حتى سن الستة أشهر، أما إذا استمر في إحداث هذه الاستجابة وهو في شهره الثامن مثلاً ننصح الأم هنا أن تستشير طبيباً متخصصاً ولاسيما إذا عادت هذه الاستجابات مرة أخرى بعد اختفائها لفترة زمنية معينة، وعلى الأم هنا وبمساعدة الطبيب أن تلاحظ أن الساعدين لم يتحركا بالشكل المناسب· ومع بلوغ الطفل عمر الشهرين أيضاً على الأم أن تلاحظ أنها عندما تضع يديها تحت إبطيه وتجعل قدميه يتلامسان على الأرض، فإنه يبدأ في تحريكهما إلى الأمام وكأنه يستعد للسير بشكل لا إرادي· وإذا بلغ الشهر السادس فيكون بإمكانه الاتكاء على قدميه عندما نحمله في وضعية عمودية فوق الأرض، أما إذا أخذت ساقاه في التشابك، فإن ذلك يعني وجود تشنج ما في عضلاته· ولمزيد من الاطمئنان يمكن الأم أن تستشير طبيباً متخصصاً في هذا المجال·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©