إعداد - عدنان عضيمة:
يقول المحللون الاقتصاديون إنه ما من أحد على الإطلاق كان يتوقع قبل عقدين من الزمان أن يقفز قطاع الاتصالات إلى قمة اهتمامات المستثمرين والمخططين الحكوميين العالميين في اي يوم من الأيام· ولا شك أنه ما كان لهذا القطاع الحيوي أن يحقق هذه القفزة الكبرى لولا اختراع الموبايل· ولعل الأهم من كل ذلك أن التطور الذي يشهده هذا القطاع لم يعد حكراً على دول معينة أو قارات محددة أو شرائح متميزة من الناس، بل اخترق كافة بلدان العالم على نحو متساوٍ يكاد ينفي تماماً وجود فجوة بين الذين يمتلكون خدماته والذين لا يمتلكونها·
و كان التطور الذي يشهده هذا القطاع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا موضوع ملف العدد في مجلة ''ميد'' التي تصدر اليوم والذي تعرض لوضعية هذا القطاع في كل من البحرين ومصر والمملكة العربية السعودية والأردن والعراق·
ففي البحرين يتعرض الملف لإنجازات شركة البحرين للاتصالات ''باتيلكو'' فيشير إلى أنها تمكنت في شهر يونيو الماضي من عقد صفقة ضخمة عندما استحوذت على نسبة 96 بالمئة من شركة ''أمنية لاتصالات الموبايل'' صاحبة ثاني رخصة لتشغيل الهاتف المتحرك في الأردن مقابل 415 مليون دولار· وكانت هذه أول صفقة ضخمة تفوز بها الشركة فيما وراء البحار؛ وربما تكون أيضاً الأولى من بين عدد كبير من الصفقات التي ستنجزها الشركة في المستقبل·
وفي السعودية يشير الملف إلى أنه لم تمضِ حتى الآن إلا سنة واحدة على دخول الشركة الاتصالات الثانية في المملكة ''موبيلي''، السوق المحلية؛ حتى انهمك أصحاب القرار المتعلق بخدمات الاتصالات بالتحضير لمنح رخصتين جديديتين للتشغيل إحداهما للهاتف الثابت والثانية للهاتف المتحرك· وإذا كان لشركة ''موبيلي'' أن تعتمد على أساس قوي للتحضير لقفزة جديدة، فإنه يتعلق من دون شك بقدرتها على اجتذاب أكثر من ثلاثة ملايين مشترك لخدماتها خلال فترة الاثني عشر شهراً الماضية· وهذا ما يضمن لها تحقيق مكاسب كبرى من السوق المحلية·
واعتبر الملف أن عام 2006 هو عام الحركة والنشاط بالنسبة لسوق الاتصالات في الأردن· و شهدت السنوات القليلة الماضية عهداً من التطور في هذا القطاع الحساس عندما عمدت الحكومة إلى توسيع الأبواب المفتوحة أمام المستثمرين الخواص· وتلألأ نجم شركة ''الاتصالات الأردنية''، رائدة صناعة الاتصالات في المملكة، عندما تخلت الحكومة عن حصتها المتبقية فيها·
ويتحدث الملف ''ميد'' ايضا عن وضعية قطاع الاتصالات في مصر فيشير إلى ضخامة المبالغ التي شهدتها صفقة مزاد الرخصة الثالثة للموبايل · وسبق لائتلاف من عدة شركات تقوده شركة ''اتصالات'' الإماراتية أن اشترت الرخصة بمبلغ 16,7 مليار جنيه مصري (2,9 مليار دولار)، لتتفوق بذلك على كافة المضاربين المحليين والعالميين·
وفي العراق فأوضح ان كل العراقيين يدركون أن إجراء اتصال هاتفي داخل العراق عن طريق شبكة الخط الثابت ليس بالأمر السهل على الإطلاق· ومن المعروف عن هذه الشبكة أنها عامرة بالعيوب التقنية مثل انقطاع الحرارة والتوصيل الرديء وتداخل الخطوط· ولهذا، فإن الموبايل أصبح يمثل جزءاً أساسياً من الحياة اليومية بالنسبة للعراقيين
عدد اليوم
