الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا.. ونزاعات الصين البحرية

13 أغسطس 2014 01:10
تصر إدارة «أوباما» على أنها لا تتنافس مع الصين على النفوذ والقيادة في منطقة جنوب شرق آسيا، لكن هذه المنافسة كانت جلية خلال اجتماع وزراء خارجية المنطقة الذي عقد في ميانمار نهاية الأسبوع الماضي. فقد رفضت الصين اقتراحاً مدعوماً من الولايات المتحدة لتجميد «الأعمال الاستفزازية» في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، لكن مسؤولين أميركيين ما زالوا يدعون نجاحهم في حث دول جنوب شرق آسيا لاتخاذ موقف أكثر حزماً ضد سلوك الصين الواثق. وتزعم الولايات المتحدة أن الصين قامت بهذه الأعمال الاستفزازية من خلال النزاعات الإقليمية مع الفلبين، وفيتنام وغيرهما من الدول في منطقة بحر الصين الجنوبي، إلى جانب النزاع مع اليابان في بحر الصين الشرقي. وقد أدت هذه النزاعات إلى إحداث توترات في المنطقة، ووضعت الولايات المتحدة في موقف محرج للرد نيابة عن الحلفاء والشركاء. وقد أعلنت الصين مؤخراً خططاً لبناء منارات على خمس من الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وفي فيتنام، اندلعت في شهر مايو الماضي مظاهرات مناهضة للصين عقب قيام الأخيرة بتثبيت منصة نفطية قبالة الجزر التي تطالب بها البلاد. أما الفلبين، فقد حاولت دون جدوى مقاضاة الصين أمام محكمة الأمم المتحدة على العمليات البحرية الصينية المتنازع عليها. جدير بالذكر، أن كلا من الولايات المتحدة والصين لا تنتميان إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) التي تضم عشرة أعضاء، لكن ظلالهما لاحت بشكل كبير على الاجتماع الذي عقد في عاصمة ميانمار. ومن جانبه، ذكر وزير الخارجية الأميركي «جون كيري» يوم الأحد في نهاية الاجتماع أنه «كانت هناك نقاشات مستفيضة، في العديد من المناسبات، حول بحر الصين الجنوبي. وقد أعربت عن القلق الذي يتقاسمه الكثيرون حيال زيادة التوترات التي اندلعت». وقال «كيري» إن جميع المسؤولين الدبلوماسيين بمجموعة دول الآسيان «أكدوا أهمية إجراء مفاوضات بشأن التوصل لميثاق شرف ملزم، وهو الأمر الذي أجلته الصين لأجل غير مسمى». وأضاف المسؤول الأميركي في تصريحات صحفية: «لقد أكدت أهمية أن يوضح الجميع مطالبهم بموجب القانون الدولي والعمل في إطار عملية قانونية». وقال «نأمل أن يتفق هؤلاء المطالبون في نهاية الأمر فيما بينهم والمضي قدماً». وقال «كيري» في تصريحات تمهيدية للمنتدى «ما يحدث هنا لا يهم فقط هذه المنطقة والولايات المتحدة، لكنه يهم الجميع حول العالم. ولهذا فإننا نشجع الدول المطالبة على النظر طواعية في الموافقة على الامتناع عن اتخاذ إجراءات معينة». وكانت الولايات المتحدة تسعى للحصول على جبهة موحدة مع جيران الصين من دول جنوب شرق آسيا لممارسة ضغوط على الصين للتفاوض بشأن التوصل «لميثاق شرف» بالنسبة للمياه. وعرضت الفلبين، بدعم أميركي قوي، فكرة «التجميد». أما هدف الصين، فقد كان يتمثل في تجنب أية تصريحات قوية مع الاستمرار في التأكيد على مطالبها. وفي تصريحات صحفية يوم السبت، رفض «وانج» دعوة «كيري» للفصل القضائي استناداً إلى القانون الدولي، وأشار إلى أن الاقتراح سابق لأوانه. وقال الدبلوماسي الصيني إن «أي اقتراح لتقديم بديل سيربك مناقشة ميثاق الشرف». وقد قلب «وانج» الأمور رأساً على عقب بقوله إن الدول الأخرى تستفز الصين. وأضاف «كقوة كبرى مسؤولة، فإن الصين على استعداد للحفاظ على ضبط النفس. ولكن بالنسبة للأنشطة الاستفزازية غير المعقولة، فإن الصين تميل لأن يكون لها رد فعلي واضح وحازم». وقد صدر عن مجموعة الآسيان بيان مشترك «يحث جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس وتجنب الممارسات التي قد تسهم في زيادة الوضع تعقيداً وتقويض السلام، والاستقرار والأمن في منطقة بحر الصين الجنوبي». كان ذلك إشارة إلى النزاعات الإقليمية والبحرية في المياه التي تزعم الصين أنها تقع بالكامل تحت حمايتها، لكن بيان الآسيان لم يشر إلى الصين بالاسم، بل حث على تسوية النزاعات «من خلال الوسائل السلمية، دون اللجوء إلى التهديد أو استخدام القوة»، وفقاً للقانون الدولي للبحار. ولم يرق البيان إلى آمال الولايات المتحدة في الخروج بإعلان قاس أنه يتعين على الصين أن تغير اتجاهها، وأنه ينبغي حل النزاعات من خلال التحكيم الدولي، غير أن مسؤولين أميركيين ادعوا تحقيق انتصار. وقال مسؤول بارز في إدارة «أوباما» إن «هذه اللغة تمثل تراجعاً كبيراً بالنسبة لجهود الصين لكسب الوقت. . . وتغيير الموضوع. إنها انتقاد للسلوك الصيني، وتضع قدراً كبيراً من الضغوط على الصينيين، وتشير إلى أن علاقاتهم بدول المنطقة تشهد تدهوراً». يذكر أن الصين تربطها علاقات وثيقة بعدد قليل من دول مجموعة الآسيان، بينما تحافظ الدول الأخرى على شراكات حذرة مع أكبر وأقوى جارة لهم في المنطقة. وقد ذهبت الفلبين إلى أبعد مدى في تحدي الصين، مع تشجيع أميركي، بينما عانت انتقاماً تجارياً نتيجة لذلك. كما أن انعقاد الاجتماع في ميانمار يعد رمزاً في حد ذاته على التنافس على النفوذ. فشوارع «نايبيتاو» الخالية تزخر بالمباني التي شيدتها الصين التي طالما كانت المتبرع الرئيسي لميانمار حتى نأى المجلس العسكري السابق في ميانمار عن نفسه، بعيداً عن الصين قبل أربع سنوات. أما الآن، فإن ميانمار تغازل الشركات الأميركية وقامت بتبني إصلاحات مقابل تقليل العقوبات الاقتصادية الأميركية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©