الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«واشنطن بوست»: واقعة خاشقجي عززت التفاف السعوديين حول قيادتهم لمواجهة الأكاذيب

«واشنطن بوست»: واقعة خاشقجي عززت التفاف السعوديين حول قيادتهم لمواجهة الأكاذيب
22 أكتوبر 2018 00:01

دينا محمود (لندن)

أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن حملة الافتراءات والأكاذيب التي تتعرض لها السعودية على خلفية واقعة وفاة الصحفي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول التركية مطلع الشهر الجاري، زادت من التفاف السعوديين حول قيادتهم، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وشددت الصحيفة -في تقريرٍ من الرياض أعده الصحفي كيفن سوليفان- على أن شعبية ولي العهد لم تتأثر البتة بهذه الحملة المتواصلة منذ الثاني من هذا الشهر، مُشيرةً إلى أن السعوديين يرون أن المملكة تتعرض لـ«مؤامرةٍ أجنبيةٍ» من جانب خصومها الإقليميين، في إيماءةٍ إلى النظام القطري وحليفه «نظام الملالي» القابض على زمام الحكم في إيران.
ونقل سوليفان عن شبان سعوديين التقاهم أمام إحدى دور السينما في العاصمة السعودية إعرابهم عن الامتنان الشديد للخطوات الإصلاحية التي تشهدها البلاد بقيادة الملك سلمان وتحت الإشراف المباشر من ولي عهده الأمير محمد، وهي الإصلاحات التي أتاحت لهم الفرصة للحصول على مزيدٍ من الحقوق الاجتماعية. ونسب الصحفي الأميركي إلى فتاةٍ في السادسة عشرة من عمرها قولها إنها تُبجل بشدة ولي العهد الشاب، الذي أكدت فتاةٌ أخرى في الحادية والعشرين من العمر أنه «يتعرض لهجومٍ ظالمٍ من جانب وسائل الإعلام الدولية وحكوماتٍ أجنبيةٍ».
وشددت الفتاة -التي تُدعى نور- على أنه ليس لدى من يشنون حملات الهجوم تلك «حقائق أو أدلة أو إثبات»، على الافتراءات التي يرددونها بشأن السعودية وعلاقتها بواقعة وفاة خاشقجي في تركيا.
ولا يقتصر هذا الدعم والتأييد على فئة الشبان وحدهم، فالسعوديون الأكبر سناً -كما تشير الصحيفة- يرون أنه ما من سببٍ لتصديق الاتهامات الكاذبة الموجهة للمملكة على خلفية الواقعة نفسها. ونقلت عن رجلٍ في الثانية والأربعين من عمره قوله في هذا الشأن: «ليس هناك أي مبرر» لأن تصدر أوامر بالتخلص من الصحفي السعودي المعروف، كما يقول المفترون على الرياض. وأكد الرجل -ويُدعى خالد التميمى- أنه يؤيد قيادة المملكة ويحب ولي العهد الذي وصفه بأنه «شابٌ ويفهم احتياجاتنا. لقد فعل أشياءً جيدةً لنا جميعاً في المملكة العربية السعودية».
بدورها، نقلت الصحيفة الأميركية عن سيدةٍ سعوديةٍ في الخمسين من عمرها قولها إن ما يحدث ليس سوى «مؤامرةٍ ضد المملكة». وتساءلت بمرارةٍ قائلة: «لماذا يهاجمنا الجميع؟».
وبحسب «واشنطن بوست»، يعرب السعوديون عن ثقتهم في صحة ودقة ما أعلنته المملكة رسمياً قبل أيام حول ما حدث في قنصلية البلاد في مدينة إسطنبول وأفضى إلى وفاة خاشقجي، وذلك من خلال بياناتٍ كشفت عن ملابسات الواقعة، وأشارت إلى تحقيقاتٍ تجري بشأنها مع 18 شخصاً، وتضمنت كذلك قراراتٍ بإعفاء عددٍ من كبار المسؤولين في جهاز الاستخبارات، وتشكيل لجنةٍ برئاسة ولي العهد لإعادة هيكلة رئاسة هذا الجهاز.
