سالم الشرهان (راس الخيمة)، معتصم عبد الله (دبي)
تسببت الضائقة المالية التي يعاني منها نادي الجزيرة في إلغاء الفريق الأول لكرة القدم، ما يعني انسحاب الفريق من مسابقات الموسم الجديد، الامر الذي آثار استياء جماهير وأبناء النادي، ولكن بحسب مجلس الإدارة فان القرار جاء بهدف إنقاذ فرق النادي المختلفة من التدهور، خاصة وأن ميزانية الفريق الأول الشهرية تتخطى مجموع الموارد المادية التي تدخل في خزينة النادي، إضافة إلى أن المعاناة التي يتعرض لها النادي في قطع التيار الكهربائي لأكثر من شهرين بسبب تراكم مبالغ مالية كبيرة مستحقة، وإزاء كل ذلك كان لابد من اتخاذ قرار الانسحاب من خلال خطاب رسمي وجهه النادي إلى اتحاد الكرة.
وأعرب علي الشريف رئيس مجلس إدارة رئيس إدارة النادي عن حزنه لاتخاذ قرار الانسحاب وقال: «بلاشك القرار صعب علينا كمجلس الإدارة ولاعبين وكذلك الجماهير، ولكن كان لزاماً علينا الانسحاب بعد أن شحت الموارد المادية في خزينة النادي، وأصبحت لا تكفي احتياجاتنا خلال الموسم، فمصروفاتنا أكبر بكثير مما يدخل علينا في خزينة النادي، وكنا نعاني خلال المواسم الماضية ونتدبر من هنا وهناك حتى نسير بالمركب إلى بر الأمان، ولكن الأمور في كل مرة تصبح أكثر تعقيداً علينا».
وأضاف متسائلا: «هل يعقل أن تكون ميزانية النادي شهريا 120 ألف درهم، بينما مصروفات الفريق الأول لوحده 200 ألف شهرياً هذا بخلاف مصروفات الفرق الأخرى، خاصة وأننا نخدم قطاعا كبيرا من اللاعبين في مختلف المراحل السنية يمثلون أبناء الجزيرة الحمراء وبعض المناطق المجاورة لأن النادي المتنفس الوحيد لديهم».
وأضاف: نادي الجزيرة الحمراء صرح لا يقتصر على الجانب الرياضي فقط وإنما هناك جانب ثقافي واجتماعي يخدم شريحة كبيرة من أفراد المجتمع من مختلف المراحل السنية، لذلك يلعب النادي دوراً كبيراً على كافة المستويات، الأمر الذي يتطلب توفر إمكانيات مادية مناسبة، ولكن للأسف نعاني كثيراً في تصريف أمورنا.
مجرد وعود
وقال الشريف: خاطبنا اتحاد الكرة مراراً وتحدثنا مع يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة بضرورة الاهتمام بنا كأندية تعاني، وذلك تم بناء على وعود السركال قبل انتخابات رئاسته الاتحاد، ووجدنا تجاوباً منه، موضحاً بأن النادي سيلقي الاهتمام المناسب الذي يكفل القيام بدورة، إضافة إلى زيارات من الاتحاد، ولكن لم يحدث أي شيء، وبالتالي لم نأخذ من الاتحاد سوى الكلام فقط، وليس هناك اهتمام حقيقي بنادينا، فنحن جزء من المنظومة الرياضية في الدولة وكان من المفروض على السركال أن يراعي نادينا بشكل خاص لمحدودية امكانياته ومراعاة العناصر البشرية من اللاعبين المتواجدين في ملاعب النادي المختلفة.
وتابع: نحن لا نطلب المستحيل ولكننا كناد يخدم شريحة كبيرة من النشء والشباب كنا نتمنى أن يتم توفير الامكانيات المادية التي تكفل المشاركة في مختلف البطولات والمسابقات، ورغم أننا قلصنا الألعاب لكن لم نستطع مجاراة الوضع الصعب الذي نحن فيه. من ناحيته، علق يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة على انسحاب نادي الجزيرة الحمراء من مسابقات الاتحاد وهما كأس الاتحاد ودوري الدرجة الأولى للموسم الجديد 2014- 2015، معرباً عن أسفه لانسحاب النادي، وقال: «الاتحاد بمثابة الأب لأسرة تضم كل الأندية الرياضية، وبالتأكيد غياب أي فرد أمر يبعث على الحزن والاستياء»، ولفت إلى أهمية النظر في الأسباب التي تدعو هذه الأندية للانسحاب من المنافسات، وقال: «كاتحاد للكرة تنحصر مسؤوليتنا في التنظيم والإشراف على المسابقات، وطالما كانت هنالك غالبية لهذه الأندية تشارك ومستمرة في المنافسات المختلفة، فإن هذا يعد تأكيداً على عدم التقصير».
وكشف السركال عن حديث سابق جمعه مع المسؤولين عن إدارة نادي الجزيرة الحمراء، معرباً عن تعاطفه مع ظروف النادي ومن قبلها الظروف التي دعت نادي الرمس للانسحاب من منافسات مسابقات الاتحاد ايضاً خلال الموسم الحالي، وتابع: «شكلنا في مجلس الإدارة الحالي لجنة لشؤون الأندية تم استحداثها للمرة الأولى في تاريخ الاتحاد، زارت اللجنة كل الأندية وأطلعت على ظروفها واحتياجاتها، ووفرنا من جانبنا الميزانية لكل الاحتياجات التي يمكن للاتحاد توفيرها من خلال اللجنة».
وتابع: «الأشياء التي لا تدخل ضمن اختصاصات اتحاد الكرة مثل فواتير الكهرباء وغيرها، لا نسمح لأنفسنا باقتحام شؤون هذه الجهات احتراماً لها، ونتمنى من إدارات الأندية والقائمين على الأمر بذل قصارى جهودهم لحل مشاكلهم مع الجهات المعنية»، مؤكداً ترحيبهم بعودة الفرق المنسحبة للمنافسات المحلية.
100 ألف درهم غرامة الانسحاب
حسب لوائح الاتحاد، ستنظر لجنة الانضباط حال انسحاب نادي الجزيرة الحمراء بعد تحويل المذكرة من قبل لجنة المسابقات، وتقضي عقوبات الانسحاب بحسب المادة الـ 88 من اللائحة والمتعلقة بالعقوبات الموقعة على النادي الذي ينسحب قبل بداية أي مسابقة يجب عليه الاشتراك فيها، بإيقاف نشاطه في الموسم الرياضي التالي للمسابقة، بجانب غرامة مالية قدرها مائة ألف درهم.
يذكر أن الجزيرة الحمراء كان من المفترض أن يدشن مشاركته في الموسم الجديد، في الثالث عشر من سبتمبر المقبل من خلال مشاركته في كأس الاتحاد، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبه، أندية العربي، حتا، الذيد، العروبة، رأس الخيمة، ودبي، فيما وضعت قرعة دوري الأولى الفريق في مواجهة دبا الحصن ضمن الأسبوع الأول الذي ينطلق في 7 نوفمبر المقبل.
(دبي - الاتحاد)
عدد اليوم
