بيروت - د ب أ: حذرت الأمم المتحدة أمس الأول من أن القذائف غير المنفجرة التي تتناثر في مختلف أنحاء جنوب لبنان جراء العدوان الإسرائيلي، تمثل خطرا داهما وقاتلا على سكان البلاد· وسجل مركز تنسيق نزع الألغام التابع للأمم المتحدة تزايدا في أعداد الحوادث المتعلقة بالقذائف غير المنفجرة في أعقاب العودة الكبيرة للمدنيين لقراهم في الجنوب·
وأفادت البيانات الرسمية لاعداد الضحايا التي أوردها مكتب نزع الألغام الوطني في الجيش اللبناني أن 12شخصا قتلوا وجرح 51 آخرون جراء انفجار القنابل العنقودية منذ توقف الأعمال العدائية في 14 أغسطس الجاري· ومن بين الضحايا عدد كبير من الأطفال· وحدد مركز تنسيق نزع الألغام التابع للأمم المتحدة 288 موقعا تعرضت للقصف في جنوب لبنان وتوجد بها قنابل عنقودية غير منفجرة·
وقالت داليا فران المسؤولة الاعلامية في المركز ''كل يوم نسمع عن ضحايا إنه رقم كبير· إننا في وضع طوارئ''· كان ثلاثة من خبراء تفكيك المفرقعات قتلوا أيضا بانفجار قنبلة عنقودية في قرية تبنين الحدودية''· وتخوض فرق تقييم الموقف سباقا مع سيل النازحين الذين يكافحون للعودة إلى ديارهم في القرى المدمرة· وكلما توغلت الفرق في لبنان أكثر وأكثر كلما اكتشفت المزيد من مواقع الألغام·
وقال خبراء الأمم المتحدة إنه قد تم تقدير وجود الألغام في نحو 60 بالمئة من الأراضي المحصورة ما بين جنوب نهر الليطاني وحتى الخط الأزرق· وقالت داليا إن العاملين في هذه المناطق دمروا أكثر من 1800 لغم أرضي ضد الأفراد· وفي كل منطقة من المناطق المتضررة تنفجر القنابل الصغيرة من القذائف مما يخلق حقلا ضخما وقاتلا من الشظايا·
ولكن الأمم المتحدة تقدر أن نسبة مرتفعة من هذه القذائف لم تنفجر· وقال مارك جارلاسكو المحلل العسكري في منظمة ''هيومان رايتس ووتش'' إن النتيجة هي ''حقول ألغام في منازل الناس''·
وقال بعد أن أمضى أسبوعا في جولة بالجنوب إن ''الإسرائيليين يستخدمون مخزونا من القنابل غير المنفجرة بمعدل غير عادي من الحقبة الفيتنامية·
وقد ''شاهدنا قنابل تحمل تاريخ مارس ·''1973 وقال مصدر في الحكومة اللبنانية إن سويسرا على إثر طلب من الأمم المتحدة سترسل معدات خاصة لازالة الألغام وتفكيك القنابل إلى لبنان للتعامل مع القذائف غير المنفجرة·
عدد اليوم
