الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أزياء مجهولة المصدر تغزو الأسواق

25 أغسطس 2006 01:08
دبي- علي مرجان: بإمكانها أن تثير اهتمامك في خبر صغير تتناوله الصحف، وقد تصيبك بحالة من القلق حول الهدف منها بعد أن انتشرت وتوغلت بين شبابنا·· باختصار هي أزياء وتحديدا ''تيشيرتات'' تحتل عقول بعضهم قبل أن تلامس أجسادهم· إذا كان من حق ''شباب التيشيرتات'' ذات الكلمات والعبارات والرسومات الخارجة ارتداؤها، فإن كثيرين طالبوا بحقهم في عدم رؤية ما يؤذي أعينهم ويخدش الحياء وأشياء أخرى، نرصدها في هذا التحقيق· سؤال واحد بادرنا به من التقيناهم من الشباب، هل تفهمون الرسومات الموجودة على بعض ''التيشيرتات''؟·· هل تدركون معنى الكلمات المدونة عليها ؟! ، وجاءت إجابتهم لتؤكد أن لا فهم ·· لا إدراك!· فقط سمعوا عنها كثيرا عبر الصحف والفضائيات بأن المعنى قد يحمل إيحاءات جنسية وتطاولاً على المعتقدات الدينية· يقول محمد حسين- 15 سنة: البحث عن الموضة ليس خطأ، ولكني أحاول أن أختار القمصان الخالية من الكتابات لأبتعد عن ما تحتويه من عبارات قد تكون خارجة وخادشة للحياء· وعلى العكس يرى محمد زياد - 18 سنة- أن ارتداءه لكل ما هو غريب يجعله مختلفا بين زملائه، دون الالتفات إلى تعليقات الآخرين· المثير أن العديد من المحال المتخصصة تبيع تلك ''التيشيرتات'' بأسعار تتراوح بين 60 و180 درهما، وكما يؤكد أسيد طحان- مدير محل ملابس في مدينة الغرير- فإن هذه ''التيشيرتات'' لا يمكن أن تكون لماركات عالمية، فما حدث أن بعض الشركات العالمية باعت العلامة التجارية لشركات أخرى في جنوب شرق آسيا على أن يتم تنفيذ تصميمات الشركة الأم بنفس المادة الخام، وهناك شركات أخرى تقوم باستخدام تصميمات مختلفة عن التصميم المعتمد للشركة الأم· وأشار أُسيد إلى أن ''التيشيرتات'' التي تتضمن رسومات وكلمات خارجة، انتشرت بصورة مكثفة بين الفتيات، مما يعني أهمية إيجاد الرقيب من جانب الأسرة لتوجيه وتوعية الأبناء بما تحويه تلك التيشيرتات من تجاوزات· وتعجب نوفل محمد - 32 سنة- من زحام الماركات التي وصفها ''بالمجهولة''، منتقدا ما تحتويه من كتابات بمختلف اللغات التي لا يجيدها وربما لا يعرف عنها شيئا· وأضاف: كثير من الشباب مصاب بهوس البحث عن التقاليع الغريبة انطلاقا من كونها تتطابق والموضة، لكن هؤلاء عليهم أن يدركوا أهمية البحث عن ما يناسبهم وليس ما يقترب بهم من الموضة ليبعدهم عن إدراك ما تحتويه من تجاوزات اجتماعية وأخلاقية لا تناسب مجتمع دولة الإمارات· ونصح نوفل الشباب بتوخي الحذر عند الشراء والابتعاد عن اقتناء ما لا يفهمه· رقابة ضرورية ونبه حسين حسن وهو أب لثلاثة أبناء إلى دور الدولة بأجهزتها الرقابية في مواجهة تلك الظاهرة، والحاجة إلى التعامل معها بحزم من خلال معايير واضحة· وأضاف: كثير من الشباب لا يفهمون معنى الكلمات المدونة على التيشيرتات إلا بعد شرائها ومبادرة صديق أو ولي أمر بلفت انتباهه إلى المعنى المقصود، مما يعني أنه لا يمكننا تحميل الشباب المسؤولية كاملة لأن من بينهم من لا يجيد إلا العربية· تقاليع مدرسية ومن ناحية أخرى تم رصد العديد من التقاليع الغريبة التي تحكم عالم الموضة لدى طلاب وطالبات المدارس، وهو الأمر الذي حذر منه تربويون مؤكدين أن ارتداء الطلاب لمثل هذه الملابس مؤشر خطير يجب تحليله وإيجاد حلول عملية له من جانب المدرسة والأسرة، خاصة وأن هناك تأكيدات بأن الزي الموحد يواجه مأزقا حقيقيا· محمود الشايب- أخصائي اجتماعي بالتعليم الخاص قال لنا: لا يمكننا أن ننكر المحاولات المستمرة من جانب الطلاب لارتداء تلك ''التيشيرتات'' والملابس الغريبة بشكل عام على الرغم من أن القوانين واللوائح بالوزارة تؤكد ضرورة أن يحافظ الطالب على المظهر العام· ويوضح الشايب حجم التأثير السيكولوجي لتلك الملابس على الطلاب والطالبات بما يعرف ''بتعويض التميز''، ويعني أن مظهر الطالب المختلف عن زملائه يدفعه إلى الشعور بالتميز وهو ما يتسبب في إثارته للمشكلات مع أي موقف بسيط داخل الصف الدراسي· ويشير الشايب إلى عدم إدراك العديد من أولياء الأمور لتك النقطة، كما أن المدرس في الصف ليس مؤهلا للتعامل مع الخلفيات السيكولوجية لدى تلك النوعية من الطلاب، مقترحا ضرورة المشاركة الفعالة من الجهات المعنية في المدارس والمتمثلة في التوجيه الاجتماعي والنفسي للتوعية بأسلوب الإقناع وليس بالحديث عن اللوائح والقوانين التي تتحدث عن الزي الموحد في مدارسنا· مشروع قانون في رحلة البحث عن ضوابط لبيع وشراء وارتداء مثل هذه الأزياء، طالب مواطنون ومقيمون بأهمية إعداد مشروع قانون لإيجاد رقابة صارمة على مصادرها، فيقول محمد سالم - وهو عماني مقيم في دبي- إن بحث إصدار قانون للرقابة على تلك ''التيشيرتات'' أصبح مطلبا مجتمعيا، منبها إلى أن مواكبة أحدث صيحات الموضة ليس بتهميش شخصيتنا الحقيقية والتستر خلف ملابس غريبة قد تحمل إهانة للقيم الثابتة في مجتمع عربي· ويشير عبد الناصر عبد الله - وهو يمني مقيم في دبي- إلى أن بعض الشباب لا يدرك - وربما لا يفهم- معنى الكلمات المدونة على التيشيرت الذي يرتديه، فغالبا ما تكون تلك الكلمات بلغات لا يجيدها كالصينية واليابانية، وهذا لا يعني أن نبتعد عن كل ما يحمل تلك الكلمات لكن علينا العودة إلى البساطة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©