الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العودة إلى المدارس.. "حامض - حلو"

العودة إلى المدارس.. "حامض - حلو"
26 أغسطس 2006 02:30
من جديد تفتح المدارس أبوابها،ونعود للحديث - الذي لا ينتهي- عنها؛ فالعام الدراسي، في بلادنا،يبدأ بصداع وينتهي بصداع مماثل، والسنة الدراسية تمضي كلها أوجاع في أوجاع· ومع أن هموم الآباء وأوجاعهم في ''مرض'' المدارس، لاسيما الخاصة، كبيرة ومتشعبة، إلا أن معاناة وأوجاع الأطفال خلال العام الدراسي، نسبة لأعمارهم وأحجامهم تبدو أكبر، فالواجبات المدرسية كثيرة، طلبات المعلمين ''كالمطر''، الامتحانات شبه يومية، أما الحقيبة المدرسية فتكاد تنفجر من حملها، مفجرة معها مشكلات تبدأ ولا تنتهي نحاول هنا إظهار بعض جوانبها· فداء طه: ما أكثر الدراسات والأبحاث الطبية التي أوصت بضرورة الانتباه إلى الحقيبة المدرسية التي يحملها الطفل على ظهره يوميا وعدم المبالغة في وزنها، وحذرت من أضرارها، منها دراسة نمساوية ذكرت أن أمراضاً وتشوهات في العمود الفقري والمفاصل قد ظهرت بين طلبة المدارس نتيجةً لعدد الكتب والكرّاسات التي يحملونها من وإلى المدرسة، وأحصت أن مجموع ما يحمله الطفل النمساوي سنوياً يعادل 2 الى 3 أطنان، مما دفع وزير التربية والتعليم النمساوي لمطالبة المدارس بألا يزيد وزن الكتب عن 10 إلى 12% من وزن الطفل· وفي أميركا أظهرت دراسة طبية أن الآم الظهر تتضاعف بصورة مثيرة خلال فترة المراهقة، بسبب حمل المراهقين لحقائب مدرسية مليئة بالكتب الثقيلة· أما في المملكة العربية السعودية، فأفاد خبراء في العلاج الطبيعي بأن 80% من طلاب المدارس يعانون آلاماً في الظهر بسبب الحقيبة المدرسية، وأن الأعداد مرشحة للزيادة في حال استمرار العادات السلوكية الخاطئة··· ورغم هذه النتائج وغيرها نجد أن قلة من مدارس الدولة تولي اهتماما لهذا الأمر، بل وتتمادى في تحميل الطالب أكثر من وزنه لكي تثبت للأهل قوة مناهجها وأفضلية تدريسها، حتى بات أمر الحقيبة يحتاج إلى تدخل من الدولة كما حدث في بعض الدول الأوروبية· العمود الفقري··· ضحيتها يؤكد الدكتور عبد الكريم مسدي، أنّ ثقل وزن الحقيبة المدرسية يعرض الأطفال لآلام مختلفة في الرّقبة والذّراعين والكتفين والظّهر، وقد يؤدي حملها على الظهر باستمرار إلى انحناء العمود الفقري للأمام لأنه يكون في طور التشكل في هذه السن· أما إذا ما حملت على الكتف باستمرار فربما تتسبب في انحراف العمود الفقري مما يجعل الطفل يسير بطريقة غير طبيعية، ولذلك لا ينبغي أن يزيد وزن حقيبة الطفل عن 2 كيلو جرام دون سن العاشرة و5 لمن هم فوقها· وتقول أخصائية العلاج الطبيعي، نجوى فضل طه، إن الأسلوب المجدي للوقاية من انحناءات الظهر، يتمثل في: عدم حمل الطفل حقيبة ثقيلة خاصةً في سنواته الدراسية الأولى والاكتفاء بثلاثة أو أربعة كتب، وتعويد الطفل على حمل الحقيبة بطريقةٍ صحيحة بحيث لا يستسلم لثقلها ويميل بجسمه معها بل يحاول دائماً أن يحافظ على توازن واستقامة عموده الفقري· وينبغي أن يحمل الطفل حقيبة تتناسب مع حجمه ووزنه بحيث لا يزيد وزنها عن 10 الى 15% من وزنه، وأن ينقلها أثناء سيره من يده اليمنى إلى اليسرى، ثمّ يحملها على ظهره لفترةٍ ثالثة، وفي