الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«فولكس فاجن» تبدأ «حركة تصحيح» في موديلاتها الأميركية

«فولكس فاجن» تبدأ «حركة تصحيح» في موديلاتها الأميركية
23 أكتوبر 2010 21:02
تخطط “فولكس فاجن” بقوة للجلوس على عرش “تويوتا” كأكبر شركة لصناعة السيارات في العالم. وتجد شركة السيارات الألمانية صعوبة في السوق الأميركية المهمة بحضورها الذي لا يتعدى سوى 2,2% متخلفة حتى عن “كيا” الكورية المبتدئة. وتعد “فولكس فاجن” العدة الآن لاستعادة أراضيها المفقودة في أميركا عبر استراتيجية قاومت تنفيذها لعدد من العقود، وذلك بتغيير موديلاتها لتناسب الذوق الأميركي العام. وبدأ الاختبار الحقيقي لهذه الخطة عندما قامت الشركة مؤخراً بإطلاق حملة تسويقية شاملة تروج لطرح سيارات أكبر حجماً وأقل سعراً من “جيتا” الموديل الأكثر مبيعاً في أميركا والذي دخل بالفعل صالات معارض السيارات هناك. ويقول مارك بارنز مدير عمليات “فولكس فاجن” في أميركا “ينتاب كثير من الناس قلقاً في أننا سنبدأ في صناعة فولكس لأفراد الشعب، لكننا نؤكد هذه المرة بأننا سنجلب الشعب لفولكس”. وتمثل “سيدان” بثوبها الجديد المرة الأولى التي يقدم فيها مهندسو الشركة على تصميم موديل صنع خصيصاً لأميركا. ومن المنتظر أن تطلق الشركة من مصنعها الحديث في شاتونوجا بولاية تينيسي والذي بلغت تكلفته نحو مليار دولار، موديلها العائلي الجديد في مطلع العام القادم. ويعتبر هذا الموديل الذي سيعقبه مباشرة إطلاق بيتل الجديد المعدل، هو الأول الذي يخصص لأميركا منذ ثمانينيات القرن الماضي. وتحدث مارتن وينتر كورن المدير التنفيذي للشركة في إحدى فعاليات تجربة قيادة موديل “جيتا” قائلاً “ندرك تماماً الحذر الذي كانت تتوخاه “فولكس فاجن” ولوقت طويل في أميركا الشمالية”. ويأتي هذا التعليق بمثابة إعطاء الشركة الضوء الأخضر لتقوم بتخصيص موديلات تناسب الذوق الأوروبي أيضاً. وبهذه الخطوة تكون “فولكس فاجن” وبموديلاتها الصغيرة والغالية التي وجدت صعوبة في مقارعة منافسيها من الشركات الآسيوية والأميركية، قد غيرت أسلوبها رأساً على عقب. ولاعتلاء عرش اكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، وضعت “فولكس فاجن” خطة يتم بموجبها بيع 800,000 سيارة ونحو200,000 أخرى من سيارات أودي الفاخرة سنوياً في أميركا وذلك بحلول العام 2018. وتتوقع الشركة طرق أبواب الربحية بحلول 2012 أو 2013 عبر بيع 400,000 سيارة سنوياً وذلك بعد تجاوز أزمة خسارات بلغت نحو المليار دولار في أميركا في السنوات الأخيرة. ويرى بعض المحللين والمراقبين استحالة تحقيق مثل هذا الهدف وفيه الكثير من المغامرة. وباعت الشركة 213,454 سيارة فولكس ونحو 82,716 أودي في أميركا في العام الماضي. ويعد ذلك تراجعاً من الذروة التي كانت عليها مبيعاتها في 1970 بنحو 577,000 سيارة فولكس عندما كانت تمثل اكبر الواردات الأميركية في ذلك الوقت. ولن يساعد الشركة التراجع الكلي في مبيعات السيارات في أميركا بما يقارب الثلث أو بنحو 5,7 مليون سيارة سنوياً في الفترة بين 2007 و 2009، والتي ليس من المتوقع أن تعود لمستويات ما قبل الأزمة عند 16 مليون سيارة سنوياً قبل مضي عدد غير قليل من السنوات. ولتحقق “فولكس” هدفها، عليها أن تثبت مدى مقدرتها على إنتاج سيارات تناسب طلب السوق العام، الشيء الذي لم يسبق أن حققته أي شركة أوروبية أخرى في أميركا في العقود الأخيرة الماضية. وفي سبيل ذلك، تسلك توازناً فيه بعض الحنكة من خلال الاحتفاظ بالخبرة الألمانية الهندسية الممزوجة بالجمال والتي أكسبتها عدداً وافراً من العملاء، في الوقت الذي تزيد فيه من جاذبيتها للزبائن الأكثر عمومية في اختياراتهم لسيارات تتمتع بالثقة مثل تويوتا وهوندا. كما عليها ألا تستنسخ موديلات الشركات الأخرى والاحتفاظ بمميزاتها الألمانية، وأن تطرح موديلات لا تقل عن تلك التي تبيعها في أوروبا. ومن التحديات الأخرى التي تواجه الشركة، التغيير المستمر في رأس إدارة الشركة في أميركا مما يعكس حالة من عدم الاستقرار الدائم. وغادر إستيفن جاكوبي منصبه كمدير تنفيذي للشركة بعد تقديمه لموديل جيتا بأسبوع واحد