الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أبوزيد الوزير

24 يوليو 2013 23:23
الظروف التي جعلت من طارق ذياب المايسترو والفنان وزيراً للشباب والرياضة بتونس، هي نفسها التي قادت المبدع والخلوق طاهر أبوزيد ليكون وزيراً لشباب ورياضة مصر. أبصر ضمير الشعب وهو يبني للمعلوم بعد أن بني زمنا طويلا لمجهول لا يعتد به، أن من يؤتمن على قطاع الشباب والرياضة بحيويته وبأدواره التنموية، بالصورة الرائعة التي ينقل بها وجهنا العربي إلى العالم وأيضا بالوجع الذي يئن منه، لابد وأن يكون رجلا يتنفس الرياضة بالعقل وبالمشاعر وبالأحاسيس، ومن خلال معيشه الرياضي الطويل منتقلا من بناء الأسطورة داخل الملاعب، كلاعب وممارس، إلى بناء الفكر الرياضي من خلال المشاهدة، ومن خلال كل الحروب التي يمكن أن يكون قد خاضها في الساحات مقاتلا من أجل كرامة الرياضة، ومن أجل براءة الرياضة من كل التهم المنسوبة إليها، لابد وأن يكون قد أسس لنفسه زاوية للرؤية وفلسفة ليصرف الأمور بالطريقة المثلى التي تنتصر لقيم الحكامة الجيدة وليس لشيء آخر. لا أحد يجرؤ على أن ينعت طاهر أبوزيد بالجاهل، فقد يكون بحاجة إلى من يلقنه فن وأساسات التدبير من أعلى هضبة في تضاريس الرياضة المصرية، ولكنه ليس بحاجة إلى من يدله على الأنفاق التي بنيت سرا لتمرير المصالح وليس بحاجة إلى من يدله على أفضل طريقة لأن تعيش الرياضة قوية ومتماسكة تساهم في إسكات أصوات البنادق ووقف نزيف الدم ومصادرة قصم ظهر البلد. لابد وأن يكون مجيء طاهر أبوزيد إلى وزارة الشباب والرياضة بمصر في هذه الظرفية بالذات عنوان وحدة والتحام، ومهما قلنا عن رمزيته وعن استعداده خدمة مصر بثوب المسئول فإنها وغيرها مما نعتقده يقينا لا تعطيه لوحدها القدرة على القيام بكل هذه الأعباء الثقيلة، لذلك فإن أبوزيد محتاج إلى كل الذين يحملون أمانة العشق ومسؤولية حماية الرياضة المصرية لأن يكونوا إلى جانبه، لأن يدعموا ثورة التطهير التي يخطط لها والتي من دونها لا تستطيع الرياضة المصرية أن تتخلص من جيوب الفساد ومن كل الذين تسلطوا عليها ليشربوا من دمها، لينهشوا لحمها وليعطلوا مسيرة البناء التي كان يفترض أن تبدأ منذ عقود. يحتاج أبوزيد إلى صبر أيوب ليضطلع بمسؤولية تنظيف البيت وإحلال مواثيق ونظم تطابق الرياضة المصرية مع الزمن الحديث، ويحتاج إلى نوع من الجسارة ليسلك الطريق الوعر ويحتاج إلى كل العائلة الرياضية المصرية لكي يربح رهان الإصلاح وما أصعبه من رهان. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©