الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسؤولو العمل الخيري: زايد نموذج عالمي فريد في العطاء

24 يوليو 2013 23:45
سامي عبدالرؤوف (دبي)- في شهر رمضان من كل عام، وتحديداً في التاسع عشر منه، تمر على دولة الإمارات والعالم أجمع، ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها. وتظل هذه الذكرى خالدة في الأذهان، لأنها لزايد النموذج الفريد في البذل والعطاء، واستحوذت الأعمال الإنسانية والخيرية، على مكانة متقدمة في فكره واهتمامه رحمه الله، سواء داخل البلاد أم خارجها. ونالت هذه الثوابت الإنسانية والخيري، اهتماما كبيرا لدى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وارتكزت على إيمان صادق ونبيل لقيم الخير والعطاء. وقد تحدث لـ “ الاتحاد” مسؤولو العمل الخيري والإنساني بالدولة، في الذكرى التاسعة لرحيل الشيخ زايد، رحمه الله، عن المآثر الإنسانية والخيرية، مؤكدين أن الفقيد مثال عالمي فريد في البذل والعطاء. ذكرى حزينة قال محمد حاجي الخوري، مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، “ أصعب الكلمات هي تلك التي نخطها لذكرى حزينة على قلوبنا جميعاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، ذكرى وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله” . وأضاف: قائد رحل عنا إلى دار الحق، وعطاؤه اللامحدود شاهد إلى يوم الحق كذلك على كرمه وسخائه ليس فقط داخل الدولة فحسب، بل امتد شراعه الإنساني الخير ليغطي كافة أرجاء المعمورة” . وأشار خوري، إلى أننا نذكر مآثر الفقيد، التي خلدها التاريخ له في الأجيال لإخلاصه لله تعالى في إنجازاته الكبيرة داخل الدولة وخارجها وحكمته ورحمته وإنسانيته التي امتد عطاؤها إلى مختلف بلدان العالم الإسلامي وغير الإسلامي. وتطرق إلى أعمال مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، في بناء المدن والمساجد والمستشفيات والمدارس والجامعات ودور الأيتام وتنمية المجتمعات الفقيرة ومشاريع الأمومة والطفولة. وأكد خوري، أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كان رائداً في ما يسمى اليوم اصطلاحا “التنمية المستدامة” حيث كان حريصاً على أن يكون العطاء مستمراً لتتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، وهذا ما جعله في أعين الأجيال قدوة القادة الحكماء أهل الخير والعطاء. وقال مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، إن “ نهج الشيخ زايد لا يزال حياً فينا نستلهمه ونترسم خطاه من رؤية ومسيرة خير خلف لخير سلف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله”. وأضاف: “ رغم سنوات الغياب التسع ما زلنا نستفيد ونستلهم العبر والدروس من عزيمته وإصراره وشموخه وتواضعه وحبه للناس وحب الناس له”. نموذج نادر من جانبه، قال المستشار إبراهيم بوملحة، مستشار حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الإنسانية والخيرية، “ عندما نتحدث عن الشيخ زايد رحمه الله، فنحن تتحدث عن معان نادرة سواء كان في عالم السياسة أو في النواحي الإنسانية”. وأضاف: هذه المعاني قلما تجدها في واقعنا بقدر ما هي قائمة ومتمثلة في شخص الشيخ زايد حتى صار في المعنيين معاً مثالاً واضحاً وقدوة نادرة لإنسان هذا العصر سواء لمن كانوا عايشوه في فترة حياته أو ممن سمعوا ما ينقل عنه من أخبار وقصص وحكايات”. وتطرق إلى صفات الشيخ زايد رحمه الله وخصاله النادرة في مجال الخير والإنسانية التي تتعدى دائرة الأقوال والتصريحات إلى واقع الفعل والممارسة والتطبيق. وقال مستشار حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية، “ كان رحمه الله ينفق في سد كثير من أوجه الحاجة لدى الناس في كل مكان في العالم، وكان يتمنى أن يقدم أكثر من ذلك بكثير”. وأكد بوملحة، أنه رحمه الله عرف بالكرم الطائل في كل مناحي الحياة ففتح يده وقبل يده فتح صدره كان يبحث عن المحتاجين ويسأل عن الناس ويرسل إليهم ما يسدهم. وأشار إلى أن الشيخ زايد وصل في مسألة السخاء والجود مبلغاً كبيراً عرف لدى كل الناس وتلك حقيقة فيه لا مراء فيها فقد كان زايد في عصره من أكرم الناس وأسخاهم وتلك منزلة كبيرة يبلغها الإنسان وليس كل إنسان يستطيع عليها إلا من وفقه الله لهذا الخير والسداد. وقال بوملحة،”عاش زايد في حياته كريماً سخياً معطاء يبحث عن المحتاجين ويجد الراحة