المغرب يتصدى لفوضى الإفتاء بتجاهل الفتاوى غير الرسمية ?

الرباط (الاتحاد) - على الرغم من إنشاء هيئة خاصة بالإفتاء لا تزال فوضى الإفتاء متواصلة بالمغرب بسبب عدم فرض عقوبات على المخالفين الذين يقومون بالإفتاء علناً مما حال من دون إنهاء مشاعية الفتوى، حيث يؤكد العلماء والفقهاء أن تنظيم وتقنين الفتوى يحتاج إلى فرض عقوبات على المخالفين الذين يصدرون فتاوي تسبب النزاعات والفوضى والجدل. وتزامناً مع شهر رمضان الذي يستغله بعض الدعاة للإفتاء في قضايا الجمهور، ويتاجرون بإقبال الناس في هذا الشهر على الاستفتاء في مسائل فقهية ودينية، دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغاربة إلى طلب الفتاوى من الهيئة الخاصة بالإفتاء، مشددة على أن الفتوى من اختصاص هذا المجلس دون سواه، وقال وزير الأوقاف أحمد التوفيق إن الفتوى عملية جماعية تقوم بها الهيئة المكلفة الإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى? وأضاف أن الفتوى تصدر عن هذه الهيئة «المخول لها أن تحسم في أي أمر ومدى تطابقه مع مبادئ الدين واجتهاداته? على غرار المجلس الدستوري المخول له البت في دستورية القوانين». وأشار التوفيق من جهة أخرى إلى أن الناس في عصر الحرية لهم الحق في الإبداء بآرائهم في جميع المجالات سواء الدينية أو السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية? «فهم بذلك يعبرون عن آرائهم الشخصية». وكان بعض السياسيين والفقهاء قد احتجوا على التسامح مع تناسل الفتاوى المضرة بالمجتمع? مما دعا وزارة الأوقاف التي التأكيد على أن الفتوى «الرصينة والجدية والمسهمة في حياة الناس هي التي تصدر عن مؤسسة الإفتاء»، مؤكدة أن إرث المغرب في الإفتاء لا نجد فيه إلا الرصانة والحياء لأنها تصدر إلا بالإجماع. وشددت الوزارة على أن الفتوى «يجب ألا تخرج من إطار المؤسسة لتعطى لغير ذلك سواء من الأفراد أو من الجماعات»? وأنه لا ينبغي «أن نعطي الفتاوى التي تصدر عن الأشخاص الصفة التي ليست لها فإذا لم نعطها وزناً ستصبح غير مؤثرة». ودعت إلى «نزع فتيل التعظيم والتهويل عن مثل هذه الآراء»? وكذا إلى أهمية الوعي والتوعية بأن الفتوى الصادرة عن الأشخاص «لا تدخل في إطار الفتوى» بالمرة. ويتسبب الإفتاء في قضايا الجمهور في إثارة الجدل واشتعال صراع فقهي وإعلامي كبير في المغرب، ومن بين أكثر الفتاوى إثارة للجدل في المغرب فتاوى بجواز شرب المرأة المتوحمة للخمر، وبجواز ترقيع غشاء البكارة واستعمال غشاء صناعي في حالة الاغتصاب إكراهاً أو إذا تعرضت الفتاة لحادث تسبب في فقدان عذريتها أو فقدانها عذريتها في مرحلة الخطوبة إذا غرر بها.