أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن سلطات الأمن بدأت التحقيق في اتصال منفذ مذبحة النرويج بجماعة “رابطة الدفاع الإنجليزية” اليمينية المتطرفة في بريطانيا، كما بدأت الشرطة الألمانية تتبع وثيقته المكونة من 1500 صفحة التي أرسلها إلى عدة جهات في ألمانيا. وبينما أعلن محامي آندرس بيرينج بريفيك، المتهم بتنفيذ هجومي النرويج أن موكله على الأرجح مختل عقلياً، وأنه أشار إلى خليتين في النرويج وعدة خلايا في الخارج.
وأعلن ديفيد كاميرون أن الشرطة البريطانية بدأت التحقيق أمس في وجود صلة بين الإرهابي النرويجي والمتطرفين اليمينيين في بريطانيا. وكان المتهم ذكر في وثيقته الواقعة في 1500 صفحة التي وضعها على الإنترنت قبل فترة وجيزة من تنفيذ الهجومين، إن اثنين من المتطرفين اليمينيين الإنجليز جندوه خلال اجتماع عقد في بريطانيا عام 2002. وقال كاميرون إنه لن يكشف عن أي تفاصيل حتى الانتهاء من التحقيقات، لكنه ذكر أن الأمر يؤخذ “بجدية بالغة”. وأضاف أن بلاده ستراجع أمنها الخاص في ضوء الهجومين. وكان بريفيك قال في وثيقته إن لديه 600 صديق من “رابطة الدفاع الإنجليزية” اليمينية المتطرفة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وأنه كانت لديه اتصالات مع قادة المنظمة.
ونأت “رابطة الدفاع الإنجليزية” بنفسها عن بريفيك. وذكرت في بيان على موقعها الإلكتروني أنه “لم يكن هناك أي اتصال رسمي بينه وبين “رابطة الدفاع الإنجليزية”. وأضافت المنظمة أن “صفحتنا على فيسبوك بها 100 ألف مؤيد وتتلقى عشرات الآلاف من التعليقات يوميا. ولا يوجد دليل على أن بريفيك كان في يوم ما أحد هؤلاء المؤيدين”. لكن صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية ذكرت أن دارلي هوبسون، أحد منظمي مظاهرات الرابطة، قال إن بريفيك التقى أعضاء من المنظمة. فيما قال أحد الأعضاء البارزين في “رابطة الدفاع” إن المواطن النرويجي كان له تأثير يشبه “التنويم المغناطيسي” عليهم. وقال عضو آخر أيضاً للصحيفة إنه يعتقد أن بريفيك التقى قادة “الرابطة” عندما حضر إلى لندن العام الماضي ليستمع لخطاب السياسي اليميني الهولندي خيرت فيلدرز.
إلى ذلك، بدأت الشرطة الألمانية أيضاً التحقيق في إرسال المتهم وثيقته إلى عناوين إلكترونية في ألمانيا. وقال المتحدث باسم مكتب مكافحة الجريمة في ولاية شمال الراين ويستفاليا فولفجانج جاتسيكه أمس “سنتحقق من هذا الأمر بالطبع”. وأضاف جاتسيكه أن الشرطة الألمانية تراقب عن كثب أنشطة اليمين المتطرف في ألمانيا بعد الحادث. وكانت بعض المصادر ذكرت أن المتهم أرسل وثيقته إلى عناصر من النازيين الجدد بعدة أماكن في ألمانيا من بينها مدينة دورتموند.
إلى ذلك، صرح محامي آندرس بيرينج بريفيك المتهم بتنفيذ هجومي النرويج، اللذين أسفرا عن مقتل 76 شخصاً، بأن موكله على الأرجح “مختل عقليا”. وقال المحامي جير ليبستاد للصحفيين أمس إن “القضية برمتها تشير إلى أنه (المتهم) مختل عقليا”. وأشار ليبستاد إلى أن أفعال بريفيك نبعت من اعتقاده بأنه “في حرب وباقي العالم لا يفهم وجهة نظره”. ولم يذكر ليبستاد ما إذا كان قد ناقش مع بريفيك إمكانية طلب البراءة لعدم الأهلية العقلية، لكنه أشار إلى أنه قد يتخلى عن القضية إن لم يستجب المتهم لنصيحته. ووضع بريفيك (32 عاما) رهن الحبس الاحتياطي على خلفية اتهامه بالتورط في قتل 76 شخصا يوم الجمعة الماضي، بينهم 8 لقوا حتفهم في تفجير في أوسلو، فيما قتل بريفيك الباقين في حادث إطلاق نار بجزيرة أوتويا القريبة من العاصمة النرويجية.
وأضاف المحامي أن موكله في حالة انفصال عن البلد الذي يعيش فيه.
وأوضح أن “لديه تصوراً للواقع مختلف تماماً عن تصورنا نحن، إنه يعتقد على سبيل المثال ان التعذيب موجود (في السجن) في النرويج”. وقال محامي المتهم إن موكله “كان يتوقع التعرض للقتل” أثناء نقله أو وصوله الى المحكمة أمس الأول. واندفع نروجيان نحو سيارته لدى وصوله إلى المحكمة وضرب السيارة التي يركبها، وهما يشتمانه، لكن مخاوفه من تعرضه للقتل لم تتحقق. وقال إن موكله أشار إلى خليتين في النروج وعدة خلايا في الخارج.
من جانبه، امتدح كنوت شتوربيرجت وزير العدل النرويجي أمس عمل الشرطة “الرائع” في تعاملها مع حادث إطلاق نار يوم الجمعة في معسكر لشباب حزب العمال وتفجير سابق في منطقة الهيئات الحكومية بالعاصمة أوسلو.
ورفض كنوت شتوربيرجت الانتقادات التي اتهمت الشرطة ببطء الاستجابة لإنقاذ ضحايا المذبحة. وكانت قوات الشرطة استغرقت أكثر من ساعة للوصول إلى جزيرة أوتويا حيث كان بريفيك يطلق النار على ضحاياه بدم بارد. كما نفى وزير العدل أيضا مزاعم بتجاهل الشرطة المخاطر التي يشكلها يمينيون متشددون في النرويج. وقال شتوربيرجت “أرفض تلميحات بأننا لم نضع أقصى اليمين تحت المجهر”.
عدد اليوم