في التخفيف عنهم في الداخل والخارج وقد سخر حياته كاملة لهذا الغرض وبرز فيه كأهم رجاله”. فارس الخير فيما قال الدكتور محمد الشيباني، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي،” زايد الفارس الذي ترجل في لحظة تناقلت خبر رحيله قلوب امتلأت حزناً ليس على المستوى المحلي، بل وعلى المستويين الإقليمي والعالمي”. وأضاف: إنه “ رجل الخير الذي وظف كل إمكاناته وجهده على هذه الأرض الطيبة فجعل من دولة الإمارات واحدة من أعظم الدول الداعمة للأمن والأمان فكان جهده الذي لا ينسى”. وأشار الشيباني، إلى أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، نجح في تحريك كل مكونات هذا الوطن من شباب ورجال ليتبوأ الجميع سنام المجد. وأكد أن سطر الجميع ملحمة يشهد لها التاريخ بأنها دولة زايد الخير والعطاء والنماء. وذكر الشيباني، أن أياديه البيضاء، رحمه الله، امتدت في حنو الأبوة ونخوة العروبة وروح الإسلام لتصل مكرماته إلى شتى بقاع الأرض”. وقال مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، “ علمنا الكفاح والعزيمة لتحويل كل الطاقات والإمكانات إلى بر لإسعاد الوطن والمواطن”. وذكر الشيباني، أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، رجل بنى دولة لم تكن قد استكملت بناها التحتية وحتى أقل مقومات الحياة. وأكد أن دولة الإمارات وهي تنعم اليوم بأعلى مقومات المنعة والعزة لها أن تفاخر بأنها استطاعت في أقل من نصف قرن من الزمان، مشيراً إلى أن الإمارات تبعث رسالة زايد الخير إلى كل أرجاء العالم بأنها مستمرة في طريق العطاء. أثرٌ جديد من جانبه، قال الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتي دبي، مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، “ تتجدد ذكرى وفاة الشيخ زايد رحمه الله ويتجدد معها ذكر آثاره العظيمة التي تجعله حيا بيننا نعيش أنفاسه وأفعاله وأقواله”. وأشار إلى أن حياة الشيخ زايد طيب الله ثراه في برزخه متصلة بحياة دنياه، فهو حي في الاتحاد، وحي في الدولة، وحي في الإنسانية، وحي في الآثار، وحي في البناء، وحي في الزراعة، وحي في الكائنات، وحي في الفقراء، وحي في العلم، وحي المساجد، وحي في الخارج كما هو حي في الداخل. وأكد الحداد، أن كل من يعرف زايد الخير لم يفارقه، بل هو يعيش في ظلاه الوارف، وتجري له حسنات أعماله كما كانت تجري في حياته. وقال، “ فزايد المؤسس والباني والمتقي والمحسن والكريم والحليم والرحيم لم يغب عن نفوس الناس إلا شخصه، والكل يرى أنه حي في هذه الآثار التي صنعها، وسلم مفاتيحها لخليفته من بعده ابنه البار الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله وولي عهده و إخوانهما الأخيار، حفظهم الله ووفقهم، وهم يحملون همه ويسيرون على نهجه ويفعلون كفعله، فهو إذا باق بين شعبه وأمته”. وأضاف: تتجدد ذكرى وفاته هذا العام بظهور النتاج الفكري العظيم الذي أهداه للعلماء والمسلمين، إنها معلمة القواعد الفقهية العظيمة التي أعدها مجمع الفقه الإسلامي الدولي بتمويل الشيخ زايد تمويلا سخيا بلغ ملايين الدولارات”. وأكد كبير مفتي دبي، أن هذه المعلمة هي مفخرة من مفاخر العلماء وقد برزت هذا العالم للوجود في أربعين مجلدا، و ما كان لها أن تظهر لولا رعايته رحمه الله لها، وسيظل أثرها باقيا في صحائف أعماله ما بقي الإسلام. بدوره، تطرق خلفان المزروعي رئيس مجلس إدارة جمعية دار البر، إلى مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - في ذكرى رحيله التي نتذكرها وتمر علينا في شهر رمضان المبارك من كل عام. حكيم العروبة وقال، “ إننا لم ننس زايد الخير شيخ العرب والعروبة وحكيمهم الإنسان الغائب الحاضر بسيرته العطرة والذي يعيش في قلوبنا وضمائرنا وتذكره دولة الإمارات وشعبها الأصيل ويتذكره العالم أجمع بمآثره الخالدة”. وأضاف: نتذكر القيم الإنسانية النبيلة التي يعرفها له العدو والصديق والشقيق، ولقد افتقدنا زايد الإنسان الذي أثرى العلم والفكر والحضارة بكل ما أوتي من دعم مادي مالي ومعنوي ومن كل خير عرفه ولم يبخل به داخل دولة الإمارات وخارجها”. ونوه المزروعي، إلى أن دولة الإمارات انتقلت بفضل اتحادها الذي أيده وآزره ودعمه بكل قوة ومحبة وإيثار، لتحدث نقلة نوعية حضارية ولتصبح به في مصاف الدول الحضارية والمتقدمة على كافة المستويات. وأشار المزروعي إلى أن زايد