حال حمل الحقيبة على الظهر لمدة أسبوع مثلا فعليه أن يحملها على بطنه في الأسبوع الذي يليه· أما بالنسبة للحقائب الطبية فهي جيدة وتحمي الظهر إذا كان وزنها معتدلاً، لكن إذا كانت ثقيلة فلا أهمية لها· حلول آنية ثقل وزن الحقيبة المدرسية ومضارها الكبيرة على العمود الفقري للطفل جعل الناس يبحثون عن حلول ما لهذه المشكلة، فبعضهم مثل، أم راشد، التي يؤلم قلبها منظر طفلها وهو يحمل حقيبته المدرسية على ظهره، وجدوا في مرافقة الطفل من وإلى الباص حلاً مناسباً يخفف عنه حمله، في حين وجدت إحدى الأمهات الحل في نقل ابنتها (طالبة في الصف الأول) إلى مدرسة أخرى، لا لسبب إلا لأنها تحتفظ بالكتب في المدرسة وتعيدها مع الطالب في نهاية الأسبوع· أما الغالبية العظمى ومنهم علي بن حجر الذي يخشى على أطفاله من حمل الحقيبة المدرسية بعد أن باتت مكبلة بالكتب الثقيلة، فتحرص على انتقاء نوعيات جيدة وصحية لا تحمل على الظهر وإنما تجر بالعجلات، لاعتقادهم أنها أخف وطأة··· لكن من جهة ثانية لا يبدو أن الأسباب الصحية وحدها هي العامل الحاسم في اختيار الحقيبة، فهناك الشكل واللون، كما يؤكد بن حجر، الذي يرى أن شكل الحقيبة وألوانها وكذلك الماركة تغري الطفل، ونحن كأهل علينا أن ننصح الأطفال باختيار الأجود· محمد سعيد الهاملي هو الآخر يعتقد أن الشكل واللون والموضة تتحكم في الاختيار، فالأطفال ينتقون حقائبهم حسب الشخصيات الكرتونية التي يحبونها، أما ابنه سعيد، في الصف الأول، فقال إنه اختار حقيبة مليئة برسوم للسيارات تشبه آخر أفلام ''ديزني'' التي خصصت للأطفال هذا الموسم· أهل الحقائب أدرى بها. وبعد هذا وذاك، يبقى ''أهل الحقائب'' أدرى بشعابها وأنواعها وأسعارها، لهذا قصدناهم للتعرف إلى ميزات الحقائب وأفضلها للأطفال، حيث التقينا وسام عابدين، يعمل في إحدى الشركات التي تستورد وتبيع الحقائب المدرسية: ''إن أغلب الحقائب التي نبيعها مستوردة من الصين، وعلى كثرتها لا يوجد فرق بينها سوى في الألوان والأشكال، ونحن نحرص على استيراد الحقائب ذات الجودة العالية ومن نوعيات عالمية مثل: ''فون دوتش'' ''براتز'' ''جاز''، وبعض هذه الماركات يحتوي على موديلات طبية تمتاز بوجود ''اسفنج'' مضغوط يمنع الكتب من أن تلامس ظهر الطفل''· ويقول ياسر أبو السعدات، بائع في إحدى المكتبات: ''هناك أنواع كثيرة من الحقائب التي نبيعها ومن كل نوع هناك أكثر من موديل، وكل طفل يختار الحقيبة التي تناسبه بشكلها وألوانها، ولكن معظم الأهل يفضلون الحقائب التي تجر باليد''· الحقائب المدرسية··· مرض محمول على الظهور يجب ألا يتجاوز وزنها 2 كيلوجرام للأطفال تحت العاشرة تسبب آلام الرقبة والكتفين·· وتشوهات العمود الفقري أخطر نتائجها توفر الحقائب الطبية لا يلغي أهمية تحديد وزن الحقيبة الإعداد النفسي للطالب··· صمام أمان ليبدأ المدرسة صح إعداد- مريم أحمد: ما ان تقترب الإجازة الصيفية من نهايتها حتى يبدأ العد التنازلي لـ ''نهاية'' ما تبقى من أيام ''الحرية''، ويبدأ الاستعداد للعودة إلى المدارس· وبينما يرحب الكثير من الآباء والأمهات عادة ببدء العام الدراسي، ينتاب بعضهم الحزن بسبب عودة الطفل إلى المدرسة، لا سيما آباء الأطفال الذين سيدخلون عالم الدراسة