دبي - بسام عبد السميع وتحرير الأمير:
في رحلتها التاسعة عزفت مفاجآت ''المتعة والعقل'' مقطوعة حياتية ثلاثية الأبعاد، متنوعة بين الماضي والحاضر والمستقبل، لترسم لوحة إبداعية خلابة تملؤها الزهور، الفنون، العقل، الثلوج، التراث، المأكولات، الحياة بعد أيام ، واستمتعت بها عيون الزائرين وتفاعل أطفالهم مع نغماتها في رحلة امتدت 840 ساعة عبر 70 يوما، استمع إليها وعايشها كل شخص على قدر حاجته من المتعة وطاقته من التحمل· ويشهد يوم الجمعة المقبل الأول من سبتمبر لحظات النهاية للرحلة التاسعة لمفاجآت ''المتعة والعقل'' صيف دبي ،2006 والتي استغرقت 70 يوما موزعة على 10 أسابيع بكثير من الفعاليات الزاخرة بالمتعة والتشوق والجديد في عالم الترفيه، وحاملة شعار التميز والتفوق ، فجمعت بين ثنائية الماضي والمستقبل، وتفاوتت لحظاتها بين الفرح والمرح، الإعجاب والدهشة، ولعبت شخصية مدهش الطريفة دوراً رمزياً لكنه مركزي في إطار فعاليات المهرجان التي أصبحت من المعالم البارزة لصيف دبي، مضفية أجواء من السرور العائلي ، في إطار فعاليات تنوعت بما يتناسب ومختلف الأعمار لإشباع الرغبات والأذواق والمواهب لدى الأطفال والشباب، كما ساهمت في استقطاب الكثير من السياح والزوار من داخل الدولة وخارجها وأطلعتهم على المزيد من المشاريع الترفيهية ووفرت لهم خيارات متعددة لقضاء أحلي الأوقات، مضيفة بعدا جديدا لمفهوم السياحة·
بداية التميز
منذ اللحظة الأولى كان التميز باختيار مول الإمارات كموقع دائم لبدء فعاليات المفاجآت ''حفل الافتتاح''، حيث يعد من أبرز مراكز التسوق في المنطقة العربية عامة ودبي خاصة لما له من روعة في فنون العمارة والتصميمات الهندسية الإبداعية، كما يحظى بشعبية كبيرة بين الزائرين من مختلف دول العالم ، إضافة إلى المؤثرات الصوتية والضوئية والعروض الساحرة التي تواكب بدء الفعاليات· وقد تم تقسيم أسابيع المهرجان إلى مجموعة أفكار أطلق عليها مصطلح المفاجآت ، وحملت عناوين متوافقة مع الفعاليات المقامة وتم تنظيم المفاجآت المتنوعة من قبل فرق تابعة لمختلف الدوائر الحكومية بالتعاون مع مراكز التسوق والفنادق والشركات الراعية·
صيف الثلج
ويشير أحمد إبراهيم من مصر إلى أن المفاجآت الثلجية جاءت ملطفة لحرارة الشمس الشديدة، وكأن المهرجان حول الصيف الخليجي إلى شتاء أوربا، ليمتع الزائرين عبر أسبوع الثلج ، والذي أنعش الزائرين وحملهم إلى أجواء باردة وممتعة لا تنسي، فعروض الدراجة الأحادية العجلات، ملكة الثلج، الرجل الثلجي الصامت، متاهة أرض العجائب، الساحر الثلجي، البالونات المتحركة، الشخصيات الثلجية، الأكروبات والكثير من المسابقات تبقى عالقة في ذهن الزائر وتدفعه إلى ملاحقة الفعاليات وانتظارها كل عام ·
ويضيف عبد الرحمن حسين من قطر فيؤكد أن فعاليات التراث جاءت مليئة بعبق وسحر الماضي العريق لدولة الإمارات، كما أن الزائر لأسبوع التراث عايش الحياة القديمة بكافة أشكالها·
ثقافة العالم
وأشار سعيد الحسني من الأردن إلى أن أسبوع المأكولات كان ابحارا في ثقافة العالم الغذائية، كما أن فعالية عالم القصص كانت من الأمور الجديدة هذا العام ، وخلقت عالما من القصص الخيالية الساحرة، وصنعت الفرصة لمشاهدة الشخصيات الخيالية المشهورة وكأنها شخصيات حية·
وأكدت مها وادي من تونس أن أسبوع المفاجآت الكرتونية محاولة جريئة ومفاجأة غير متوقعة من غرفة تجارة وصناعة دبي هذا العام التي عمدت الى تنظيم أسبوع المفاجآت الكرتونية·
شاطئ المغامرات
يمان منصور من الكويت تقول ان أسبوع المغامرات كان نقلة نوعية هي الأولى من نوعها في فعاليات المهرجانات حيث جاءت فعالية ''شاطئ المغامرات'' خروجا عن المألوف بتنظيمها خارج المراكز التجارية، وابتكار شاطئ المغامرات، ليمارس المصطافون عددا من الألعاب الشاطئية والمائية المختلفة، والتي تناسب كل الأعمار، كما توفرت بالخيمة التي أقيمت على شاطئ المغامرات التهوية المطلوبة وكافة إجراءات الأمن والسلامة·
