قدمت الولايات المتحدة صورة قاتمة عن الاستعدادات للاستفتاءين اللذين قد يسفر عنهما تقسيم السودان، داعية الطرفين للتوصل إلى “تسوية”. وقال المبعوث الأميركي سكوت جرايشن “قبل 79 يوماً من التاسع من يناير، ليس هناك وقت لإضاعته”. لكن مراقبين يقولون إن هذا الموعد القريب والصعوبات اللوجستية تجعل مسألة الإرجاء ممكنة. وقال الجنرال جرايشن إن “على الطرفين أخذ تعهد استراتيجي بتجنب الحرب والتوصل إلى سلام دائم”. وأضاف أن على الشماليين والجنوبيين “المجيء إلى أديس أبابا مع استعداد للتسوية” خصوصاً حول الاستفتاء الثاني المقرر في اليوم نفسه في منطقة أبيي النفطية لتقرير انضمامها إلى الشمال أو الجنوب. وأشار جرايشن إلى التأخر الحاصل في إعداد اللوائح الانتخابية وتحديد موازنة للعمليات الانتخابية وتعيين الموظفين ونشر مراقبين أجانب.
من جانبه أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، الاهتمام الذي توليه بلاده لتطورات الشأن السوداني، خاصة في هذه المرحلة المهمة، مع بدء العد التنازلي لموعد إجراء استفتاء حق تقرير المصير في الجنوب.
وقال أبوالغيط، في تصريحات صحفية عقب عودته للقاهرة، إنه والوزير عمر سليمان مدير الاستخبارات المصرية، حملا أثناء زيارتهما للخرطوم وجوبا رسالة من الرئيس المصري محمد حسني مبارك للرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول سلفاكير، مفادها حث الشريكين السودانيين على الالتزام بالتهدئة ومواصلة الحوار بهدف التوصل إلى تفاهمات لتنفيذ استحقاقات اتفاق السلام الشامل، وبما يُعزز الحفاظ على السلام والاستقرار في السودان أياً كانت نتائج الاستفتاء، مع أهمية التوصل إلى صيغة مقبولة بين الشريكين تؤمّن استمرار العلاقات الجيدة وتراعي المصالح المشتركة بينهما.
وأوضح وزير الخارجية المصري أن رسالة الرئيس مبارك أكدت كذلك على أهمية تجنب الطرفين مخاطر العودة للصراع، والعمل على استغلال القواسم المشتركة والمصالح والارتباطات القائمة بينهما للحفاظ على التجانس، بما في ذلك مصالح القبائل على نقاط التماس بين الطرفين، وتوزيع عوائد النفط، وحل المسائل العالقة بينهما كافة.
وأشار أبوالغيط إلى أن مباحثاته والوزير عمر سليمان مع الرئيس البشير والنائب علي عثمان طه وسلفا كير تطرقت إلى سبل تخفيف أية توترات قد تطرأ بين الشريكين في المرحلة المقبلة، وذلك من خلال مواصلة الحوار سواء على المستوى الثنائي أو من خلال الدوائر الإقليمية والدولية، بما في ذلك اجتماعات أديس أبابا حول وضعية منطقة أبيي، وورشة عمل القاهرة لتقريب وجهات النظر بشأن المسائل العالقة وإجراءات الاستفتاء وقضايا ما بعد الاستفتاء.
وأكد وزير الخارجية المصري أهمية عقد اجتماعات مكثفة على مستوى عالٍ بين الشريكين للتفكير في حلول للمسائل الخلافية، أخذاً في الحسبان عنصر ضيق الوقت وما يتطلبه ذلك من مضاعفة جهود الأطراف المعنية كافة.
إلى ذلك، قال مسؤول أميركي أمس إن قوات الأمن السودانية اعتقلت اثنين من لاجئي دارفور شوهدا وهما يتحدثان مع مبعوثين من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال زيارة قاموا بها للمنطقة. وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه إن الولايات المتحدة تحث حكومة السودان ودبلوماسييه في الأمم المتحدة على إطلاق اللاجئين الاثنين ووقف التحرش بمن تحدثوا مع مبعوثي المجلس خلال الزيارة التي قاموا بها في وقت سابق من الشهر الحالي. وأضاف “هذا غير مقبول بالتأكيد”.
عدد اليوم
