السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يعني إيه.. “تنازلات”!!

23 أكتوبر 2010 20:24
فنّانات ومطربات في بداية مشوارهن الفني، يخرجن علينا كل يوم من خلال حوارات صحفية أو تلفزيونية، ويقسمن بأنهن شريفات وعفيفات، وأنهن رفضن تقديم تنازلات، رغم أن أحدا لم يوجه أي اتهام إليهن، وبذلك يتركون المشاهد أو القارئ لخياله الخصب، فهُناك من يتصور أن هذه التنازلات قد تكون رشوة “جنسية”، طلبها مخرج انتهازي، أو منتج دخل إلى عالم الفن بـ “فلوسه”.. وهُناك من يراها تنازلات مادية، حيث تحصل الفنّانة أو المطربة على أجر أقل، في سبيل الانتشار والوصول إلى الجمهور بأعمال مكثفة حتى وإن كانت هابطة.. وهُناك من يلمس هذه التنازلات في قبول أدوار إغراء أو إثارة، مثل ظهور فنانة في مشاهد ساخنة أو هي ترتدي ملابس بحر مثلاً، وتترك كاميرا المخرج تلاحق جسدها لتظهر مفاتنها لكل ذي عينين..! الطريف أن مثل هؤلاء الفنّانات يتمتعن بضعف الذاكرة، فنرى إحداهن تخرج علينا في حوار هنا أو هُناك، وتؤكد رفضها لتقديم تنازلات، وبعد أيام نراها في أعمال فنية خادشة للحياء، وتظهر أمام المشاهد عارية من “الصدق”، متناسية ماقالته بالأمس، لنكتشف أن كلمة تنازلات هذه “مطاطية”، ولا أحد يعرف معناها أو وصفها على وجه الدقة، حتى تشابهت علينا الألفاظ، ولم نعد نفهم إلى أي مدى يتم تفسير كلمة “تنازلات” بالضبط بعد أن تضرب هذه الممثلة أو تلك بمبادئها عرض الحائط وتقبل أدواراً مشبوهة، في سبيل الوصول إلى النجومية من أقصر الطرق، بعد أن تقبل بسداد هذه الضريبة الجبرية. وفيما يبدو أن اعتراف كل الفنّانات تقريبا، في حوارات سابقة أنهن رفضن تقديم “تنازلات”، قد وضع المخرج أو المنتج أو الممثل الكبير في قفص الاتهام، وكأن هذه الفنّانة تتعامل مع ذئاب بشرية تحاول أن تلتهمها وتنال من شرفها، رغم أن بعض هؤلاء الفنّانات - اللواتي على رأسهن بطحة - قد يذهبن بأقدامهن إلى مخرجين أو منتجين وهن يعرفن سوء نية وأخلاق هؤلاء، وبدلاً من تجنبهم والبحث عن أشخاص مشهود لهم بالاحترام في الوسط الفني، نرى هؤلاء الفنّانات يلهثن خلف هؤلاء المخرجين للفوز ببطولة عمل فني تلفزيوني أو سينمائي، وبعد ذلك يتحدثن عن التنازلات والمساومات الرخيصة، والتي انتشرت مؤخرا بين أهل الفن، وتحولت إلى آفة تحتاج إلى مقاومة، خاصة وأن المواهب الفنية الحقيقية أصبحت تنأى بنفسها عن هذه الشبهات، وابتعدت عن الساحة بعد أن فشلت في الدخول إليها من أبوابها الشرعية، في حين يقفز أنصاف المواهب أسوار الفن عبر وسائل رخيصة لا تتماشى مع رسالة الفن القائمة على الإبداع ورصد قضايا المجتمع وسلبياته وأمراضه.. والنتيجة هي: ندرة واختفاء المواهب الحقيقية، وكثرة وسيطرة فئة الدخلاء على الفن، بعد أن رفعن شعار “التنازلات أقصر طريق للنجومية”..! سلطان الحجار soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©