الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: العبادي.. ومضة أمل في متاهة يأس!

غدا في وجهات نظر: العبادي.. ومضة أمل في متاهة يأس!
12 أغسطس 2014 21:19
العبادي.. ومضة أمل في متاهة يأس! يقول رشيد الخيُّون: بعد تكليف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لحيدر العبادي بتشكيل الحكومة؛ ثارت ثائرة نوري المالكي، ومعه رهطه، واعتبر ما حصل التفافاً على الدستور، وأن رئاسة الوزراء لرئيس «دولة القانون»، وقد كررها: المالكي رئيس «دولة القانون» ورئيس كتلة «حزب الدعوة»، كي يُسمِع مَن لم يسمع به، وأعلن أن تكليف رفيقه في الحزب غير شرعي، بينما أعلنت الدول الكبرى والأمم المتحدة تأييدها للترشيح، وكانت أميركا في المقدمة، وفي هذه اللحظات نسي المالكي أزمته مع الكتلة الفائزة الأكبر في البرلمان (2010)، ونسي أن مؤتمر أربيل (2011) منحه رئاسة الوزراء ووقوف أميركا معه. اتهم المالكي أميركا والكتل السياسية كافة بالمؤامرة، ولا ندري مع مَن سيتفاهم إذا صار العالم كله متآمراً عليه، ماعدا الرهط الذي أحاط به وهو يُلقي خطبته النارية (مساء الاثنين11 أغسطس الجاري). ففي لحظة تنكر المالكي بخُيلاء لدور أميركا في وصول حزبه إلى السلطة باجتياح بغداد، ثم تكليفه في المرة الأولى والثانية. ظهر محتداً ضد ترشيح العبادي بالمزاج والحدة نفسها التي ظهر بها وهو يطعن في فوز «القائمة العراقية»، بينما لم تظهر هذه الحدة عند اقتطاع محافظة الموصل، ولا تفجير من التفجيرات الكارثية، ولا ما عبثت به الميليشيات المتصلة به بأرواح الناس بزيونة وغيرها. لابد أن الفضل الأميركي لا يفارق ذاكرة أقطاب «الدَّعوة الإسلامية»، وما في تلك اللحظات مِن اعتبار، قد يخفف مِن الغرور والخيلاء، الذي يظهر على بعضهم بعد المناصب وسعة الحال. خلال تولي اثنين من أعضائه رئاسة الوزراء، بدايةً بإبراهيم أشيقر الجعفري (7 أبريل 2006- 20 مايو 2006) وانتهاءً بنوري المالكي، تصاعد الإرهاب والقتل الطائفي في زمن الأول، وخرج مِن الوزراة بكتاب (أربعة مجلدات) سماه «خطاب الدولة»، مع صوره وانتصاراته وهو يحيي الجمهور، مذكراً بخطابات الأولين. حرب على «الإرهاب».. أم على غزة؟ أشار باسكال بونيفاس إلى أن المقولة التي تدفع بها الحكومة الإسرائيلية من أجل تبرير قصفها للسكان المدنيين في قطاع غزة تتمثل في محاربة حركة «حماس» التي تصفها بالمنظمة الإرهابية. والواقع أن الحركة مدرجة بالفعل ضمن قائمة المنظمات الإرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وذلك بالأساس نزولاً عند الرغبة الإسرائيلية في هذا الشأن، وهو ما يسمح بإقامة خط دفاع مزدوج: ذلك أن كل من ينتقد أعمال الحكومة الإسرائيلية يعد معادياً للسامية، وكل من يندد بقصف السكان المدنيين في غزة هو من المناصرين للإرهاب. وهذا الوصم المزدوج بـ«معاداة السامية» و«مناصرة الإرهاب» يفترض أن يسكِت كل انتقاد لإسرائيل وممارساتها الحربية، بما في ذلك الانتقادات ضد قصف السكان المدنيين؛ غير أنه عند تفحص هذه المقولة وتمحيصها يتضح للمرء بسرعة مدى ضعفها وتهافتها. فاعتبار كل انتقاد سياسي للحكومة الإسرائيلية ضرباً من ضروب معاداة السامية صار حيلةً مكشوفة لم تعد تنطلي على أحد؛ ذلك أن ثمة عدداً لا بأس به من الإسرائيليين النزهاء الذين لا يمكن التشكيك في ولائهم لإسرائيل، لكنهم مع ذلك كانوا من أوائل المنتقدين للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. أما في ما يتعلق بدعم الإرهاب، فلابد من