دعا يوشيتو سينجوكو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني أمس طوكيو وبكين إلى التركيز على الصورة الكبرى وتفادي تبادل الاتهامات بعد أن كشفت احتجاجات شعبية وتصريحات مسؤولين عن تصاعد التوترات بين اليابان والصين أكبر اقتصادين في آسيا. ودعت رسائل على الانترنت خلال الأيام القليلة الماضية الى تنظيم احتجاجات في تشونغتشينغ وهي مدينة كبيرة جنوب غرب الصين وفي مدينة ديانغ الأصغر في جنوب غرب البلاد أيضا بعد أن نظم آلاف المحتجين من اليابان والصين مسيرات احتجاجية الأسبوع الماضي.
وظهر انعدام ثقة الصين في اليابان حين رفضت بكين أمس الأول أن تقول ما اذا كان رئيس وزرائها ون جيا باو سيلتقي برئيس الوزراء الياباني ناوتو كان خلال قمة إقليمية أواخر الشهر الحالي فيما اتهم دبلوماسي رفيع من بكين وزير الخارجية الياباني بإحياء المشاعر العدائية مجددا.
وقال سينجوكو وهو فعليا الرجل الثاني في الحكومة اليابانية خلال مؤتمر صحفي «يجب أن يمتنع الجانبان عن تفنيد بعض التعليقات الخاصة ثم المغالاة في رد الفعل».
وطالب سينجوكو الجانبين بانتهاج توجه يتسم بالكرم وسعة الأفق وأن يعطي كل جانب الآخر فسحة وكرر دعوته لبناء روابط استراتيجية مشتركة تعود بالنفع على الجانبين.
وتدهورت العلاقات الصينية اليابانية الشهر الماضي بعد أن ألقت اليابان القبض على ربان سفينة صيد صينية اصطدمت سفينته بزورقي دورية يابانية قرب سلسلة من الجزر المتنازع عليها تسميها اليابان سنكاكو وتسميها الصين دياويو. وقبل الإفراج عن الربان ألغت الصين اجتماعات دبلوماسية احتجاجا على احتجازه.
ومازالت هناك مخاوف في اليابان من أن تعطل بكين شحنات من المعادن النادرة الضرورية للسلع الالكترونية وقطع غيار السيارات. وشارك الأسبوع الماضي آلاف المحتجين في مسيرات نظمت في البلدين عبروا خلالها عن غضبهم مما أبرز هشاشة الروابط التي تفاقم من توترها ذكريات الصين عن ماضي اليابان العسكري إبان الحرب ومخاوف طوكيو من القوة الاقتصادية والعسكرية المتنامية للصين.
وتحاول الدولتان ترتيب لقاء بين رئيسي وزرائهما على هامش اجتماع اقليمي في فيتنام لكن مصير الاجتماع المقترح لم يتضح بعد. ودعا كان وون إلى تحسين العلاقات خلال اجتماع غير رسمي في بروكسل في وقت سابق هذا الشهر لكن كلا منهما أكد أحقية بلاده في الجزر المتنازع عليها.
وكشف انتقاد الدبلوماسي هو تشنغ يوي مساعد وزير الخارجية الصيني لوزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا عن التوترات التي ما زالت تعكر صفو العلاقات بين أكبر اقتصادين في آسيا على الرغم من جهودهما للتغلب على خلاف حول الجزر. وصرح مايهارا الأسبوع الماضي بأنه لا داعي للعجلة في عقد الاجتماع. وقال هو في مؤتمر صحفي أمس إن عقد ون وكان اجتماعا ثنائيا خلال قمة اسيوية في هانوي تبدأ في 28 أكتوبر تشرين الأول يتوقف على توافر «مناخ ملائم» وأوضح أن بكين تحمل طوكيو مسؤولية هذا.
عدد اليوم