مد يده بالخير بما أفاء الله به من العطاء لشعبه الذي أحبه بالعدل والسخاء والحب والمساواة والحياة الكريمة حتى أفنى زايد رحمه الله حياته لأجل هذا الوطن وشعبه وأبنائه من شباب الوطن. وأكد المزروعي، أن الجميع تربوا وتعلموا في مدرسة زايد الخير لتصبح دولة متحدة قوية كاملة البنيان راسخة المبادئ كشجرة طيبة، مشيراً إلى أنه رحمه الله كان قائدا حكيما كريما ووالدا حنونا سباقا بالحب والخير لوطنه وشعبه الذي بادل حبه وحنانه وعطاءه لهم بالحب والطاعة والولاء. وقال، “ إذا افتقدنا زايد رحمه الله فإن عزاءنا في قيادة دولة الإمارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله الذي سار على درب ونهج والده المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه لإكمال مسيرة الخير ونحن معه نؤازره”. وأضاف” لطالما تعلمنا في مدرسة زايد الخير قيم عمل الخير والإنسانية كقدوة في مدرسة كان معلمها نبيُّ الإنسانية والرحمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان في عمل الخير كالريح المرسلة وكان أكثر عمله للخير في رمضان”. وذكر المزروعي، أن الشيخ زايد رحمه الله الذي اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم، كان أحد رواد هذه المدرسة التي انتفع بخيرها وبرها وإحسانها العالم أجمع بداية من العمل الدعوي الذي حافظ على أصالته وفكره الوسطي المعتدل. ونوه إلى دوره رحمه الله في العمل الإغاثي والإنساني لمساعدة اللاجئين والمنكوبين لأسباب الكوارث الطبيعية أو لأحداث وظروف سياسية واجتماعية أو في بناء المساجد والمدارس والمستشفيات والمساكن ودور الأيتام وكفالتهم وحفر الآبار ومشاريع الأسر المنتجة للفقراء والمحتاجين. وقال المزروعي، “ لطالما كان زايد الخير والعطاء قدوة في العمل الخيري والإنساني لمؤسسات العمل الخيري بالدولة، فرحم الله زايد الخير وطيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته والفردوس الأعلى من الجنة”. عابدين العوضي: سيظل الشيخ زايد عنوان المحبة والتكافل أكد عابدين طاهر العوضي، مدير عام جمعية بيت الخير في دبي، على الدور الرائد الذي قام به المغفور له - بإذن الله تعالى - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في إرساء قيم العمل الخيري، وتشجيعه بالقول والعمل. وقال، “ كلنا يتذكر توجيهات الوالد الراحل المتكررة، التي تحض من أعطاهم الله من فضله على بذل العون والمساعدة لكل محتاج، وتركيزه على العنصر الإنساني عند أهل الإمارات، ودعوتهم لأن يشكروا الله على ما حباهم من نعمة وفضل بالمزيد من البذل والعطاء”. وأضاف: إنها لبادرة طيبة أن نؤكد اليوم التزامنا بتوجيهات زايد الخير المؤسس والباني لهذه الدولة، فنقدم المزيد من العطاء، ونضاعف الاهتمام بالمساكين والضعفاء والأسر محدودة الدخل، التزاماً منّا جميعاً بنهجه الطيب”. وأشار العوضي، إلى أن نهجه رحمه الله جعل الإمارات عنواناً كبيراً للعطاء الإنساني في الداخل والخارج، ووفاء لروحه الطاهرة التي كانت فياضة بالعطف والقيم الإنسانية، والحرص على تقديم العون لكل صاحب حاجة. وشدد العوضي، على أن المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد، سيظل عنوان المحبة والتكافل في الإمارات، وملهم الأجيال الجديدة لتسير على خطاه، وتكرر نهجه. وقال العوضي، “سيبقى رحمه الله في ذاكرة الزمان رجل الإنسانية الفريد، الذي بذل عمره وجهده لخدمة شعبه ومساعدة الإنسان أينما كان، لأنه إنسان قبل أي شيء آخر. رحمه الله وجعل ما قدم في ميزان حسناته، وهو كثير واستثنائي بكل تأكيد”. أحمد الزاهد: مدرسة متكاملة في العطاء الإنساني تدرس لأجيال قادمة قال أحمد الزاهد مقدم برنامج أبواب الخير على قناتي سما دبي ونور دبي الفضائيتين، “مهما تكلمنا وقلنا في الجانب الإنساني في شخصية الباني والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فلن نوفيه حقه، لقد أنشأ مدرسة متكاملة في العطاء الإنساني الذي يدرس لأجيال قادمة وعبر سنوات عديدة”. وأشار الزاهد، إلى انه تعدي خيره رحمه الله الإنسان ليشمل النبات والحيوانات والطيور وهذا ما سمعناه وقرأناه مما ذكر مرافقوه رحمه الله وكيف كان سموه رحيما بكل شيء ولا يرد سائلا أو محتاجا ويوجه قوافل الإغاثة الإماراتية بالوجود في أماكن الكوارث والمجاعات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©