فقط. وذكر أحد المتحدثين باسم الشركة في أن الاستراتيجية التي تنتهجها الشركة لن تتأثر بالتغيير الذي يجري في إدارتها وأنها ماضية في تنفيذ خطتها منذ إطلاقها قبل ثلاث سنوات. ورسخت بيتل الأصلية التي تم استيرادها لأميركا في العام 1949، قاعدة قوية لـ”فولكس فاجن” بتركيبتها الميكانيكية المبسطة وقوة تحملها وقلة سعرها. وبالرغم من افتقارها لعنصر الراحة والتجديد خلال العقدين الماضيين، فإن بيتل بتصميمها السهل الصيانة بالإضافة إلى الموديلات الأخرى، مكنت فولكس من الاستحواذ على 7% من حصة السوق بحلول العام 1970. لكن وبعد مضي سنوات قليلة نجحت الموديلات اليابانية الرخيصة والمتنوعة في كسب أرضية أكبر مما جعل مبيعات موديلات مثل باج ورابيت تتراجع بنسبة كبيرة مقارنة بالبلدان الأخرى. وفشلت محاولة الشركة في إضفاء النموذج الأميركي على رابيت التي تم تصنيعها في مصنع فولكس فاجن في أميركا في ثمانينيات القرن الماضي. وأضافت هذه المحاولة لخسارات الشركة ومن ثم لقفل المصنع. وبحلول 1992 تراجعت مبيعاتها السنوية لأقل مستوياتها عند 49,000 سيارة مما دفع الشركة للتفكير في مغادرة السوق الأميركية كلياً. وبطرح الموديل الجديد من بيتل، عادت الحياة لموديلات “فولكس فاجن” لترتفع مبيعاتها لنحو 356,000 سيارة في 2001. لكن أطفأت مشاكل الجودة خاصة فيما يتعلق بأزرار الأبواب وبعض الأجزاء الكهربية بالإضافة لضعف الدولار، جذوة تلك العودة. وأكدت خطوة جيتا إصرار الشركة في معاملة السوق الأميركية كسوق تأتي دوماً بعد السوق الأوروبية. وبالرغم من السوق الرائجة التي يحظى بها موديل جيتا في أميركا، إلا انه مرتبط بمفهوم سيارة كبار السن في أوروبا. ويجدر بالذكر أن موديل جيتا يحاكي موديل جولف في شكله وحجمه. ووقع وينتر كورن قبل ثلاث سنوات على خطة مفادها إجراء بعض التعديل على موديل جيتا ليصبح أكثر تناسباً مع ذوق السائق الأميركي. وسيتم إضافة مساحة أوسع للأرجل وللصندوق الخلفي. ولخفض 1,800 دولار من سعر السيارة ليصبح مماثلاً لأسعار المنافسين عند 16,000 دولار، لجأ المهندسون وفنيو التصميم إلى نوعية أقل سعرا وأكثر صلابة من البلاستيك المستخدم في صناعة اللوحة الأمامية، وإلى نظام تعليق خلفي أقل تعقيداً. وأحرزت “فولكس فاجن” حتى الآن تقدماً ملحوظاً حيث ارتفعت مبيعاتها حتى شهر سبتمبر الماضي 20.6% وهو معدل نمو لم يفوقها فيه غير سوبارو وفورد. كما بلغت حصتها السوقية 2,2% حتى الآن في 2010 مقارنة مع 2% قبل عام. وبإضافة مبيعات أودي، بلغت حصة فولكس في السوق الأميركية نحو 3,1%. وبحلول العام القادم، تدخل الشركة في اختبار حقيقي عند طرح سيدان الأكبر حجماً والمقصود بها حل محل باسات. وتبلغ السعة الإنتاجية لمصنع شاتانوجا الجديد نحو 150,000 سيارة من هذا الموديل، ما يساوي 11 ضعفاً لمبيعات باسات الحالية ولتدخل في منافسة حادة مع تويوتا كامري وهوندا أكورد. وبما أن هيونداي تدخل المنافسة بشدة، تنفق كل من تويوتا وهوندا الكثير من الأموال في سبيل المحافظة على أراضيهما. ويؤكد طرح الشركة لموديل روتان العائلية التحديات التي تواجهها في بيع بعض الموديلات التي تناسب الذوق الأميركي. ووقعت “فولكس فاجن” اتفاقية مع “كرايسلر” لتحديث وتغيير تسمية موديل تاون وكونتري العائلي باسم روتان. وقامت فولكس بالفعل بإجراء بعض التعديلات عليه وجعله أكثر أناقة مع الإبقاء على السعر كما هو. وتخطط الشركة للحصول على 5% من سوق السيارات العائلية، أو على 45,000 من واقع 700,000 سيارة سنوياً. وبتزامن طرح روتان مع التغيير الذي طرأ على صناعة السيارات بمقدمتها المائلة أواخر 2008، لم تتمكن الشركة من بيع الكثير من منتجها مما حدا بها إيقاف تصنيع ذلك الموديل لبعض الوقت. وتراجعت مبيعات روتان 0.8% إلى 12,539 حتى الآن هذه السنة، أي بنحو السبع من مبيعات تاون وكونتري في نفس الفترة من العام السابق. ويقول كيسي جينثر مالك أكثر معارض “فولكس فاجن” مبيعاً في أميركا “يوجد الكثير من الناس الذين يفضلون أسلوب فولكس على غيرها، لكنني أخشي من أننا تحولنا من رواد إلى تابعين”. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©