الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات النفط العالمية تسعى للفوز بمركز متميز في العراق

25 أغسطس 2006 01:18
لندن - رويترز: تناور كبرى شركات النفط في العالم بحرص شديد للفوز بحصة في حقول النفط التي تفضلها عندما يفتح العراق في نهاية الأمر الباب أمام استثمارات بمليارات الدولارات، وتعكف الشركات العالمية من مسافة آمنة على دراسة البيانات من حقول النفط العراقية الواعدة وبعض حقوله المنتجة الأقدم للتفوق على منافساتها عندما يبدأ تقديم العروض· ولمح حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي إلى أن السباق على امتيازات حقول نفطية بقيمة 20 مليار دولار قد يبدأ الخريف القادم، لكن رجال النفط يشيرون إلى الافتقار إلى الأمن وقانون للاستثمار ولا تراودهم أي أوهام بأن أعمال الحفر وشيكة· وقال مسؤول تنفيذي بارز بشركة نفط غربية: ''قمنا بعمل الكثير خلف الستار ومستعدون للتحرك بسرعة، لكن في ظل الظروف المناسبة''· وأضاف ''في هذه المرحلة هناك قائمة مختصرة بالحقول النفطية واللاعبين الرئيسيين، كان اختيارا طبيعيا''، ويصر مسؤولو النفط العراقيون على أن الحقول النفطية ببلادهم حيث ثالث أكبر احتياطيات في العالم بعد السعودية وإيران لم تخصص بشكل مسبق''· وهم يريدون عملية تتسم بالشفافية بحيث تفوز أفضل العروض ويدركون تماما نهم شركات النفط الكبرى مثل شل واكسون موبيل وتوتال وشيفرون إلى نفط العراق الرخيص وسهل الإنتاج، وقال مسؤول كبير بقطاع النفط العراقي: ''بالطبع نعلم أنهم مهتمون، المشكلة هي متى يمكن أن يحدث ذلك''· وخلال السنوات الثلاث الماضية تقدمت عشرات الشركات لتنفيذ دراسات فنية وبرامج تدريب تمنحها اتصالاً منتظماً بمسوؤلي وزارة النفط خارج العراق الذي يقف على شفا حرب أهلية، ويستغل المسؤولون العراقيون التجربة لتحديد شركاء محتملين، والبعض لم ينجح في الاختبار· وقال المسؤول العراقي: ''أولئك الذين تعاملوا معنا سيكونون في مركز أفضل بكثير عندما نفتح الباب''·· وتمحص شركات النفط الكبرى بيانات بعض أكبر الحقول المتميزة في الجنوب الحيوي لمستقبل الثروة النفطية في العراق وقدمت توصيات بشأن سياسة الإنتاج لبعض الحقول، وبعض الشركات لديها ثروة من المعلومات جمعتها عندما كان العراق يرزح تحت عقد من عقوبات الأمم المتحدة· وكانت توتال تتطلع إلى حقلي مجنون وبن عمر وأبدت إيني وريبسول اهتماماً بحقل الناصريه في حين كانت شل مهتمة بحقل الرتاوي، وقد يمنحها عملها الدؤوب ميزة لكن مسؤولي النفط العراقيين يقولون إن المنافسة النهائية ستكون مفتوحة أمام الجميع· وعند استغلالها بالكامل فإن تلك الحقول الجنوبية إضافة إلى حقلي غرب القرنة والحلفاية سترفع الإنتاج بمقدار ثلاثة ملايين برميل في اليوم· لكن أعمال التخريب المستمرة بلا هوادة وسوء الإدارة أثر عقود من الحروب والعقوبات جعلت العراق يجاهد لضخ مليوني برميل يوميا بعد أن اقترب من ثلاثة ملايين برميل في اليوم قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس ·2003 وتساعد الشركات العالمية في تحديد وعلاج المشكلات في الشمال وحقول نفط جنوب الرميلة فضلاً عن حقول أخرى توفر حالياً الإنتاج والصادرات للبلاد· وقال مسؤول بشركة نفط كبرى: ''السنوات الثلاث الماضية لم تذهب سدى، لكننا لن نضع أموالنا على الطاولة ورجالنا على الأرض قبل أن نرى وضوحاً أكبر بشأن الاستثمار وتحسناً هائلاً في الأمن''، لكن أولئك الذين يقطعون الكرة الأرضية بحثاً عن النفط مستعدون للانتظار والتحلي بالصبر من أجل فرصة في العراق حيث 115 مليار برميل من الاحتياطيات المؤكدة· وتعمل كل شركة لصالحها الخاص لكن من المتوقع ظهور تحالفات· وقال شامخي فرج المدير العام لإدارة التسويق والاقتصاد بوزارة النفط العراقية: ''من المرجح اختيار مجموعات شركات لتولي أمر الحقول الكبيرة·· والشركات الكبرى نظراً لخبرتها وقدرتها الاستثمارية لديها فرصة أفضل لقيادة بعضها''· ويبدي وزير النفط العراقي تصميماً على التحرك بسرعة لجذب السيولة الأجنبية لإعادة بناء وتنشيط اقتصاد البلاد· وسيوفر اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول ''أوبك'' في فيينا في 11 سبتمبر المقبل مجالاً لمزيد من المباحثات لكن انفراجة كبيرة غير متوقعة· وقال خبير عراقي: ''الشهرستاني قد يوضح موقفنا لكن لا يمكننا القيام بمشروعات جادة، ولا يوجد قانون أو نظام ولا نزال نعمل على قانون للاستثمار·· وحدها الشركات الصغيرة مثل دي· ان· او النرويجية أقدمت على المغامرة بدخول العراق''· ويبدي مسؤولو شركات النفط الكبرى قلقاً حيال الغموض الكبير الذي يكتنف ملكية الموارد الأولية، وقال سعدالله الفتحي وهو مسؤول سابق بوزارة النفط العراقية: ''هناك الكثير من المصالح السياسية المتضاربة، وسيكون من الصعب إنجاز أي شيء في حين أن البلد مجزأ هكذا''· ومما يثير القلق أيضاً الفوضى في وزارة النفط والاستنزاف المستمر للخبراء من أصحاب التجربة في الخارج، وقال محمد علي زيني من مركز دراسات الطاقة الدولية: ''الكثير من أهل الخبرة يتقاعدون أو يرحلون أو بالنظر إلى الحالة الأمنية يتعرضون للقتل أو الخطف·· وسيكون على العراق ردم الهوة·· ربما عن طريق مستشارين أو بمساعدة شركات نفط وطنية أخرى·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©