وقال مراسل الصحيفة الأميركية إنه لم يلتق خلال إعداده لتقريره سوى بسعوديٍ واحدٍ أبدى انتقاداتٍ للإصلاحات التي تشهدها البلاد في الوقت الحاضر، وهو ما يشير إلى مدى التأييد الجارف الذي تحظى به هذه الخطوات الإصلاحية. ومن اللافت أنه حتى ذلك الصوت الوحيد المُنتَقِد، لم يتردد في التأكيد على أن من واجب السعوديين كافة «الالتفاف حول قادتهم» خاصةً في الأوقات التي تواجه فيها المملكة حملة أكاذيب وادعاءاتٍ تستهدف النيل منها ومن مكانتها. ونقلت الصحيفة الأميركية واسعة الانتشار عن هذا الرجل قوله: «مهما كان ما يفعله قادة المملكة فهم يعلمون ما هو أفضلُ بالنسبة لنا.. يتعين علينا توحيد الصفوف خلف حكومتنا.. ونحن نعلم أن وطننا يحتاجنا الآن أكثر من أي وقت مضى».
وأضاف الرجل الأربعيني بالقول: «حكومتنا منحتنا الكثير، وهذا (الدعم) هو أقل ما يمكننا تقديمه إليها». وأشار سوليفان في تقريره إلى أن الدعم المطلق الذي تحظى به قيادة المملكة يتجلى كذلك من خلال تغريدات السعوديين على موقع تويتر، والتي أظهرت اقتناعهم بأن ما يحدث ناجمٌ عن مخططٍ تقف وراءه دولٌ مثل قطر وإيران وتركيا، بهدف تشويه صورة السعودية. ونقل الصحفي الأميركي عن كاتب عمودٍ في إحدى الصحف السعودية قوله بيقينٍ في هذا الشأن إن «الدراما (المتعلقة بواقعة القنصلية) ستنتهي قريباً، وسيكون السعوديون هم من سيضحك أخيراً».
وقالت «واشنطن بوست» إن الأيام القليلة الماضية شهدت تعالي الأصوات والدعوات على تويتر وفي وسائل الإعلام للوقوف صفاً واحداً -شعباً وحكومةً- في السعودية لمواجهة أي ادعاءات أو اتهاماتٍ زائفة. وأبرزت الصحيفة في هذا الصدد تغريدةً قال صاحبها: «إذا كان الأشخاص الـ18 (المحتجزون على ذمة قضية وفاة خاشقجي) قد خانوا الملك، فإن باقي الـ30 مليون (سعودي) لن يُقْدِموا على ذلك».
وسلط الصحفي الأميركي في تقريره الضوء على الدعم الكاسح الذي تحظى به رؤية «2030» التي يُوصف ولي العهد السعودي بأنه يشكل القوة الدافعة لها، وتشمل الكثير من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما تضمن حتى الآن السماح للنساء بقيادة السيارات وإقامة دورٍ للسينما، وغير ذلك من خطوات على طريق الانفتاح بشكلٍ أكبر على العالم. وقال سوليفان إن تلك الرؤية تلقى تأييداً هائلاً خاصةً بين الشبان وسكان المدن والمناطق الحضرية في المملكة، مُشدداً على الأهمية الكبيرة لمثل هذه الفئات في «بلدٍ يقل 60% من سكانه عن سن الثلاثين».
ونقل كيفن سوليفان عن دبلوماسيٍ غربيٍ متقاعد له خبرةٌ واسعةٌ بالعمل في السعودية قوله إن الغالبية الساحقة من السعوديين يفضلون الاستقرار والحفاظ على الإصلاحات التي تحققت في البلاد على مدار السنوات القليلة الماضية. وأضافت الصحيفة الأميركية أنه مهما كانت الاتهامات التي تُردد حول وفاة خاشقجي، فإن ذلك لن يؤثر على دعم المواطنين العاديين في المملكة لقياداتها ولا تأييدهم لها. وأشارت إلى أن هؤلاء السعوديين سيظلون طيلة الوقت يرفضون التضحية بالمكتسبات التي حصلوا عليها في الفترة الأخيرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©