الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرمان الطفولة

26 أغسطس 2006 00:12
في احد أشهر الصيف الحارة وبينما كنت في زيارة لإحدى الدول العربية حيث الحر الشديد ولهيب الشمس الحارقة ذهبنا في نزهة مع الأصحاب والأحباب ولفيف الأهل والأقارب وفي الطريق وقعت عيناي على طفل لم يتعد الخامسة عشرة من العمر ذي ملابس بالية ارتسمت عليه ملامح البراءة وكان هذا الطفل يعمل لدى محل لصيانة السيارات بمهنة عامل فتساءلت في نفسي: ترى كيف قضى ذلك الطفل طفولته؟ وهل شعر بها حقا؟ ومما زاد في حزني عليه رؤيته وهو ينظر لمن هم في سنه من الأطفال يلهون ويلعبون· انها حقاً ظاهرة اجتماعية واقتصادية مقلقة، ظاهرة تسرق من الأطفال طفولتهم اذ تنتشر هذه الظاهرة في مختلف انحاء العالم وتشير الدراسات الى ان عدد الأطفال الذين يعملون بين سن الرابعة والخامسة عشرة نحو 250 مليون طفل يتوزعون في مجالات عمل مختلفة حتى الخطيرة منها كحمل القمامة ونقلها وعملهم كخدم في المنازل مما يعرضهم للشعور بالدونية والإهانة ناهيك عن تعرضهم للأذى الجنسي وعملهم في مجال تصنيع الرخام والحديد·· الخ من الأعمال والمهن التي قد تؤذيهم جسدياً وتسبب لهم عاهات مستديمة· ويعد الفقر السبب الرئيسي لانتشار مثل هذه الظاهرة ففيه يدفع الأب ابنه للعمل وهو في سن صغيرة لإعالة الأسرة وتوفير لقمة العيش لها وهناك احصائيات مخيفة تبين ان مليونين و270 ألف طفل في سوق العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منهم مليونان في مصر ومما يدعو للقلق هو اتساع نطاق هذه الظاهرة على المستوى العالمي والمحلي اذ تشير الاحصائيات الى ان 6,60 في المئة من عمالة الأطفال في آسيا و8,20 في المئة في جنوب الصحراء الأفريقية ولا ننسي نصيب الهند 100 مليون طفل بينما تقل عمالة الأطفال نسبياً في أوروبا وأميركا الشمالية والصين واستراليا واليابان واسرائيل· ناهيك عن انخفاض الاجور الذي فيه يحصل الطفل العامل على حوالى ربع أو ثلث الأجر الذي يحصل عليه العامل الاكبر سناً ''18 سنة''· وللحد من انتشار هذه الظاهرة بين الأطفال وضع برنامج تدريبي مهني للأطفال لتحسين ظروف عملهم وعقدت جلسات توعية للأهل حول الحاجات والمخاطر المحدقة بعمل أولادهم واقامة مراكز للأنشطة الترفيهية للأطفال وأخيراً تشجيع المنظمات الأهلية والبلديات في تأمين الخدمات الأساسية لتحسين ظروف عمل الأطفال· صافي شيخاني - أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©