الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمم المتحدة تطالب أوباما بالتحقيق بوثائق حرب العراق

الأمم المتحدة تطالب أوباما بالتحقيق بوثائق حرب العراق
23 أكتوبر 2010 23:00
أعلن مسؤول بارز في الأمم المتحدة أمس، أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية أخلاقية للتحقيق فيما إذا كان مسؤولوها متورطين في جرائم تعذيب أو شاركوا في التعذيب، بعد ما نشر عبر موقع “ويكيليكس” عن حرب العراق. وقال مانفريد نواك مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بقضايا التعذيب، لهيئة الإذاعة البريطانية “بي. بي. سي”، إن تلك المسؤولية قائمة حتى وإن كانت انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة، تعود لعهد حكومة سابقة. وقال نواك “الرئيس أوباما أيضاً عليه التزام أخلاقي يقضي بالتعامل مع قضايا سابقة..هناك التزام أخلاقي بالتحقيق طالما ظهرت مزاعم جديرة بالتصديق بوقوع تعذيب، وهذه المزاعم قابلة للتصديق علي نحو أكبر ..ومن ثم فهي جديرة بالإحالة لساحات القضاء”. وأضاف «ينبغي في البداية أن يجرى تحقيق مستقل وموضوعي». ونشر موقع “ويكيليكس” الالكتروني الليلة قبل الماضية حوالي 400 ألف وثيقة سرية للجيش الأميركي بشأن الحرب في العراق تحدثت عن “حمام دم”، في البلاد التي عصف بها العنف منذ الاجتياح عام 2003، بحسب مؤسس الموقع جوليان أسانج، ملقياً الضوء على حالات بشعة من إساءة معاملة القوات العراقية لسجناء تعرضوا للتعذيب والقتل، واتهم الولايات المتحدة بالتستر على هذه الممارسات الشنيعة وعدم التحقيق فيها رغم علمها بها. وكشفت الوثائق الأميركية السرية التي نشرها ويكيليكس تفاصيل “حرب في الظل” تجري على أرض العراق بين القوات الأميركية وإيران وخصوصاً استعمال طهران ميليشيات لقتل أو خطف أميركيين، مبينة أن الأميركيين المتنزهين الثلاثة شاين باور وساره شورد وجوش فتال والتي تنوي إيران محاكمتهم أمام محكمة الثورة في 6 نوفمبر المقبل، خطفتهم قوات إيرانية في الجانب العراقي من الحدود في يوليو العام المنصرم مشيرة إلى إحداثيات موقع توقيفهم. وأكد ويكيليكس بالإعلان في مؤتمر صحفي بلندن أمس، عن أنه سيبث قريباً وثائق جديدة سرية للجيش الأميركي حول الحرب الجارية في أفغانستان وسارعت وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان بإدانة نشر الموقع للوثائق السرية عن الحرب وتداعياتها معتبرة أنه يمكن أن يعرض للخطر القوات الأميركية والعراقيين، لكنها قالت إنه لم يكشف أي جديد بشأن الحرب. وأكد مؤسس الموقع في مؤتمر صحفي عقد داخل قبو فندق وسط لندن أمس، أنه يريد اظهار “حقيقة” الحرب في العراق من خلال الوثائق السرية. وقال أسانج “في أوقات الحرب يبدأ الهجوم على الحقيقة قبل بدء الحرب بكثير ويستمر بعدها بكثير”، في إشارة إلى السرية التي يفرضها الجيش على حالات التعذيب وعدد القتلى من المدنيين. وأضاف رداً على اتهامات واشنطن “نأمل أن نصحح بعض التهجمات على الحقيقة التي حدثت قبل الحرب وأثناء الحرب ولا تزال متواصلة”. وخلال المؤتمر الصحفي الذي أبقي طي الكتمان حتى آخر لحظة، أعلن المتحدث باسم ويكيليكس كرستين هرافنسون أنه سيتم قريباً نشر وثائق عسكرية أميركية جديدة حول الحرب في أفغانستان، مؤكداً أن الموقع “لم يستغل الا نحو تقرير من 6 من الوثائق الجديدة المتعلقة بأفغانستان وذلك بهدف دراستها.. هذا العمل انتهى وستنشر قريباً” موضحاً أن تبلغ 15 ألف وثيقة. وأوضح أنه على غرار الملفات التي بثت الليلة قبل الماضية، فإن هذه الوثائق الجديدة ستنشر دون كشف أسماء الأشخاص المتورطين وهي “لا تتضمن أي معلومات يمكن أن تهدد الأفراد”. وتظهر الوثائق المتعلقة بالعراق والبالغ عددها 391,831 