الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسائلكم وصلت

26 أغسطس 2006 00:12
أثار شجوني تعليقاً على مقال الأخ الفاضل ''عبد الله بن علي السعد'' والذي كان تحت عنوان ''الأجنبي'' بتاريخ 18/8 ان ما ذكرته عن صديقك آثار في نفسي الشجون كما انه مس الوتر الحساس لدى كل مغترب فهذه التسمية هي ضريبة يدفعها كل من رحل عن أرض وطنه الأم باحثا عن رزقه في وطنه الثاني الذي يحل بمرور السنين ليأخذ نفس القدر والمحبة في قلب كل مغترب· نعم انا أصدق مشاعر صديقك، فكل من عاش على أرض هذا الوطن وأثمر وجوده عن أبناء تربوا وتعلموا وكبروا يصعب عليهم كثيرا فكرة مفارقتهم لمسقط رأسهم نعم هو ليس وطنهم الاصلي ولكنهم للأسف يفارقونه على مضض، نحن ايضا الكبار نأتي لهذا الوطن ونندمج في مجتمعه ونكون الصداقات ونشارك أهله المناسبات المتعددة على المستوى الشخصي والعام حتى نصبح جزءا لا يتجزأ منه، نذهب لبلادنا في الاجازات وبعد مرور فترة من الوقت نجد أنفسنا وأبناءنا في حالة من التململ والقلق للعودة لهذا الوطن الكريم ليس من منطلق انه مصدر رزقنا فحسب ولكن من منطلق ارتباطنا وجدانيا ونفسيا به فعن صدق كرم وطيبة وصدق المشاعر الذي نلاقيه من أهل هذا الوطن الكريم ربما لا تجاريه مشاعر الأهل والاصدقاء هناك لأنه عن حقيقة يصبح البعيد عن العين بعيدا عن القلب، عن نفسي أنا وفي ظروف هذه الغربة لا أجد من يؤازرني ويساندني في أغلب المحن والازمات غير صديقاتي من بنات هذا الوطن الكريم اللاتي هن عن حق أهل الجود والكرم ربما لا تربطني بهن غير زمالة العمل ولكن يمتد الوصال ويستمر الود والسؤال وتفقد الأحوال رغم تغيير ظروف العمل من ترقية وخلافه·· من منطلق ''الدين المعاملة''، فالمرء الذي مضى به قطار العمر على هذه الارض يصعب عليه فراق أهلها بما يحملوه من جود وكرم وخصال حميدة لا تتوفر الا في الانسان المؤمن عن حق، فبالرغم من المستجدات التي ظهرت في حياتنا اليومية والتي اصبحت تزيد كاهل كل من المواطن والمقيم من غلاء معيشة وسكن وما يتبعهما من تغيير في كل شيء تحت بند التحديث والتطوير الا انه يظل -وبحمد الله وبفضله- الوطن الآمن بإذنه تعالى· نعم انا أشارك هذا الصديق في إحساسه بالحزن، فالمغترب مهما كانت جنسيته يفتقر رغم إخلاصه في عمله وتفانيه له لعامل الاستقرار وترقبه المستمر للحظة الفراق التي يضطر فيها لترك حياته هنا بكل ما فيها وكل ما تعود عليه هو وأبناؤه·· لماذا؟ لأنه أجنبي أي مغترب أو وافد ايا كان ليعود الى وطنه الاصل ليبدأ مع أسرته مرحلة أخرى من الاغتراب هذه المرة لا تنتهي فيجد نفسه بين أهله كمن رقص على السلم لا اللي فوق شاهدوه ولا اللي تحت سمعوه، فحياته التي عاشها وتاريخه الذي صنعه تركه خلفه مجبرا، فالغربة في الدول العربية الشقيقة لا بد لها وان تنتهي مهما طال بها الأمد لأنها مرحلة انتقالية مؤقتة طال بها الزمن أم قصر فيبدو لهذا الشخص العائد وكأنه عاش السراب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فأغلب ممن يفدون على هذا الوطن تسرقهم سكينة الحياة رغما عنهم وتنساب من بين أصابعهم سنوات العمر وتكبلهم مصاعب الحياة ومتطلباتهم فلا يفيقون الا وهم متشبثون بآخر عربة في قطار العمر· صحيح اننا وطن عربي يتكلم بلسان واحد ولغتنا هي لغة القرآن الكريم، لكن الحدود والفواصل التي تفصلنا عن بعض كعرب تعطي لكل منا مسمى ينتمي به لبلده الأم هذا عدا عن الغربة في ظل الظروف المستجدة من غليان الاسعار في كل ما يلزم ويعين على المعيشة الكريمة أصبح لا يحقق الغرض المرجو منه فما تأخذه باليمين تصرفه وانت ماكث في مكانك باليسار، ناهيك عن القروض والديون التي تكبلك بها البنوك والدائنون وتجد نفسك طوال العام وانت تلبس طاقية هذا لذاك بمعنى تقترض من شخص لتسدد دين الآخر لتجد نفسك على أبواب العطلة السنوية وانت مفلس في النهاية وكيف لا وكل شيء في زيادة وارتفاع مستمر حتى عندما حدثت نسبة غير متكافئة في زيادة الرواتب للمقيم والمواطن الا ان الغلاء لم يفرق بينهم فانقض غول الغلاء على الكل بلا استثناء وانقسم المجتمع لفئتين: فئة المتشمر الذي يعلو ويزدهر وفئة المستهلك الذي يخبو ويضمحل· في ظل ظروف كهذه لا يسعنا الا الدعاء لكل من المواطن والمقيم ان يكملها الله معنا بالستر ويتم علينا نعمة الصحة فهي تاج على رؤوس الاصحاء لأن الصحة هي من تجلب المال وليس العكس هو سبحانه من خلقنا وهو من يتولى أمرنا· سهير يوسف - أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©