الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مهرجان للحرف التراثية دفاعاً عن الهوية المصرية

مهرجان للحرف التراثية دفاعاً عن الهوية المصرية
13 أغسطس 2014 00:25
مجدي عثمان- (القاهرة) افتتح المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصري يرافقه الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة والدكتور أحمد عبدالغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية المهرجان القومي السابع للحرف التراثية تحت عنوان «معاً لحماية الهوية» أمس بحضور عدد كبير من الشخصيات الرسمية والثقافية. يُشارك في هذه الدورة نحو 25 جمعية أهلية تمثل مختلف مناطق الجمهورية بجانب مراكز الإنتاج الفني والبحوث التراثية بقطاع الفنون التشكيلية، وبعض الجهات التابعة لوزارة الصناعة المختصة بتطوير المنتج الحرفي، وصندوق التنمية الثقافية، ونقابة العاملين المهرة في الحرف، وتصاحب المهرجان عدة فعاليات فنية وثقافية منها مجموعة من ورش العمل اليومية للحرفيين، ومعرض لأعمال الفنانين المقدمة لمسابقة التصميمات القابلة للتنفيذ في منتجات الحرف التراثية المختلفة من أجل تحديثها وتلبيتها لاحتياجات العصر والسوق، ومعرض لأعمال أكثر من 30 فناناً تشكيلياً يستلهمون فيه منابع التراث الفني بغرض إنتاج عمل فني يربط بين الأصالة والحداثة، كما يُقام عرضاً للأزياء التراثية المستلهمة من التراث المصري، وندوة حول مستقبل الحرف التراثية يُطرح من خلالها مشروع قومي للنهوض بها يشارك فيها نخبة من الباحثين، فضلاً عن العروض الفنية والاستعراضية التي تؤديها فرق وزارة الثقافة للفنون الشعبية، يذكر أنه كان مقرراً افتتاح المهرجان 21 من الشهر الماضي وتأجل أكثر من مرة. ويقول الفنان عزالدين نجيب، القومسيير العام للمهرجان: إن رداء الهوية المصرية على مر العصور في الفنون التشكيلية، لم يكن اللوحة والتمثال، بل كان هو الحرف اليدوية المتوارثة لا مجرد مظهر للزينة باعتبارها نسق حياة يصاحب الإنسان من المهد إلى اللحد؛ فكل قطعة منه تحمل مضموناً عقائدياً أو روحياً وجمالياً يبعث البهجة في النفوس، ويحيل المادي والدنيوي إلى آيات من الجمال والمتعة المعمرة. ويوضح أن الحرف بفنونها اللامتناهية، تتعرض للأفول والاندثار، لغياب الاهتمام المؤسسي والتخطيط القومي لدعمها وانتشارها، وسادت نظرة الاستعلاء والتكبر من جانب مؤسسات الثقافة الرسمية على مدار العقود الماضية، تجاه فنون الشعب، فأدت إلى تهميشها والإقلال من شأنها على عكس ما كانت النظرة إليها في سياق ثورة 1952، وكانت بؤرة إشعاع رمزية لهذا التوجه، ومعمل تفريخ لأجيال من الحرفيين المهرة، تدربوا وهم صبية على أيدي شيوخ الصنعة الرواد. ويضيف: إن هذا المهرجان القومي الذي تتبناه وزارة الثقافة من خلال الفكرة التي طرحها قطاع الفنون التشكيلية بالتنسيق مع جمعية «أصالة» وعدد من المراكز الحكومية والأهلية، يعطي مؤشراً للتضامن نحو خلق نظرة جديدة لهذا المجال، تجعل منه عموماً راسخاً في البناء الثقافي، مشيراً إلى أن جمعية «أصالة» قد أقامت في مايو 2011 مؤتمراً بنقابة الفنانين التشكيليين، أطلقت خلاله مشروعاً قومياً يهدف إلى إنشاء مجلس أعلى للحرف التقليدية. ومن الناحية التاريخية تتحدث الفنانة ليلى أبوالهنا عن مركز بحوث الفنون التراثية الذي بدأ تكوينه عام 1968 في مبنى «بيت السناري» بحي السيدة زينب، والذي كان مقراً لعلماء وفناني الحملة الفرنسية، ثم انتقل إلى تكية السلطان محمود بنفس الحي، ومنها إلى مقره الحالي بوكالة الغوري بحي الأزهر، موضحة أن المركز يقوم على البحث في التراث في محاولة لتقريبه من الذوق المعاصر، من خلال أبحاث متخصصة في أنماط الفنون التراثية والحضارية المتواصلة بجانب الإنتاج الفني المتميز لفناني المركز من خريجي كليات الفنون المختلفة. كما أوضحت مهجة حسن، مدير عام مراكز الحرف التقليدية، أن مركز «الفن والحياة» أحد المراكز التابعة لقطاع الفنون التشكيلية، يقوم بالبحث في جماليات التراث الحضاري المصري بمراحله المختلفة وتحليلها فنيا برؤية معاصرة ثم العمل على ترجمة هذه الأبحاث القيمة إلى منتجات فنية في مجالات» طباعة المنسوجات والنسيج اليدوي والأزياء التراثية وتطعيم الخشب بالقشرة والنحاس والجلد. وتضيف: إن «دار النسجيات المرسمة» بإعادة صياغة التراث الفني الموروث من خلال أعمال نسيج مرسم، مستوحاة من لوحات لنخبة من الفنانين الرواد والمعاصرين. يشارك مركز تحديث الصناعة في المهرجان ببرنامج التجمعات الصناعية والحرفية، والذي تقرر إنشاؤه لتيسير عملية التنمية بهدف تطوير سلاسل القيمة للمنتجات الخاصة بالتجمعات الصناعية عن طريق النهج القائم على الطلب المتكامل، ويمثل البرنامج جمعية تنمية السجاد اليدوي بساقية أبو شعره، ومؤسسة الفراعنة للتنمية والتطوير والتسويق للمنسوجات بأخميم. كما تساهم المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة «النداء» في المهرجان، والتي تستهدف القرى الفقيرة بصعيد مصر من خلال برامج تدريبية لدعم تسويق الحرف التراثية والمشاركة في الأنشطة التنموية كأحد برامج البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وتستهدف المبادرة تعليم من 10 إلى 15 حرفة يدوية. وعن معرض استلهام التراث في الفن المعاصر يقول الدكتور رضا عبدالسلام المشرف على المعرض: إن قضية النهوض بالتراث الفني وإدماجه في حياتنا الثقافية والاجتماعية لا تقتصر على إحياء التراث الحرفي، بل تشمل كذلك استلهام روحه وعناصره الحضارية في الأعمال الحديثة للفنانين التشكيليين، وقد تحقق ذلك بدرجات وأساليب مختلفة على مدار حركة الفن المصري الحديث طوال قرن مضى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©