والتي وصفها الموقع بأنها “أضخم عملية تسريب في تاريخ الجيش الأميركي”، أن الجيش “لم يفعل شيئاً” لمنع حالات تعذيب ارتكبتها القوات العراقية. كما تظهر العديد من حالات “جرائم الحرب” التي تبدو جلية من فعل القوات الأميركية مثل القتل العمد لأشخاص كانوا يحاولون الاستسلام”، بحسب الموقع. وتؤكد الوثائق أيضاً أن ما لا يقل عن 109 آلاف شخص 63% منهم من المدنيين، قتلوا في العراق منذ الغزو الأميركي في مارس 2003 حتى نهاية 2009. ولم يسبق أن كشف عن مقتل 15 ألف شخص من القتلى الـ 66 ألفا. وقال فيل شينر المحامي الذي يمثل منظمة “بابليك انترست لويرز” للدفاع عن الحقوق المدنية، في المؤتمر الصحفي نفسه، إن القوات البريطانية في العراق يمكن أن تكون قد تورطت “في عدد من التجاوزات الموثقة ...التي من شأنها تبرير الملاحقات أمام المحاكم البريطانية”. وذكر أسانج أن الوثائق أظهرت أدلة على ارتكاب جرائم حرب ولكن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” رفضت هذه الملفات بوصفها تقارير ميدانية “بمستوى الأرض” من حرب مؤرخة بشكل جيد ليس بها مفاجآت كبيرة. وخلصت وسائل الإعلام التي منحت امكانية الاطلاع بشكل مسبق على قاعدة البيانات الهائلة للوثائق، إلى أن هذه الوثاق أثبتت أن القوات الأميركية تجاهلت بشكل فعلي تعذيب أو انتهاك القوات العراقية لسجناء. وفي إحدى الحالات أطلق شرطي عراقي النار على معتقل في ساقه. ثم جلد هذا المشتبه به بقضيب وخرطوم على ظهره، مما أدى إلى إصابته بكسر في الضلوع وتهتكات مضاعفة وكدمات. وقالت “الجارديان” إن”النتيجة..لا تحقيقات أخرى”. وأشارت الوثائق أيضاً إلى حالات اغتصاب وقتل من بينها قيام جنود عراقيين بإعدام لمعتقل مصور على شريط فيديو. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه رغم قيام الأميركيين بالتحقيق في بعض حالات الانتهاك، فمعظم الانتهاكات المشار إليها في السجلات، تم تجاهلها على ما يبدو”. وأضافت أن الجنود ابلغوا ضباطهم بهذه الانتهاكات ثم طلبوا من العراقيين بعد ذلك التحقيق فيها. قالت الجارديان وقناة الجزيرة إن الوثائق أظهرت أن القوات الأميركية تغاضت فعلياً عن انتهاكات حقوقية عراقية. وذكرت القناة القطرية أن “الوثائق تكشف عن وجود 285 ألف ضحية عموماً بينهم 109 آلاف قتيل على الأقل”. وأدانت منظمة العفو الدولية ما تم الكشف عنه في الوثائق وتساءلت عما إذا كانت السلطات الأميركية قد خرقت القانون الدولي بتسليم معتقلين للقوات العراقية المعروفة بارتكابها انتهاكات”على نطاق مروع بشكل حقيقي”. وقال مالكولم سمارت مدير المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن “هذه الوثائق تقدم على ما يبدو دليلاً آخر على أن السلطات الأميركية كانت على علم بهذا الانتهاك المنظم منذ سنوات”. وقال أسانج لقناة الجزيرة إن الوثائق قدمت مادة تكفي لإقامة 40 دعوى قضائية لجرائم قتل غير مشروع. وذكر ويكيليكس في بيان “توجد تقارير عن قتل مدنيين بشكل عشوائي عند نقاط تفتيش.. ولمعتقلين عراقيين يعذبون على يد قوات الائتلاف وعن جنود أميركيين يفجرون مباني مدنية بالكامل بسبب وجود متمرد واحد على السطح”. كما تناولت ملفات الحرب العراقية أيضا أموراً أخرى بينها المخاوف الأميركية المعروفة بشأن التدريب والدعم الإيراني لميليشيات عراقية. وأشارت صحيفتا نيويورك تايمز والجارديان إلى استخدام طهران ميليشيات لقتل أو خطف أميركيين. ومن الوثائق التي نشرت، تقرير ميداني يصف حادثاً وقع على الحدود العراقية الإيرانية في 7 سبتمبر 2006 عندما صوب جندي إيراني قاذفة صواريخ على وحدة أميركية كانت تقوم بدورية على الجانب العراقي مع قوات عراقية. وأطلق الجنود الأميركيون النار من رشاش على الجندي