للمرة الأولى، وذلك بسبب القلق الناجم عن التحديات التي يتوجب على الطفل مواجهتها في المرحلة الجديدة من حياته· العودة إلى المدارس تعني، إذن، بداية مرحلة دراسية جديدة تختلف عن سابقتها· وسواء كان الطفل سيبدأ عامه الدراسي الأول، أو سينتقل من مرحلة دراسية إلى أخرى تليها، فلا شك في أن الإعداد النفسي والجسدي للمرحلة الجديدة أمر ضروي لضمان عام دراسي ناجح، ونتائج أكاديمية مميزة، ومواجهة التحديات الجديدة··· لكن كيف يمكن إعداد الطالب لمرحلته الدراسية الجديدة؟ هذا ما ستجيب عنه السطور التالية: من الروضة إلى نهاية المرحلة الابتدائية عودي الطفل على الخلود إلى النوم في وقت مبكر قبل أسبوع من بداية العام الدراسي· وما عليكِ فعله هو أن توقظي الطفل مبكرا كل صباح حتى يتمكن من النوم مبكرا مساءً· ولا شك في أن التأقلم مع الوضع سيكون صعبا على معظم الأطفال، خاصة بعد اعتيادهم طوال فترة الصيف على السهر، والنوم لوقت متأخر في النهار· ولكي نتجنب تأخر الطفل عن موعد المدرسة في يومه الدراسي الأول من العام الجديد، فإن علينا البدء بالعد التنازلي قبل أسبوعين على الأقل من موعد بداية العام الدراسي· وتعويد الطفل على الروتين الجديد الذي يتفق مع الاستيقاظ مبكرا للذهاب للمدرسة· ومن الضروري جدا الرجوع الى موعد النوم القديم، أو تحديد موعد جديد للطفل الذي سيدخل المدرسة للمرة الأولى، وهذا يعتمد بالطبع على عمر الطفل، والمرحلة الدراسية التي ينتمي إليها· فربما يحتاج الطفل الصغير الذي سيدخل الروضة أن يبقى مستيقظا حتى الساعة الثامنة والنصف مساء قبل ذهابه الى النوم، وربما تحتاج الفتاة التي في المرحلة الإعدادية أو الثانوية الى البقاء حتى الساعة العاشرة ليلا قبل الخلود الى النوم· لكن في حال كنت تعتقد أن طفلك بحاجة الى فترة راحة إضافية، فإن عليك التمسك برأيك· ولا تخشَ فكرة فرض موعد النوم الذي تعتقد أنه يناسب احتياجات طفلك الجسدية· لأن هذا يصب في صالحه، وستكافأ على تصرفك عند استلامك التقرير الشهري لعلاماته العالية، وتحصيله الدراسي المرتفع· ومما يجدر ذكره، أن الأطفال بحاجة ماسة الى فترات كافية من الراحة والنوم، وهي فترات أطول من فترات نوم الكبار، ومن واجبنا كآباء وأمهات أن نحرص على حصولهم على القدر الكافي منه· تحدثي عن الأنشطة الممتعة التي سيتعلمها ويمارسها الطفل في المدرسة، وعن الأصدقاء القدامى، والجدد الذين سيلتقيهم· لا يخفى عليك أن وجبة الإفطار تعتبر من أهم وجبات اليوم الغذائية، لهذا احرصي على ألا تفوته هذه الوجبة قبل الذهاب الى المدرسة· المرحلة المتوسطة (الإعدادية والثانوية) لاشك في أن الطالب سيشعر بتوتر وخوف من المرحلة الجديدة التي سينضم إليها في العام الدراسي الجديد· وربما تشغله الصداقات الجديدة التي سيكونها في الفصل الجديد، أو يخشى من عدم تأقلمه مع المعلمين الجدد· وللتغلب على هذا، فإن من المفيد أن يتعرف الوالدان والطالب على المدرسة الجديدة ومعلميها ومنهجها، وكلما اكتسب الوالدان والطالب معرفة أكبر بالمرحلة الجديدة، كلما تمكن الطالب من التحكم بمفاجآت الأيام الأولى من العام الدراسي الجديد· ترتيب وتجهيز كل المستلزمات والأدوات المدرسية اللازمة التي يحتاجها طالب لهاتين المرحلتين