الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"حملة الأنفال" من مأساة إنسانية إلى كارثة اجتماعية

25 أغسطس 2006 00:52
دهوك (العراق) - اف ب: ''أنا مزارع بلا أرض وبلا عمل· أعيش على مساعدة أبنائي'' ، بهذه الكلمات يروي خالد محمد إسماعيل الذي كان يرتدي الملابس الكردية التقليدية ويجلس على طاولة في احد مقاهي وسط مدينة دهوك حكايته، وهو واحد من 141 الف كردي تم تهجيرهم خلال ''حملة الانفال'' ابان حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين· وفي كردستان هناك نوعان من المهجرين، نوع مثل المزارع خالد تقع قراهم بالقرب من مدينة الموصل وقد تم ''تعريبها'' من قبل النظام العراقي وليس بالامكان العودة اليها اليوم طالما لم يتم الوصول الى اتفاق مع السكان الذي حلوا فيها· وهناك نوع اخر من المهجرين مثل لقمان خالد ويسي الذي تقع قريته شمال شرق دهوك حيث تم محوها خلال الحملة القمعية في كردستان والتي أدت الى مقتل حوالي 180 الف شخص للفترة من 1987-1988 والتي يحاكم صدام وستة من كبار اعوانه في اطارها منذ الاثنين الماضي· وجميع هؤلاء النازحين يعيشون حاليا مجبرين في المدن في ظل ظروف صعبة· ويقول موسى علي بكر وهو مقاتل كردي سابق (بشمركة) يشغل حاليا منصب مدير مكتب النازحين واللاجئين في دهوك ان ''مشكلة النازحين ليست في اعدادهم لان صدام قام بعملية تدمير مدروسة لكردستان''· واضاف ان ''صدام قام بتهجير السكان ومسح قراهم وتدمير نسيجها الاقتصادي بالاضافة الى الاواصر العائلية وشروط لاي عودة ممكنة''· ويضيف ''يجب ان نعيد توطين هؤلاء الناس في قراهم لكن هذا ليس بالامر السهل لانه يجب علينا تأمين الظروف الحياتية من الأمن ووقف القتال حتى ما بين الأكراد ونزع نحو 20 مليون لغم''· وتابع ''يجب علينا أيضا اعادة تأهيل الطرق المؤدية الى تلك القرى واعادة بناء منازلهم''· ويضيف بكر ''يجب علينا أيضا توفير الخدمات الموجودة في المدينة من كهرباء وماء ومدارس وحياة اجتماعية كبناء مركز ثقافي او ملعب لكرة القدم والا فان الناس الذين تعودوا على حياة المدينة لن يكون باستطاعتهم العودة الى قراهم''· واوضح ان ''هناك حقيقة وهي ان الأرض نفسها التي كانت تؤمن القوت لعشرة اشخاص لم تعد اليوم قادرة على تأمين القوت لعشرين شخصا فالعوائل توسعت لذلك علينا بناء مؤسسات صغيرة ممكن توفر العمل للسكان من غير القرويين وتوفر سوقا لمحاصيل الفلاحين''· ويرى بكر انه ''في حال لم نوفر هذه الظروف فإننا سنستمر في صرف الاموال عبثا دون ان يكون باستطاعتنا ان نغير في المشكلة شيئا''· لكن هذه الافكار تبقى بعيدة عن التطبيق وبعد ان كانت ''حملة الانفال'' مأساة انسانية فهي في طريقها للتحول الى كارثة اجتماعية· وتعيش عائلة لقمان خالد ويسي اليوم في قلعة نزاركي السجن الذي كانت محتجزة فيه خلال ''حملة الانفال'' لان قريتهم لازالت الى يومنا هذا بقايا هياكل مدمرة· وبالنسبة لخالد محمد اسماعيل فإنه في حال كانت لديه القدرة على التوجه الى احدى الهيئات كي يطلب استعادة ممتلكاته واراضيه فإنه تنقصه الارادة السياسية كي يعود الى اراضي تقع في الجنوب وأصبحت اليوم خارج حدود كردستان يتقاسم السلطة فيها اناس من مختلف الاتنيات والاديان· ويقول بير كاشال وكمال جعفر حمو وهما قرويان ''ليس هناك ارادة سياسية· هنا الأرض خصبة ولو تم ربطها بشبكة المياه لكانت القرية تعد مئة الى مئتي عائلة''· ويقول موسى علي ساخرا ''سيستغرقنا الامر 60 عاما من اجل اعادة بناء ما دمر خلال 30 عاما·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©