الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن ترفض تمديد مهمة المراقبين في سوريا

واشنطن ترفض تمديد مهمة المراقبين في سوريا
20 يوليو 2012
شهد مجلس الأمن الدولي أمس انقساما حاداً إزاء الأزمة السورية، حيث أحبطت روسيا والصين للمرة الثالثة عبر حق النقض (الفيتو) مشروع قرار يفرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد إذا لم يتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة ضد مناهضيه. بينما رد البيت الأبيض بإعلان معارضته التمديد لمهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا المقرر أن تنتهي اليوم الجمعة. وكانت صوتت 11 دولة لصالح مشروع القرار الذي تدعمه الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والبرتغال والذي يدعو إلى فرض عقوبات غير عسكرية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال لم يسحب الأسد الأسلحة الثقيلة من المدن السورية خلال عشرة أيام، مقابل امتناع دولتين عن التصويت واستخدام كل من روسيا والصين “الفيتو” لعرقلة إصداره. وخيم الغموض مصير بعثة المراقبين الدوليين في سوريا “يونسميس” المقرر أن ينتهي تفويضها اليوم الجمعة، حيث قال دبلوماسيون إن بريطانيا أعدت قرارا جديدا للتمديد للبعثة لفترة نهائية مدتها 30 يوماً. لكن البيت الأبيض سارع إلى إعلان معارضته التمديد للبعثة، معرباً عن أسفه البالغ لفشل جهود إصدار قرار من مجلس الأمن، ومعتبرا ان “الفيتو” يعني أن مهمة المبعوث العربي الأممي كوفي عنان في سوريا لا يمكن أن تستمر. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض بعد التصويت على القرار “إن روسيا والصين على الجانب الخاطئ في الموقف من الشعب السوري والجانب الخاطئ بالنسبة للأمل في السلام والاستقرار في المنطقة.” وأضاف على متن طائرة الرئاسة لدى توجه الرئيس باراك أوباما إلى فلوريدا “أن الولايات المتحدة لا تدعم مد بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، كما أنها أوضحت لحكومة الأسد أنها ستحمل المسؤولية إذا استخدمت أسلحة كيميائية ضد المعارضة”. وتابع “ليس هناك أدنى شك في أن مستقبل سوريا سيتقرر من دون الأسد..إن أيامه في السلطة معدودة..إن دعم هذا النظام في وقت يشرف على نهايته يشكل خطأ”. وانتقدت المبعوثة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس روسيا والصين على تصويتهما بالفيتو على مشروع القرار، وقالت “ان مجلس الأمن فشل فشلا ذريعا بشأن سوريا”، مؤكدة أن واشنطن ستعمل الآن خارج المجلس مع مجموعة منوعة من شركائها للضغط على نظام الأسد وتقديم المساعدات لمن يحتاجونها”. وأكدت رايس أن مجلس الأمن فشل فشلاً ذريعاً في واحدة من أهم المهمات على أجندته لهذا العام. وقالت في إشارة إلى مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية أن الحكومة السورية ستتحمل المسؤولية إذا استخدمت تلك الأسلحة ضد المعارضة. وقالت انه مع تدهور الوضع فإن احتمال تفكير هذا النظام في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه يجب أن تشكل مصدر قلق لنا جميعا”. وقال المبعوث البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال جرانت الذي قادت بلاده صياغة مشروع القرار “ان المملكة المتحدة تشعر بالامتعاض الشديد لتصويت روسيا والصين بالفيتو”. وهاجم وزير الخارجية البريطاني وليام هيج استخدام روسيا والصين الفيتو ضد قرار مجلس الأمن، وقال انه يتعذر تبريره أو الدفاع عنه، وأضاف “حين جاء وقت تحويل الاتفاق الذي ساندوه إلى تحرك لإنهاء العنف تنحوا جانبا أداروا ظهورهم للشعب السوري في أحلك ساعاته”. وقال “أعتقد أن روسيا والصين ستدفعان ثمناً خطيراً في الشرق الأوسط دبلوماسياً وسياسياً لاتخاذ هذا الموقف، سيخلص كثير من المراقبين إلى انهم وضعوا المصلحة الوطنية قبل أرواح وحقوق ملايين السوريين”. وقال المندوب الفرنسي السفير جيرار آرو “إن استخدام روسيا والصين الفيتو هي خطوة تعرض للخطر مهمة عنان وتعني حرمانه من أدوات الضغط التي طلبها ومنح النظام السوري فرصة لسحق المعارضة”. وأضاف انه من الواضح أن روسيا لا تريد إلا منح النظام السوري المزيد من الوقت لسحق المعارضة. وتابع مخاطباً حكومتي نظيريه الروسي والصيني “إن التاريخ سيثبت خطأهما، التاريخ سيحاكمهما، لقد بدأ بذلك منذ الآن في دمشق”. بينما أعرب نظيره الألماني بيتر فيتيج عن اسفه لكون مجلس الأمن فوت فرصة لوقف العنف في سوريا، مؤكدا أن الشعب السوري هو من سيدفع الثمن، ومعتبراً أن أيام