الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زكية شبيرة: الجزائريون في رمضان أكثر نشاطاً وصفاءً وإقبالاً على الحياة

زكية شبيرة: الجزائريون في رمضان أكثر نشاطاً وصفاءً وإقبالاً على الحياة
24 يوليو 2013 21:41
تعددت الألوان والأعراق والألسنة بتعدد البلاد والشعوب، فاختلفت العادات والتقاليد عبر دول العالم الإسلامي التي يعيش فيها أكثر من مليار نسمة في شتى قارات العالم، ولا يجمعهم إلا الإسلام تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله». وفي رمضان من كل عام، يتحول المسلمون في شتى ربوع الأرض إلى كتلة واحدة عملاقة، تهيمن عليها روحانيات الشهر الفضيل، فيؤدي الجميع العبادات نفسها من صيام وصلاة وإقبال استثنائي على فعل الخير ونزعة أقوى للتسامح والتواصل مع الآخرين. لكن رمضان بسماحته، يعطي أحبابه في مشارق الأرض ومغاربها فرصة عظيمة ليضع كل مجتمع بصمته ولمساته المستمدة من عاداته وتاريخه على طقوس استقبال ومعايشة الشهر الفضيل. وتنشر «دنيا الاتحاد» على مدى الشهر سلسلة حوارات مع العديد من زوجات سفراء الدول العربية والإسلامية في الإمارات، لإلقاء الضوء على عادات وتقاليد شعوبهن خلال رمضان. لشهر رمضان في الجزائر رائحة وألوان مميزة، تغلف العاصمة، وبقية مدن الجزائر، طوال 30 يوماً وليلة، لا تتوقف فيها الحركة ليل - نهار عن الأسواق. وفي الذاكرة الشعبية ، يرتبط الشهر الفضيل بغسل الحيطان وتبييضها رمزاً للطهر والصفاء. وتزدهر تجارة التوابل والمكسرات والخضراوات والملابس التقليدية والحلويات، وتبدأ ربات البيوت استعداداتهن للشهر الفضيل قبل أيام أسابيع من قدومه، إذ يقومون بما يسمونه أو «التغيير الموسمي»، حيث يغيرون الأفرشة والأغطية وأواني المطبخ، خاصة القدور الفخارية للشوربة، ومنهم من يشتري أثاثا جديدا. أما المساجد فهي مركز الحركة والنشاط الأساسي، حيث هي مملوءة دوما بالمصلين لأداء الفروض وصلاة التراويح والتهجد وحضور الدروس القرآنية، وإحياء ليلة القدر التي تقام فيها احتفالات بختان وصوم الأطفال. ويشترك الجزائريون في كثير من العادات والتقاليد مع بقية الشعوب الإسلامية في الطقوس الخاصة بشهر رمضان، لكن تبقى لهذا البلد الذي يتجاوز تعداد سكانه 35 مليون نسمة، طقوس خاصة تميزه عن غيره. تقول زكية شبيرة، حرم سفير الجزائر بأبوظبي، «الأسرة الجزائرية تستعد لاستقبال الشهر الكريم قبل رمضان بأسابيع عديدة من حيث تهيئة البيت من تنظيف وطلاء والتسوق لاقتناء وتأمين مستلزمات المنزل الضرورية والمطبخ، خاصة شراء أوانٍ جديدة، تكون مصنوعة من الفخار لتحضير «الشوربة»، لأن طبخها في القدر الفخاري يضفي عليها نكهة خاصة ومختلفة، وتقوم أيضا بتحضير كمية متنوعة من المؤونة والتوابل المختلفة، بحيث نقوم بشرائها وتنظيفها وعمل خلطة خاصة بها، وتسمى بـ«رأس الحانوت»، لاحتوائها على أكثر من سبعة أنواع من التوابل. وتحضر الأسر أيضاً الفريك من أجل «الشوربة»، بالإضافة إلى «المقطفة» المحضرة في البيت، وهي معروفة في مناطق أخرى بالشعيرية. الأكل الشعبي وتوضح زكية شبيرة أن للأكل الشعبي حضوراً قوياً خلال أيام رمضان، وتضيف» هذه المؤونة المحضرة قبل حلول شهر رمضان تستعمل لتحضير أنواع عديدة من الأكلات الشعبية التي تقدم عادة في هذا الشهر، وتتنوع الأطباق بتنوع المناطق في بلد كبير بحجم الجزائر». وبصفة عامة يعتمد الأكل الجزائري أساساً على الخضراوات واستهلاك لحم الخروف بالدرجة الأولى ولحم البقر والدجاج والسمك في الدرجة الثانية، كما يشتهر بأكلات شعبية أصيلة في مقدمتها الكسكسي المسمى بـ «الطعام»، وفي مناطق أخرى يدعى «البربوشة»، وتختلف طريقة تحضيره من منطقة إلى أخرى، لكن المشترك فيه هو إعداده بالخضراوات