الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عز الدين نجيب: لدى الجمهور الفقير الأمي استعداد فطري للتجاوب مع الثقافة والفنون

20 يوليو 2012
القاهرة (رويترز)- طرحت الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية مؤخراً طبعة ثانية للكتاب “الصامتون.. تجارب في الثقافة والديمقراطية بالريف المصري” للكاتب والفنان التشكيلي المصري عز الدين نجيب، بعد سبعة وعشرين عاماً من صدور طبعته الأولى (1985)، وتقع الطبعة الجديدة في 240 صفحة من القطع المتوسط. وحذف الكاتب إهداء كتابه الذي خص به في طبعته الأولى ابنته نسرين، وكتب إهداءً جديداً للطبعة الجديدة على النحو التالي “إلى شباب 25 يناير 2011.. الأمل أن تكون ثورتكم التالية هي الثورة الثقافية ليكتمل بها ما قمتم به”. وكان الكاتب عز الدين نجيب قد اعتقل عام 1997 بتهمة طبع منشورات تحرض الفلاحين على معارضة قانون العلاقة بين المالك والمستأجر للأراضي الزراعية، وسجل تجربة اعتقاله في كتاب “موسم السجن والأزهار.. المثقف والسلطة 97”. ويضم كتابه “الصامتون.. تجارب في الثقافة والديمقراطية بالريف المصري” تجربتين ثقافيتين في الريف بين عامي 1968 و1978، كان فيهما المؤلف جزءاً من حراك اجتماعي وثقافي مكنه من اكتشاف الهوة الواسعة بين المثقفين في عوالمهم الافتراضية النظرية والواقع الذي يقول إنهم منفصلون عنه. وعمل المؤلف مديراً لقصر الثقافة في مدينة كفر الشيخ في الدلتا، واكتشف أن المثقفين “لا يعملون شيئاً وسط هذه الجماهير”، ولكنه وجد هناك التشكيلي محمود بقشيش والشاعر محمد عفيفي مطر الذي كان قد أمضى أكثر من عشر سنوات مدرساً “غريباً ووحيداً” في القرى المنسية الفقيرة، وتمكن نجيب من ندبهما للعمل الثقافي العام. ويسجل المؤلف أن لدى “الجمهور الفقير الأمي” استعداداً فطرياً للتجاوب مع الثقافة والفنون، مستشهداً بتفاعل الفلاحين مع عروض مسرحية لمؤلفين غير مشهورين من خارج القاهرة، منهم الروائي فؤاد حجازي الذي قدم له مسرحية من فصل واحد عنوانها “الناس اللي ما معاهاش”. ويضيف أن العروض المسرحية الإقليمية جذبت ممثلين بارزين من القاهرة، منهم حمدي غيث، كما كان يشارك في الأنشطة الثقافية الأخرى شعراء ومثقفون بارزون، منهم الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، والناقد الفني كمال الجويلي، والشاعر صلاح جاهين. ويقول إنه نظم عرضاً لغناء جماعي من التراث الشعبي، قدمته فتيات ريفيات “وجن صلاح جاهين بالتجربة، وأصبح من نجوم أمسيات قصر الثقافة”. وفي مقدمة الطبعة الجديدة يتساءل نجيب.. “الطبعة الثانية.. لماذا؟” ثم يجيب قائلاً إن الصمت “آفة الشعوب المغلوبة وحكمتها. آفة عندما يستوجب الحال أن تنطق وتصرخ ولكن يمنعها عن التعبير خوفها وضعفها فيصبح الصمت تواطؤاً مع الظلم والفساد، ويصبح الخوف تكريساً لسلطة القهر والاستبداد”، مضيفاً أن الصمت يكون حكمة وموقفاً من الطغيان حتى يمتلك الشعب أدوات المقاومة. ويرى أن الوعي بأسباب الظلم هو المادة اللازمة لتحويل الصمت من “آفة إلى طاقة”، وإلى فعل للمواجهة، بشرط وجود طليعة ثقافية تتعامل مع “الصامتين”، وتمنحهم الأمل، وتكتشف الطاقات الإيجابية فيهم بعيداً عن تعالي المثقفين. ويقول إن “الآلة الثقافية” التي ساهمت في تفجير حالة الوعي لدى الفلاحين المصريين في نهاية الستينيات في كفر الشيخ هي سيارة القافلة، وإنهم مارسوا “الحلم والفعل والتحدي بغير كوابح أو خوف.. أليس هذا ما فعله شباب 25 يناير 2011 الذين تمكنوا من خلع الرئيس السابق حسني مبارك بعد احتجاجات دامت ثمانية عشر يوماً. ولنجيب مجموعات قصصية هي “أيام العز”، و”المثلث الفيروزي”، و”أغنية الدمية”، إضافة إلى كتب في النقد التشكيلي، منها “فجر التصوير المصري الحديث”، و”التوجه الاجتماعي للفنان المصري المعاصر”، و”موسوعة الفنون التشكيلية” في ثلاثة أجزاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©