التذكير هنا بأن حركة «حماس» دُعمت في البداية من قبل المخابرات الإسرائيلية بهدف التصدي لنفوذ «فتح». فقد كانت «حماس» وحزب «الليكود» متفقين على رفض عملية أوسلو، التي كان يؤيدها كل من حزب «العمل» الإسرائيلي وحركة «فتح» الفلسطينية؛ حيث كانت لدى نتنياهو و«حماس» وقتئذ نقطة التقاء مشترك. وبالتوازي مع ذلك فقد كان كل واحد منهما يلقي باللوم على الآخر. وينبغي أن نتذكر هنا سيل الشتائم والانتقادات التي كان شارون ونتنياهو و«الليكود» ينهالون بها على إسحاق رابين قبل اغتياله. نهاية الأرب.. مع داعش «إيبولا العرب» حسب محمد أبو كريشة، تقول العرب: الناس بخير ما تعجبوا من العجب، وتقول أيضاً: من أعجب العجب ترك التعجب من العجب، وأشد المحن والبلاء في زماننا هذا أننا لم نعد نتعجب من العجب، ولم نعد ننكر المنكر حتى صار المنكر معروفاً والمعروف منكراً والدهشة والذهول والإنكار والشك والامتعاض والتقزز والشعور بالقرف هي مكونات جهاز المناعة الفكري والوجداني لدى الإنسان السوي، فإذا غابت أو ضمرت هذه الخلايا الوجدانية والفكرية انهار جهازنا المناعي، وتحولنا إلى مدافن للنفايات الفكرية والثقافية وصرنا إمّعات وتابعين لكل ناعق ولكل (داعش). وغياب الدهشة والذهول والإنكار أحسبه من علامات الساعة، حيث الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد، ويبدو أنه لم يعد سوى شيء واحد يباغتنا ويبهتنا ويذهلنا وهو قيام الساعة، فهي البغتة الوحيدة المتبقية، بينما كل شيء صار عادياً ومألوفاً، لذلك لا تسمع من الناس الآن إلا كلمة (عادي) حتى غير العادي أصبح عادياً ومألوفاً. وقال أخي الطبيب يوماً وهو يشعر بالحزن: هل تعلم ما هو أسوأ شيء في مهنة الطب؟ قلت: لا، قال: أسوأ ما فيها أنها تجعلنا نتآلف مع الموت ويصبح أمراً عادياً روتينياً يتكرر كل لحظة، فنحن نرى المريض يحتضر ونتركه ونمضي إلى حالنا، نأكل ونشرب ونضحك ونتسامر، وعندما يجود بنفسه نمضي في الإجراءات وتصريح الدفن، أسوأ ما في مهنتنا أن الموت لم يعد واعظاً ولا نتوقف عنده طويلاً، هل هناك بلادة أكثر من هذه؟ قلت: لا عليك يا أخي، فقد تآلفنا جميعاً مع الموت والدمار والخراب ولم يعد ذلك مقصوراً على الأطباء، الكل يتابع اليوم مشاهد الموت والسحل والذبح والتمثيل بالجثث ولم يعد ذلك يحرك لدينا ساكناً، نتابع ونحن نأكل ونشرب ونضحك ونتسامر، البلادة وغياب الدهشة والذهول وباء عام. وعندما تقوم القيامة يفزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، وهناك أناس من فزع يومئذ آمنون وأحسب أن الآمنين يوم الفزع الأكبر، والذين لا يحزنهم هذا الفزع، هم أولئك الذين مازالوا يندهشون ويذهلون وينكرون المنكر ويعرفون المعروف. العراق والمالكي.. التحديات السياسية! يقول تركي الدخيل: يعيش العراق أسوأ مراحله بكل ما للكلمة من معنى. والدول الأوروبية وأميركا تؤكد يومياً أن الذي يجري في العراق يجب عدم التهاون به. دماء وأشلاء، وتهجير منظّم، وظلم للمسيحيين، واستئصال ومجازر واغتيالات، وعمليات سلب ونهب. نوري المالكي يمارس نفس الطغيان، الذي كان يمارسه صدام حسين، وقد نادى كبار عقلاء العراق من الكتاب والمفكرين بأن يرعوي المالكي عن غيّه، ومن بين هؤلاء إياد جمال الدين ورشيد الخيون والشاعر عبدالرزاق عبدالواحد والعشرات غيرهم. المالكي تجاوز كل الحدود وفشل إدارياً وعسكرياً وأمنياً، ولم يعد أمامه سوى بدء الاعتراف بالمكونات السياسية والطائفية الأخرى. أميركا شنّت عمليات منظّمة لضرب مقاتلي «داعش» قرب أربيل، وذلك دفاعاً عن مصالحها كما يعبّر أوباما. المفارقة أن الدول الغربية كلها تحاول أن تساعد الجيش العراقي، لكن الخوف أن تعاد معادلة: نسلّحهم ثم تستولي «داعش» على الآليات كما فعلت بسوريا والعراق. فرصة العراق يقول زيد العلي : وضع العراق لا يبعث على الأمل. ومما يزيد الطين بلة أن الطبقة السياسية، والكثير من المسؤولين الأميركيين، يواصلون الدفع في اتجاه دواء سيكون أسوأ من الداء: تقسيم العراق وفق خطوط طائفية. والحال أنه إذا كانت الأعوام الأحد عشر الماضية قد أظهرت شيئاً، فهو أن غياب التمثيل والإدماج ضمن الحكومة والمؤسسات العراقية ليس هو المشكلة؛ فما تعلمناه منذ 2003 هو أن مجرد الحرص على أن يكون ثمة وزراء من كل واحدة من طوائف العراق الرئيسية، الشيعة والسنة والأكراد، إضافة إلى أقليات مثل الكلدان والتركمان، لن يضمن أنهم سيمثلون مصالح تلك الطوائف، ناهيك عن المصلحة الوطنية. وعليه، فإن أي تأثير أميركي متبق في العراق ينبغي أن يركز على إعادة بناء مصداقية المؤسسات الوطنية. لكن بدلاً من ذلك، ينصحنا خبراء مفترضون بترسيخ نموذجنا الطائفي والسماح لكل واحدة من طوائف البلاد الرئيسية بحكم ذاتها وإدارة أمنها الخاص. والحال أن ذلك يتجاهل الواقع الحالي، ذلك لأنه من المستبعد تماماً أن تسمح بغداد للمحافظات ذات الأغلبية السنية بتطوير قوات أمن حقيقية. ثم إنه حتى في حال ضُغط على بغداد حتى تقبل بمثل هذا الاتفاق، فإن السنة لن يستطيعوا إدارة قوة عسكرية سنية خالصة بالشكل المناسب والمطلوب، نظرا لأن ساسة السنّة ليسوا أقل فساداً من الأحزاب الشيعية التي تسيطر على بغداد. صرخة النائبة الإيزيدية لن تذهب سُدى! يقول د. عبدالحميد الأنصاري: صرخة الاستغاثة الباكية المدوية التي أطلقتها النائبة العراقية الإيزيدية «فيان دخيل» في جلسة للبرلمان العراقي عقدت قبل بضعة أيام، مناشدةً أعضاء الهيئة التشريعية، تنحية خلافاتهم السياسية، والتدخل الفوري -باسم الإنسانية- لإنقاذ أهلها من الطائفة الإيزيدية، من حملة إبادة جماعية يشنها وحوش تنظيم «داعش الإرهابي.. لا شك أنها صرخة أوجعت قلوبنا وآلمت نفوسنا وأدمعت عيوننا، لكنها- في حقيقة الأمر- كشفت أيضاً مدى ضعفنا وعجزنا وقصورنا، بل و«هواننا» في هذا العالم. وإذ تخاذل البرلمان العراقي، بسبب خلافات قادة وزعماء العراق حول المحاصصة، عن نجدة المستضعفين من النساء والأطفال الإيزيديين المحاصرين في جبل «سنجار» بلا ماء ولا طعام، يفترسهم الموت ويخطف أطفالهم كل يوم، ونساؤهم تسبى على أيدي عصابات «داعش» وتُباع كالجواري، ولسان حالهم يقول: «ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيرا».. لكن أين الولي العربي؟! وأين النصير المسلم؟! وإذ وقف العالم العربي والإسلامي عاجزاً عن مد يد العون والإغاثة والحماية، فإنه جل وعلى رؤوف بعباده، رحيم بالمستضعفين، يسخر لهم من جنده من يغيثهم وينجدهم. نعم، لم تذهب صرخة النائبة الإيزيدية، الموجعة الباكية، سُدى، إذ استجاب لها- سريعاً- الرئيس الأميركي باراك أوباما، فأرسل مقاتلاته تدك أوكار المجرمين المعتدين، كما بعث طائراته تحمل المؤن والغوث للبائسين المحاصرين. إن رحمة الله تعالى دائماً قريبة من المؤمنين. من يدافع عن أوباما؟ يرى د. وحيد عبد المجيد أن أخطر الانتقادات الموجهة لأوباما تلك التي تتهمه بالافتقار لـ«الجرأة الرئاسية»، ما قد يدفعه لاتخاذ قرارات متهورة خلال ما تبقّى من ولايته! يبدو الدفاع عن سياسة أوباما الخارجية في الشرق الأوسط من أصعب الأمور حالياً، حيث كشف التدهور الذي صار شاملا في العراق مدى فشل إدارته في ترتيب وضع أقل تعرضاً للاضطراب أو الاحتفاظ بشيء من النفوذ الأميركي عندما اتخذت قرار الانسحاب الكامل. كما أظهر العدوان الإسرائيلي على غزة مدى الإخفاق الذي مُنيت به جهود أوباما المتكررة منذ 5 سنوات لإيجاد حل ما. وهذا فضلا عن قلة حيلته تجاه الأزمة السورية، التي تمثل أكبر مأساة إنسانية في القرن الحالي حتى الآن. وفي ثنايا هذا كله، بدا أن سياسة أوباما الخارجية فتحت الباب أمام إيران لتوسيع نفوذها الإقليمي، وصارت واشنطن تخطب ودها على نحو لا سابق له منذ 35 عاماً. لذلك يجد المدافعون عنها صعوبة في البحث عن حجج قوية لصد شيء من سيل الانتقادات المنهمر ضدها. فليس ممكناً على سبيل المثال إنكار أن هذه المنطقة، التي كانت في حالة مستقرة إلا قليلا حين تولى أوباما الرئاسة في يناير 2009، أصبحت بعد 5 سنوات ونصف السنة أكثر مناطق العالم اضطراباً. تمدد «داعش»..! يقول محمد خلفان الصوافي: استدعت الجرائم الإنسانية التي يرتكبها ما يطلق عليه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) إلى أذهان الرأي العام العالمي أعمال العنف والإرهاب المنسوبة إلى الدين الإسلامي. وبدأت القضية تثار على هذا النحو. وهذا الاستحضار يعيد إلى أذهان الكثيرين بمن فيهم الجيل الجديد ما كان يرتكبه تنظيم «القاعدة» من جرائم ضد الإنسانية تسببت في التشديد على إجراءات دخول المسلمين الدول الغربية. الأمر الذي يدعو إلى الظهور بموقف إسلامي لحماية المسلمين ودينهم، وكذلك إلى التحرك نحو التذكير بأهمية التسامح الديني والتعايش السلمي وما كان يعرف «بحوار الحضارات». وبدون ذلك سيعاني المسلم مرة أخرى تهمة الإرهاب لأن المسألة لم تنته وإن «خمدت» بعض الشيء. قال أحد الخليجيين يدرس في إحدى الدول الأوروبية في تعليقه على ما يفعله «داعش»: لو خرج علماء المسلمين في مؤتمر دولي «داعش» والتدخل الأميركي في العراق يقول جوشوا كيتنج: بينما يتركز الانتباه العالمي بشكل أساسي على الحرب في غزة، يتواصل تدهور الوضع في شرق أوكرانيا، وانتشار فيروس إيبولا في غرب أفريقيا، وحملة «داعش» الإرهابية في كل من العراق وسوريا. وقد أفضى القتال بين «داعش» وقوات بشار الأسد إلى بعض من أكثر الأيام دموية في الصراع حتى الآن. وفي العراق، بدا أن الأمور قد وصلت إلى طريق مسدود، إذ أدى التقدم السريع لـ«داعش» في أنحاء البلاد إلى حالة من الشلل في بغداد والمناطق ذات الأغلبية الشيعية في جنوب العراق. وقُتل أكثر من 1700 عراقي في يوليو الماضي، ما يجعله من أكثر الشهور التي شهدت أعمال قتل منذ اندلاع حرب العراق عام 2003. وفي بداية الأسبوع الجاري، استحوذ «داعش» على ثلاث مدن في شمال العراق من القوات الكردية، ويبدو أنه الآن قد سيطر على أكبر سدّ في الدولة. وتعتبر هذه هي الهزيمة الأولى لقوات البشمركة الكردية، وتشير بعض التقارير إلى أن العاصمة الكردية أربيل باتت الآن مهددة. ويبلغ عدد الإيزيديين في أنحاء العالم نحو 600 ألف شخص، غالبيتهم في العراق وإيران وتركيا وسوريا. ويعتبرهم كثيرون طائفة من الأكراد، لكنهم يعتبرون أنفسهم مجموعة عرقية مميزة. ويتبعون ديناً خاصاً بهم يمزج بين مبادئ الصوفية و«الزرادشتية». ومثل الشيعة والمسيحيين وعدد من الطوائف الأخرى في العراق، يعتبرهم «داعش» كفاراً وقتل ما لا يقل عن 500 من الإيزيديين حتى الآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©