ولحم الخروف أو الدجاج أو اللحم البقري. وتتناول الأسر الجزائرية هذا الطبق على الأقل مرة في الأسبوع، وعادة ما يكون ذلك غداء يوم الجمعة في الأيام العادية، لكن في شهر رمضان الكريم فإن الكسكسي يتبوأ مكانة بارزة إذ أن غالبية الجزائريين يتسحرون به ويكون تحضيره مختلف إذ يطبخ الكسكسي على البخار بعد ذلك يضاف إليه الزبيب وهذا نسمية في الجزائر «المسفوف» ويؤكل مع اللبن أو الحليب، وهناك أطباق كثيرة متنوعة، منها «الشخشوخة» تشتهر بها الهضاب العليا والأوراس والرشتة في الجزائر العاصمة، حسبما تقول السيدة زكية شبيرة. وتتابع حرم السفير الجزائري عن مظاهر رمضان في الجزائر «هناك من يتسحرون بالأكل المتبقي من الإفطار أو يتناولون وجبات خفيفة كالقهوة بالحليب مع البغرير والمسمن، وهو يشبه فطور الأيام العادية، ويحرص الجزائريون على تحضير الأنواع المختلفة من الخبز الذي لا تستغني عنه المائدة الرمضانية في الشهر العظيم، خاصة خبز «المطلوع» الذي يخبز على طاجين مصنوع من الطين، وهناك خبر الكسرة الذي يخبز على طاجين مصنوع من مادة الحديد، وخبز الكوشة «الفرن» . أطباق تقول السيدة زكية شبيرة أنه عادة ما يتم تناول الشوربة في أغلب الأحيان مع «البوراك» المصنوع من الديول، وهي ورقة البوراك التي تحشى باللحم المفروم المطبوخ أو أي حشوة أخرى مختلفة، ويكون على شكل سيجار، وهناك البوراك المحشي بالتونة والبيض أو البطاطا إلى غير ذلك من الحشوات، وتكون على شكل مربع أو مثلث، كما هناك أنواع كثيرة من المقبلات مثل «الكوكا»، وهي نوع من المعجنات المحشوة بالشكشوكة أي البصل والطماطم والفلفل الحلو والحار، ويطبخ كل ذلك على نار هادئة بالزيت والملح وقليل من الببريكا». وبالنسبة للأطباق الرئيسة، فهي كثيرة جداً، منها الأطباق المحضرة من لحم الخروف أو الدجاج، وتسمى في الجزائر «شطيطحة» اللحم أو الدجاج مضاف إليها قليل من الحمص بالصلصة الحمراء، و»المثوم»، وهو طبق محضر من اللحم المفروم على شكل كويرات صغيرة بصلصة بيضاء، بها قليل من الحمص واللوز. حلويات رمضان تقول السيدة شبيرة إن رمضان له نكهة، خاصة في الفترة المسائية، حيث تلتف العائلة والزوار حول الشاي والحلويات، ومن أهم وأشهر الحلويات في الجزائر الدزيريات و«الصامصة» و«المحنشة» و«لقطايف» و«قلب اللوز»، وهناك حلويات تعلن حضورها في رمضان فقط، وفي مقدمتها «الزلابية»، وعادة تشترى من الأسواق، كما تتميز مائدة الإفطار بالعصائر المتنوعة، منها عصير البرتقال والليمون وعصير يطلق عليه اسم «الشربات» المحضر بالماء والسكر وماء الزهر وعصير الليمون. طقوس عريقة وتضج الشوارع بالنشاط والحركة خلال رمضان، خاصة في المساجد، التي عادة ما يقوم الناس بتنظيفها قبل حلول رمضان من أجل صلوات التراويح والتهجد، إضافة إلى الدروس والمحاضرات التي تحتضنها طوال أيام شهر الصيام، كما تنظم بالمناسبة مسابقات لحفظ القرآن وترتيله وختمه واحتفالات دينية بالمناسبة تمتد إلى ليلة القدر المباركة التي تحظى باهتمام كبير في كل أرجاء الوطن، وتنتظرها كل العائلات الجزائرية بشوق ومحبة، خاصة أنها الليلة التي تختارها الكثير من العائلات الجزائرية لختان أطفالها في ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر العظيم، وصيام الطفل لأول مرة باعتبارها ليلة مباركة، فتقيم العائلة احتفالا بهذه المناسبة تعبيراً عن الفرح بأول يوم صيام الابن أو البنت، وهناك من يصوم أيضاً في أول يوم من الشهر أو في النصف، وذلك حسب التقاليد المتوارثة منذ القدم. ويمثل صوم الطفل في التقاليد الجزائرية تمريناً وخطوة أولى لتشجيعه على الصوم، ويكون اهتمام الأسرة به ليتم صيامه على أكمل وجه، يبدأ إفطاره بكوب من « الشربات « ويحصل أيضاً