نظام الأسد معدودة. واعرب عنان عن خيبة الأمل لافتقار مجلس الأمن للوحدة بشأن سوريا في هذه المرحلة الحرجة ولفشله في اتخاذ تحرك قوي ومنسق. وقال المتحدث أحمد فوزي إن عنان يشعر بخيبة أمل لأنه في هذه المرحلة الحرجة لم يتمكن مجلس الأمن من أن يتوحد ويتخذ عملاً قوياً حث على اتخاذه. وهو يعتقد أن صوت مجلس الأمن يكون أقوى كثيرا حين يتحرك أعضاؤه كأنهم عضو واحد”. وفي المقابل، اتهم المندوب الروسي فيتالي تشوركين الدول الغربية بالسعي لاستخدام مشروع القرار الذي تم طرحه في مجلس الأمن لتبرير القيام بتدخل عسكري في سوريا، وقال “إن مشروع القرار سعى إلى فتح الطريق لفرض العقوبات وكذلك للتدخل العسكري الخارجي في الشؤون الداخلية السورية”. وأضاف في النقاش الذي دار في المجلس عقب تصويت موسكو بالفيتو “إن خططهم لاستخدام مجلس الأمن الدولي لممارسة ضغوطهم على دول ذات سيادة لن تمر”، وقال “إن الغرب سعى إلى تشجيع المتطرفين بمن فيهم جماعات إرهابية، ومشروع القرار الذي صاغته بريطانيا بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والبرتغال منحاز. وأكد أن روسيا لن تطرح مشروع قرارها الخاص حول بعثة المراقبين الدوليين للتصويت عليه بعدما أعلنت الدول الغربية ان سبع دول على الأقل ستمتنع عن التصويت على مشروع القرار، فيما يحتاج اي مشروع قرار الى تسعة أصوات على الأقل لتمريره. وكان يوري أوشاكوف مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسياسة الخارجية قال في وقت سابق “إن روسيا والولايات المتحدة ما زالتا مختلفتين بشأن طريقة حسم الصراع”، وأضاف “يمكن القول ان كلا من بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما يفهم موقف الطرف الآخر بشكل أفضل، لكن فيما يتعلق بالمسارات العملية لحسم الموقف بقيت الاختلافات”، لافتا إلى انه خلال حديث بوتين مع أوباما لم يتمكن الرئيس الروسي من إقناع الولايات المتحدة لكن تم الاتفاق على الحاجة إلى وقف العنف وان اختلفا حول سبل تحقيق ذلك. ونفى أوشاكوف أن تكون روسيا بحثت احتمال استضافة الرئيس السوري، وقال للصحفيين “إن بوتين لم يبحث الوجهة التي سيقصدها الأسد إذا ترك سوريا لا في محادثاته مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ولا في مكالمة هاتفية مع أوباما”. وأضاف لدى سؤاله عما إذا كان الأسد يمكن أن يأتي إلى روسيا “لا أعرف..على الأقل لم أسمع شيئا عن هذا الأمر”. من جهته، وجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون رسالة الى الرئيس الروسي مفادها “ان الوقت قد حان لمجلس الأمن لفرض عقوبات صارمة بشأن سوريا من اجل تغيير الوضع القائم”، وقال في تصريح صحافي خلال زيارته كابول “إن الضغط سينهال على بوتين لدعم العقوبات ضد سوريا، ولابد من انتقال النظام وإلا ستدخل سوريا في حرب أهلية”. وأضاف “لدي رسالة واضحة جداً أيضاً للرئيس الأسد وهي أن الوقت قد حان ليرحل وأن الوقت قد حان لذلك..النظام أقدم على بعض الأشياء الفظيعة بحق شعبه، ولا أعتقد أن أي نظام يرتكب مثل هذه الأفعال التي ارتكبها ضد شعبه ويستمر في ذلك يجب أن يبقى.. أعتقد أن هذا النظام يجب أن يرحل. وعلى هذا فإن الرسالة للرئيس الأسد هي أنه حان وقت الانتقال.. حان الوقت لأن ترحل”. ووجهت الحكومة الألمانية أيضاً انتقادات إلى روسيا والصين في تعاملهما مع الأزمة السورية، متهمة الطرفين بالإصرار على التردد في تحمل مسؤولياتهما. وطالب وزير الخارجية جيدو فسترفيله موسكو وبكين بتغيير موقفهما أخيراً من الأزمة، محذراً حكومتي البلدين من الضرر الذي سيلحق بمصالحهما الاستراتيجية في حال بقيتا مصرتين على موقفهما الرافض لاتخاذ قرارات وعقوبات في مجلس الأمن ضد النظام السوري. وقال فسترفيله إن السوريين يموتون يوميا في وقت ما زالت فيه روسيا والصين مترددتين في تحمل مسؤولياتهما تجاه هذا الشعب، محملا في هذا السياق النظام السوري مسؤولية الأحداث الدموية التي ما زالت تشهدها دمشق لليوم الخامس على التوالي. وأكد ان للمجموعة الدولية فرصة تتوافر اليوم للبحث عن حل سياسي للمأزق السوري وذلك من اجل الحيلولة دون انزلاق سوريا نحو مزيد من العنف، مناشداً المجموعة الدولية وجميع الدول في مجلس الأمن بالتصرف وبعث رسالة واضحة ضد العنف وضد ممارسات النظام. كما طالب المعارضة السورية بتحمل مسؤولياتها وعدم اللجوء إلى ممارسات انتقامية وحماية الأقليات دون اللجوء إلى العنف والتمسك بالحلول السياسية للأزمة.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©