السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبير اللؤلؤ روبرت وان·· صديق أعناق النساء !

خبير اللؤلؤ روبرت وان·· صديق أعناق النساء !
23 فبراير 2009 00:29
علاقة أزلية ربطت بين أهل الخليج، وبين اللؤلؤ وعالمه، فقد اعتمدوا عليه لمئات السنين كمصدر رزق رئيسي لهم، وكوسيلة وحيدة للتكسب والعيش، حتى أن هذه الفترات يمكن أن يطلق عليها عصور اللؤلؤ، وإن بدأت في الانحسار بعد اكتشاف اللؤلؤ الصناعي في أواسط القرن الماضي، واستزراعه على يد الياباني ميكي موتو، في الوقت الذي أخذت ثقافة البترول في الانتشار، فلم تترك مجالاً للاشتغال باللؤلؤ أو الاهتمام به كما كان في السابق·· و لكن مع تنامي اهتمام الإمارات بكل ما يتعلق بالتراث والعمل على إحيائه، والسعي لاستخدام هذا الجزء الحيوي من الموروث الثقافي والحضاري لدولة الإمارات بشكل عملي بما يتناسب مع روح العصر، تم تنظيم منتدى عالمي للؤلؤ، استقطب عدداً من خبراء اللؤلؤ في العالم، وكان منهم الياباني ''روبرت وان'' الذي تحدث إلى ''دنيا الاتحاد'' حول تجربته مع اللؤلؤ، وكيف دلف إلى هذا العالم· قال وان: البداية كانت عقب حرب أكتوبر ،1973 حيث شهد العالم أزمة بترولية عاصفة، وكانت لدي بعض الأعمال الخاصة في قطاع الفندقة والسياحة، وقد تأثرت أعمالي بفعل هذه الأزمة، ففكرت في الدخول إلى مجال آخر، لا يخضع لتقلبات السوق، بشكل قوي ومباشر مثل ما حدث معي في قطاع الفندقة والسياحة· حينها كان لي شقيق يعمل في تاهييتي وهي ''مستعمرة فرنسية في المحيط الأطلسي''، وأشار عليَّ بأن هناك شركة لديها مشروعات خاصة لإنتاج اللؤلؤ ومعروضة للبيع بسعر يتناسب وإمكاناتي المادية، وبالفعل ذهبت إلى هناك وتفقدت تلك المزارع المخصصة لتخليق اللؤلؤ، وراقني هذا المجال، وقمت بشراء هذه الشركة، وقمت بتطوريها، حتى توسعت أنشطتي في عديد من بلدان العالم، ومنها الإمارات، حيث إنني أقوم بتوريد اللؤلؤ الأسود إلى دولة الإمارات ومنطقة الخليج، برغم أن الإقبال عليه لم يكن كبيراً في السابق، ولكن بعد أن عرف الناس مزاياه وأناقته وكيفية توظيفه جيداً في صناعة حليّ النساء، صار متداولاً بين صناع المجوهرات، شأنه شأن باقي الأحجار الكريمة على اختلاف أنواعها· وفي هذا السياق، أوضح وان أن اللؤلؤ المستزرع من الأناقة والجاذبية، بحيث لا نستطيع التفرقة بينه وبين اللؤلؤ الطبيعي، إلا عن طريق أشعة أكس· وأضاف أن من لا يعلمون شيئاً عن عالم اللؤلؤ، قد يخلطون بين اللؤلؤ المستزرع و اللؤلؤ الصناعي، فالأخير يُصنع من البلاستيك أو الزجاج، بعكس اللؤلؤ المستزرع والذي يعتمد في الأصل على مواد طبيعية مستخرجة من اللؤلؤ الطبيعي، فتكون هي الأساس الذي عليه يتم تكوين اللؤلؤة المستزرعة· وعن أكثر الدول إنتاجاً للؤلؤ المستزرع في الوقت الحالي، ذكر أن أستراليا في مقدمة تلك الدول، تليها جزيرة تاهييتي الفرنسية، ثم الفلبين، في حين أن اليابان أكثر دول العالم شهرة في إنتاج اللؤلؤ الصناعي، أما الطبيعي، فتأتي مملكة البحرين على رأس الدول المنتجة له، ولذلك هي لا تستورد أنواع اللؤلؤ الأخرى أبداً سواء المستزرع منه أو الصناعي· وعن استخداماته فهي عديدة، فبخلاف دخوله كعنصر أساسي في صناعة الحُليّ والمجوهرات، يستخدم أيضاً في صناعة الأثاث الفاخر، وكذلك في صناعة بعض المستحضرات الدوائية والتجميلية· كما أشار ''وان'' إلى أنه لم يدرس شيئاً عن اللؤلؤ، وأن معرفته التي اكتسبها في هذا المجال، جاءت نتيجة خبرته الطويلة التي قاربت الأربعين عاماً في عالم اللؤلؤ، كتجارة، وصناعة واستزراع، ولفت إلى أن المكان الوحيد في العالم الذي يدرس اللؤلؤ كعلم يقع في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، ويحمل اسم فامٌٍُُهىكفٌ ةََُّّىُُِّّّم ُن ءٍمْىكفف، وهناك به قسم مخصص لدراسة اللؤلؤ وتم إطلاق اسم ''ون'' على هذا المكان تقديراً لخبرته الكبيرة في عالم اللؤلؤ· وعن الميزة النسبية للؤلؤ عن باقي الأحجار الكريمة، والتي قد لا يستشعرها الكثيرون، هو أن اللؤلؤ يتميز بالصفاء والنقاء غير العادي، فلا يخضع لأي معالجات كيمائية، وإنما فقط يتم تقطيعه بالشكل المطلوب والذي يتلاءم وكيفية توظيفه في عالم الحلي، أو أي من الاستخدامات الأخرى، بالإضافة إلى نوع آخر من الصفاء يتمثل، في أنه لا يتأتى بالحروب وليس محل صراعات، كغيره من الأحجار الكريمة مثل الماس، الذي يعد سبباً لمشاكل وحروب أهلية في الدول الأفريقية الفقيرة، وإنما اللؤلؤ تجلبه الطبيعة، وقد ساهم لقرون طويلة في مساعدة بلدان عدة لتعيش على خيراته، كما أن رواد اللؤلؤ وتجارته في العالم من الفلاحين، ومن عشاق الطبيعة، فأنا لم ألتحق بأي جامعة، وإنما جامعتي وعالمي كان اللؤلؤ· وعن الميزة النسبية للإمارات، في مجال إنتاج اللؤلؤ عن باقي دول العالم، أوضح أن ذلك يتمثل في بيئتها النظيفة، وأن نسبة التلوث في مياهها تكاد لا تذكر بالقياس إلى باقي المسطحات المائية المنتشرة في العالم، وهذا من شأنه أن يساهم في إنتاج كميات هائلة من اللؤلؤ الطبيعي، الذي تستغرق دورة خروجه إلى الحياة فترة لا تتعدى الأربعة أشهر، في حين تستمر نحو ثمانية عشر شهراً في البلدان الأخرى·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©