الإيراني وقتلوه، حسب التقرير. وتصف الوثائق أيضاً الطريقة التي سلحت بها إيران ودربت “كتائب موت” تضم عراقيين لشن هجمات على قوات التحالف والمسؤولين الحكوميين. وأوضحت الصحف نقلاً عن الوثائق أنه يشتبه بأن الحرس الثوري الإيراني لعب دوراً حاسماً في هذا المجال. وقالت نيويورك تايمز نقلاً عن الوثائق إن الهجمات التي تدعمها إيران تواصلت بعد تولي باراك أوباما الرئاسة في يناير 2009. وأكدت واحدة من هذه الوثائق أن الإيرانيين كانوا يخططون أيضاً لضرب المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم المباني الحكومية العراقية الرئيسية والسفارات الغربية، وذلك بواسطة صواريخ وسيارات مدرعة ملغمة بأسلحة كيميائية، حسب الجارديان. وهذه ثاني عملية نشر رئيسية لوثائق عسكرية أميركية سرية منذ يوليو الماضي، عندما نشر أكثر من 70 ألف ملف عن الحرب الأفغانية. وأثارت الواقعتان انتقاداً حاداً من وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”. وقال جيف موريل المتحدث باسم البنتاجون “نشجب ويكيليكس لحضه الناس على خرق القانون وتسريب وثائق سرية واقتسام تلك المعلومات السرية مع العالم بشكل متعجرف”. لكن البنتاجون قلل من أهمية أي كشف رئيسي لمعلومات في تلك الوثائق نفسها قائلاً إن الخطر الحقيقي يتمثل في أن يستهدف المقاتلون المتعاونين العراقيين أو أن يحصلوا على معلومات مخابرات من الملفات بشأن العمليات الأميركية. كما أدانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الليلة قبل الماضية، بشدة أي تسريب معلومات يشكل تهديداً لحياة الأميركيين. وقالت لصحفيين “اعتقد بقوة أنه علينا الإدانة بأوضح العبارات كشف أفراد أو منظمات عن أي معلومات سرية قد تهدد حياة العاملين الأميركيين وشركائهم والمدنيين”. «إيراك بودي كاونت»: قتلى العراق تجاوز 150 ألفاً لندن (د ب ا) - أعلنت منظمة «إيراك بودي كاونت» أمس، إن إجمالي ضحايا حرب العراق تجاوز عددهم 150 ألف قتيل، 80% منهم مدنيون. وقال جون سلوبودا رئيس المنظمة المعنية بإحصاء ونشر أعداد ضحايا حرب العراق، خلال مؤتمر صحفي حول آخر ما نشره موقع «ويكيليكس» من مستندات عن حرب العراق، «يمكننا الآن القول إن إجمالي القتلى تجاوز 150 ألف قتيل». وذكر سلوبودا أن السجلات الأميركية الخاصة بحرب العراق كشفت عن سقوط 15 ألف مدني إضافيين نتيجة «أحداث صغيرة» كانت تقع بشكل يومي، مشيراً إلى أن تلك الأحداث شملت «عمليات تصفية مستهدفة وإطلاق نار من سيارات وجرائم قتل عند نقاط التفتيش الأمنية». وأضاف بقوله: «الوقائع اليومية التي شهدت مقتل شخص أو اثنين، تمثل دليلاً وشاهداً على «مأساة الحرب الوحشية». وقال إن الإحصائية الجديدة التي كشفت عن سقوط 15 ألف شخص، يجب أن تضاف الآن للسجلات السابقة التي تمتلك منظمته نسخة منها والتي أحصت 107 آلاف قتيل. استمرار التحقيق بشأن تورط أسانج في اعتداء جنسي ستوكهولم (د ب ا) - لا تزال السلطات المختصة في السويد تجري تحريات عن جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» الإلكتروني للوثائق السرية، بتهمة الاعتداء والتحرش الجنسي. وقبيل نشر الوثائق السرية الأميركية حول حرب العراق، أعلنت المدعي العام ماترين ني بمدينة جوتبورج السويدية أمس، أن التحقيقات «في مرحلة متقدمة نسبياً». ويواجه الأسترالي أسانج (39عاماً) تهمة الاعتداء على امرأة خلال زيارة للعاصمة السويدية ستوكهولم في أغسطس الماضي والتحرش الجنسي بأخرى. وكانت السلطات السويدية أصدرت في السابق أمر اعتقال بحق أسانج. وينفي أسانج التهم الموجة إليه ويعتبرها جزءاً من مؤامرة ضده يشارك فيها عملاء الاستخبارات الأميركية لإسكاته.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©