على شرف تناول الطعام على مائدة رمضان رفقة الأهل وأثناء السهرة يرتدي الصغير «البرنوس»، أما الفتاة فترتدي الزي التقليدي على حسب المنطقة الموجودة فيها، ففي العاصمة ترتدي الكاراكو العاصمي، وهو عبارة عن سترة مطرزة بخيط من الذهب وسروال المدور أو «الشلقة»، وهو سروال تقليدي بحت، وفي مناطق أخرى أثناء سهرة الاحتفال تفرغ الحلويات والمكسرات على رأس الفتاة، وفي الشرق الجزائري قسنطينة تلبس الفتاة الصائمة جبة « الفرقاني»، وهو زي تقليدي مطرز هو أيضا بخيوط الذهب وفي الغرب تلبس « الشدة « وتزين يديها بالحناء، ويتم أخذ صور عائلية، وهم يحيطون بصينية الشاي الأخضر بالنعناع المستعمل كثيرا في شهر رمضان وكل أنواع الحلويات الرمضانية، وكل منطقة تحتفل بطريقتها الخاصة بهذه المناسبة، كما تجدر الإشارة إلى أنه خلال هذا الشهر العظيم تبادر العديد من الجمعيات الخيرية والمواطنين إلى إقامة موائد الرحمة لإفطار عابري السبيل والمحتاجين، بما يعكس القيم السامية لهذا الشهر في التضامن والتكفل بالمحتاجين في المجتمع. فأل الخير وتتخلل ليالي رمضان جلسات السهر والسمر بعد صلاة التراويح. وتعقد النساء ما يعرف باسم جلسات «البوقالة» لقراءة الأمثال الشعبية. وهي طقس يكون بمثابة فأل خير لمن تلتقط خاتما من إناء مملوء بالماء وخواتم الضيفات مكتوب فيه بشارة خير لصاحبة النصيب. نشاط تقوم السيدة زكية شبيرة بأنشطة عدة من الناحية الاجتماعية تجاه الجالية وتجاه بقية السفيرات سواء خلال الشهر الفضيل أو بقية الأيام. وتقول إن الجالية الجزائرية المقيمة في الإمارات تحظى باحترام وتقدير وتتميز بسلوكها الطيب، وإنها على تواصل مستمر مع السفارة. وتضيف «أنا على اتصال دائم مع الجزائريات المقيمات في أبوظبي ولدينا لقاءات متواصلة في المناسبات الدينية، الاجتماعية والعائلية، وننظم من وقت لآخر حفلات ونقيم الأفراح». وعن تجربتها في الدولة تقول «إن الإمارات بلد جميل وأهله يتسمون بالطيبة والتواضع والاحترام وبدون أي مجاملة فإن السنوات التي قضيتها مع زوجي وأولادي في الدولة ستبقى ذكرياتها راسخة في ذهني، خاصة أن حسن المعاملة التي لقيناها في الإمارات قد جعلت إقامتنا مريحة وسعيدة ومثمرة في الوقت نفسه، نظراً لنوعية الحياة الممتازة القائمة على خدمات راقية تضاهي أي دولة متقدمة في العالم، بحيث شهدنا خلال إقامتنا في الدولة طوال السنوات السبع الماضية النهضة الشاملة التي شهدتها في مختلف المجالات والتنمية والرقي الاجتماعي بما جعل من الإمارات نموذجا عصريا في التطور والتقدم بفضل حكمة قادتها وبصيرتهم وبعد نظرهم. الزي التقليدي يتنوع الزي التقليدي في الجزائر بتنوع المناخ والتقاليد في البلاد. وتقول شبيرة «إن للمرأة الجزائرية، وكذلك الرجال مجال واسع لخيار الأزياء التقليدية، ففي مدينة الجزائر العاصمة، والغرب الجزائري، وتلمسان، تزخر بأزياء تقليدية تلبسها المرأة في المناسبات الاجتماعية والأفراح وكذلك في الشرق والجنوب ومنطقة القبائل أيضا تتميز بأزياء تراثية، أضف إلى ذلك جنوب الجزائر ومنطقة الأوراس التي تتميز بأزياء تقليدية تتم خياطتها بعناية كبيرة بحسب كل منطقة بألوان زاهية ومطرزة بشكل جميل جدا بخيوط من الذهب، وتحضر الملابس التقليدية بشكل عام خلال ليالي وسهرات الشهر الكريم. استقبال العيد ابتداءً من الأسبوع الأخير من شهر رمضان تشرع ربات البيوت في تنظيف المنزل، وذلك بمناسبة قدوم عيد الفطر لاستقبال الضيوف من الأهل والأقارب والجيران، وتشمل التحضيرات اقتناء ملابس العيد للأولاد وتحضير حلويات العيد المتنوعة التي سوف تزين طاولة قهوة العيد من «مقروط» و»تشاراك» والبقلاوة وأنواع أخرى كثيرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©