في اليوم الأول· وبما أن الطالب في سن يسمح له بالقيام بذلك، فإنه يُنصَح بمنحه الفرصة ليعتمد على نفسه في تدبير شؤونه· عقد اجتماعات عائلية لمناقشة زيادة المصروف لطالب الثانوية مثلاً، الأمر الذي سيمنحه شعورا بالمسؤوليات الجديدة التي تقع على عاتقه بناءً على المرحلة الدراسية الجديدة، والمختلفة تماما عن مرحلة الابتدائية بكل ما فيها من اعتماد كلي على الوالدين· تعليم الطالب مهارة التنظيم وخلق بيئة مناسبة للأوراق والكتب، والفروض والأنشطة المنزلية، وكل ما له صلة بكيفية ترتيب أوراقهم، وملفاتهم في المناطق المخصصة لها· وفي حال توفرت بالمنزل غرفة إضافية، فإن بالإمكان حفظ أوراق الطالب فيها· وبالتالي يمكن للأهل الإشراف على تقدم الطالب الدراسي، ومتابعته أولاً بأول· ولنتذكر أن ترتيب المنزل وتنظيمه لا يعني أننا نرتبه ونخلصه من الفوضى والأكوام الورقية فقط، بل يعني كذلك أننا نعلم أطفالنا أساسيات مهارة التنظيم التي ستستمر معهم الى فترة ما بعد المدرسة· كيف تواجهين تحديات العام الدراسي الجديد؟ تمثل الأيام وحتى الأسابيع الأولى من العام الدراسي الجديد بشكل عام تحديا عاطفياً صعباً للأهل والطلاب على حد سواء· من هنا، يتوجب على الأهل تقديم الدعم الكافي الذي يعين الطلاب على أن يبدأوا عامهم الدراسي الجديد بطريقة صحيحة وخالية من الخوف والحيرة· هنا عرض لبعض التحديات التي قد تواجه الأهل والطلاب لبدء العام الدراسي، ونسيان فترة الإجازة الصيفية: وضع برنامج يومي يتضمن البرنامج اليومي الذي سيتبع خلال العام الدراسي على موعد النوم، وموعد وجبة الغداء، وأنشطة ما بعد المدرسة بحيث يتسنى للطفل وقت للعب بعد الانتهاء من الفروض المنزلية، وقبل موعد وجبة العشاء والخلود إلى النوم· الدعم العاطفي أطفال الروضة الذين سيذهبون إلى المدرسة للمرة الأولى، هم الفئة الأكثر حاجة إلى الدعم العاطفي، فنحن هنا إزاء مشكلة القلق والخوف من الانفصال والابتعاد عن الأم التي يشعر بها الطفل، كما تشعر بها الأم التي اعتادت على وجود ابنها معها طوال اليوم· وللتخفيف من هذا القلق، ينبغي على الأم أن تكون هادئة عندما تودع الطفل وتتركه في الفصل، مع التأكيد على أنها ستعود قريبا لأخذه· وربما يفيد كثيراً، أن تعود نفسها وتعود الطفل على الابتعاد عن بعضهما قبل بدء العام الدراسي، كأن تتركه مع الخادمة لفترة من الوقت وتذهب لقضاء حوائجها حتى يعتاد على الأمر، ذلك أن الخوف الذي سينتاب الطفل من الانفصال عن والدته ليس سوى شعور مؤقت يختفي مع مرور الأيام واعتياده على روتين الدوام المدرسي اليومي· احتياطات الصحة والسلامة يجب أن يحرص الأهل على تعليم الطفل كل ما له صلة باحتياطات السلامة أثناء الذهاب إلى المدرسة، والعودة إلى المنزل· ففي حال كان يذهب الى المدرسة بالحافلة، يجب اختيار الموقع الآمن لوقوف الباص، وتعليم الطفل الانتظار حتى يقف الباص قبل الركوب· وفي حال كانت السيارة هي وسيلة التنقل للذهاب إلى المدرسة، فلابد من التأكيد على ربط حزام الأمان· ولأن الأيام الدراسية الأولى ستكون حارة بعض الشي، ينبغي أن يرتدي الطفل ملابس خفيفة نوعا ما، وأن يحمل معه زجاجة من الماء·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©