ولفتت إلى أن أسبوع مفاجآت المغامرات المرحة الذي نظمته دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي حمل الفرح والبهجة من خلال الفعاليات التي تركت صدى رائعا لدى الأطفال والأسر في المدينة على مختلف منابتهم وأعراقهم· ولأن الزهور تعبر عن المشاعر والأحاسيس الراقية كانت فعالية الزهور رسالة دعم وتأييد وحب لأطفال بيروت·
وأيدت ندا عبدون تلك المشاعر، مشيرة إلى أن هذه الكميات الضخمة من الورود كانت بمثابة هدية رمزية من بلدية دبي إلى أطفال لبنان الذين قضوا بالحرب متحولة إلى أكاليل من الزهور على أضرحتهم الصغيرة، كما أنها باقات جميلة لمن عادوا سالمين منتصرين إلى مدنهم وقراهم بعد أن وضعت الحرب أوزارها·
حديث التاريخ
ويكشف عبيد سهيل أن أسبوع الطبيعة الذي نظمته شرطة دبي كان عنوانا على حديث التاريخ عن الإنسان والطبيعة وغضب كليهما على الآخر، كما أظهرت الأشجار حلماً عند الغضب، وكأنها أم ثكلى تروي بلغة مشفوعة بالرجاء قصة اغتيال أبناء جلدتها من جانب المستفيد من حياتها والقاتل لها في علاقة نادرة لا تتكرر إلا مع الإنسان وكأن جريمته جزء دائم مادامت علاقة الوجود بينهما·
وكأن شرطة دبي أرادت أن تمارس طبيعة عملها في ملاحقة المجرمين والكشف عنهم بأسلوبها الخاص، في لوحة إبداعية مليئة بالنشاط والتنوع لتكشف عن بعد آخر جديد لمفهوم الشرطة المجتمعية·
واعتبر علاء النجار خيار القيادة العامة لشرطة دبي باختيار ''مفاجآت الطبيعة'' ليس مفاجأة بل هدف يتعدى حماية الإنسان والممتلكات ونشر الأمان لحماية كل جزء في هذا الوطن، ونظرا لان رجال الشرطة هم أبناء الشعب وجزء من نسيجه الوطني فقد ارتأت تكريس مفهوم مناخ الأمن والاستقرار من خلال أسبوع ''مفاجآت الطبيعة''·
عقول المنظمين
ويشيد عبد الله المزروعي من أبناء الامارات بأجواء فعالية العودة للمدارس والتي تميزت بأنشطة كثيرة في 14 مركز تسوق، على عكس الفعاليات السابقة حيث كانت تقام في 5 أو 6 مراكز، وجاءت زيادة المراكز بسبب الإقبال الشديد على التسوق قبل بدء العام الدراسي، وهو ما يبين حضور ذهن المنظمين لمجريات الحياة وارتباط أفكار المفاجآت بالتفاعل مع الزمن·
خيارات عديدة للسائح
قال سعيد النابودة المنسق العام لمفاجآت صيف دبي: إن المفاجآت ساهمت منذ انطلاقتها الأولى في عام 1998 في جعل الإمارة وجهة سياحية صيفية مفضلة للكثير من العائلات التي تبحث عن الراحة والاستجمام وكل مقومات الترفيه والمرح والمتعة والفائدة لهم ولأطفالهم· وأكد النابودة ان المبادرات الكثيرة والنوعية التي يطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ولاسيما المتعلقة بالمشاريع السياحية والترفيهية تحدث الأثر الايجابي في ازدهار قطاع الترفيه وتتيح أمام السائح المزيد من الخيارات التي تلبي طموحاته واحتياجات عائلته·
وأضاف إبراهيم صالح المدير التنفيذي للعمليات ان مراكز التسوق شهدت إقبالا كبيرا، وأشاد بجهود الدوائر الحكومية التي شاركت في الحدث ، مشيرا إلى أن لجنة المهرجان ستعقد عدة اجتماعات عقب انتهاء المفاجآت لمناقشة الإيجابيات والملاحظات والمطالب من جانب الرواد والزوار لتقديم المزيد والجديد في الدورة القادمة·
من جانبها قالت ليلى سهيل المديرة التنفيذية لمفاجآت صيف دبي ان الفعاليات تمكنت ومن خلال الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدوائر الحكومية في دبي من التنوع واستحداث ما هو جديد من أجل جذب أكبر عدد من السياح سواء من داخل الدولة وخارجها·
عدد اليوم
