الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطفولة المتأخرة.. «مرحلة صعبة» قبل المراهقة

الطفولة المتأخرة.. «مرحلة صعبة» قبل المراهقة
23 يوليو 2015 20:35
خورشيد حرفوش (القاهرة) تكتسب فترة الطفولة المتأخرة من سن 6 وحتى 9 سنوات للجنسين أهمية خاصة نظراً لكونها مرحلة ما قبل المراهقة، حيث تشهد إرهاصات أخطر وأهم الفترات في جوانبها الفسيولوجية والنفسية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والوجدانية، وغالباً ما تتحدد فيها معالم شخصية الفرد واتجاهاته ومكوناته، من ثم تأتي أهمية إلمام الوالدين بمعالم هذه المرحلة وصفاتها وقراءة المؤثرات الأسرية والاجتماعية والثقافية فيها منذ وقت مبكر، حتى يمكن التعامل الجيد والفعال والإيجابي مع متغيراتها كافة. السمات الاجتماعية وتوضح الدكتورة مي الرخاوي، اختصاصية الطب النفسي ومدير مركز «دائماً أصحاب» بالقاهرة، أهم مواصفات هذه المرحلة في أنها تشهد ظهور بداية السمات الاجتماعية، حيث يتعلم الطفل كيفية تكوين الصداقات ويتعلم كيفية اتباع القواعد الاجتماعية، كما يبدأ التفكير المعرفي في إظهار تقدم ملحوظ، أي أن سلوكيات الطفل وتصرفاته ونمط تفكيره سيكون ناتجاً عن الخبرات التي تعرض بها سابقاً، ومن هنا تأتي أهمية العمل على زيادة التوعية بالتوجه التربوي السليم، ففي سن 6 و7 سنوات تظهر بدايات تعلم التفكير المنطقي الأوسع ويتضح تطور النمو العقلي، وفي سن 8 سنوات تظهر زيادة عدد الأصدقاء ويميل الأولاد لتعدد الصداقات «الشلة»، بينما تميل البنات لوجود صديقة حميمة، وتتسم هذه المرحلة بالخيال المتسع والتخيل بكونه بطلاً، وقد يلجأ بعضهم إلى تأليف القصص والشعر. كذلك مع ملامح اكتمال شخصية الطفل نجده يبدأ عمر 8 سنوات في التمرد، وقد يبدأ في إظهار تقلب تام في الشخصية، وهذا الانقلاب قد يظهر أيضاً في عمر السبع سنوات، وعلاقة الوالدين بالطفل هي التي تحدد مسار هذا الانقلاب، ثم تقل المشاحنات، رغم زيادة الحساسية عند التعامل معهم حيث يزداد ذلك تدريجياً، ويصبح تحدياً في عمر الـ 12 سنة، إذ يبدأ الطفل في الاعتراض وإثبات ذاته، تزامناً مع نضج شخصيته من جوانب عدة. الأوامر والإرشاد وتشير الدكتورة الرخاوي إلى أن العلاقة بين الوالدين والأبناء في سنوات ما قبل العاشرة هي التي تثري العلاقة في مرحلة ما قبل المراهقة، فإذا اكتفينا بالدور الأبوي غير التربوي أي الأوامر والإرشاد فقط سنقابل مرحلة صعبة، أما إذا كانت العلاقة بها مرونة في التربية مع الحوار الذي لا يخلو من الحزم، فسوف تمر هذه المرحلة بسهولة أكثر، لذا يجب العمل على ترغيب الطفل، ومن أمثلة ذلك الاستذكار، والعناية الذاتية، والواجبات الاجتماعية، فوسائل الترهيب المبالغة تجعل العلاقة بين الطفل والوالدين معقدة وتؤدي إلى المزيد من المشكلات السلوكية لدى الأطفال. ولأن هذه المرحلة تمتاز بالنمو العقلي السليم والسريع، فعلى الآباء استغلال ذلك في الحث على المزيد من تنمية النمو المعرفي للطفل، وذلك من خلال العمل على توسيع دائرة معارفه من خلال مشاركته مشاهدة بعض الأخبار مع التعليق عليها، وحثه على القراءة، والزيارات الميدانية، والحوار البناء بين الطفل ووالديه، والحث على المزيد من التعلم. وهناك العديد من الأنشطة والألعاب التي تعمل على تنمية عقل الطفل وشخصيته والتي يجب على الوالدين والمؤسسات التعليمية اللجوء إليها، ولعلَّ من أهم ما يجب العمل عليه تدعيم القدرة الإبداعية والفكر البناء المبدع، الذي يؤدي إلى إثراء حياة الطفل. وتضيف: من أهم المظاهر النفسية التي قد يعاني منها الأطفال في هذه المرحلة، أن الطفل يدور لديه صراع شديد بين قبول القيم الاجتماعية وبين التمرد، وذلك كنوع من تحقيق الذات، ولا يتحقق التوازن لدى الطفل إلا من خلال العلاقة السوية للأم ووضوح الأسلوب التربوي واستقامته مع الإقلال من الخلافات الأسرية وتجنب الأطفال لهذه الخلافات. إن أكثر المظاهر النفسية التي تظهر من عمر 6 إلى 8 سنوات، هي مظاهر القلق والمظاهر العصبية، التي قد تظهر في شكل مخاوف المدرسة، والتبول اللاإرادي الثانوي. أما من 8 وحتى 10 سنوات فإن أكثر المشكلات التي تظهر تكون سلوكية، وهي غالباً ما تظهر في شكل رفض الاستذكار أو مقاومته، ورفض اتباع توجيهات الأهل «التمرد - العناد - البركان - الانقلابات الانفعالية - المظاهر البركانية - العدوان»، والكذب وأحياناً السرقة. أما ما بين العاشرة والثانية عشرة من العمر تكون أكثر المشكلات تحديات سلوكية موجهة للأهل، وكثيراً ما تكون العلاقات مع أصدقائهم مستقرة، بينما قد تظهر تحديات مع المدرسين، ويعتمد ذلك على علاقة الطفل بالمدرس. ولعلَّ أهم المشكلات التي تمثل خطراً على أطفال هذه المرحلة هي الخلافات التربوية الحادة، وعدم اتفاق الأسلوب التربوي، وعدم تفهم الوالدين لشخصية الطفل وجهلهم لكيفية التعامل معه، واللجوء إلى التصلب الشديد في الرأي، وكثرة الممنوعات. كادر دور الوالدين تؤكد الدكتورة مي الرخاوي على ما يجب أن يحرص عليه الوالدان في انتقاء الصداقات، ومشاركة الأبناء في اللعب والهوايات وتوجيهه بشكل غير مباشر خلال هذا اللعب، خاصة ألعاب التذكر والفك والتركيب وألعاب الدومينو، بالإضافة إلى قراءة القصص، وفي النهاية الألعاب الإلكترونية، كما يمكن إشراكه في الأنشطة الجماعية الهادفة مثل النشاط الكشفي أو بعض الأنشطة الرياضية الجماعية أو الأنشطة الهادفة إلى تنمية الشخصية لدى الطفل، وكلما أمكن ذلك استطعنا العمل على تنمية الشخصية والفكر، مع الحرص دائماً على حسن اختيار القائم على التدريب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©