الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البيت الأبيض: الأسد يفقد السيطرة ولا معلومات عن مكانه

البيت الأبيض: الأسد يفقد السيطرة ولا معلومات عن مكانه
19 يوليو 2012
اعتبر البيت الأبيض أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد بدأ يفقد السيطرة، وأنه لا بد من ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط كي يتنحى ويتيح حصول انتقال سلمي للسلطة. بينما رأت روسيا أن الأسد لن يتنحى، وجددت تحذيرها من فرض مجلس الأمن أي عقوبات على سوريا، وسط اتخاذ المجلس قرار بتأجيل التصويت الذي كان متوقعا امس على تمديد تفويض بعثة المراقبين الدوليين إلى اليوم الخميس بناء على طلب تقدم به المبعوث العربي الأممي كوفي عنان. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن الفرصة تضيق أمام التوصل إلى حل سلمي للصراع في سوريا، وإنه لا يملك أي معلومات عن مكان الأسد بعد التفجير الذي اسفر عن مقتل ثلاثة من كبار مسؤوليه العسكريين في دمشق. وأضاف في مؤتمر صحفي “الفرصة تضيق ونحتاج إلى التحرك بشكل موحد للمساعدة في تحقيق عملية الانتقال التي يستحقها الشعب السوري”. لافتا في الوقت نفسه إلى أن بلاده تراقب عن كثب المنشآت العسكرية السورية وتعتقد أن مخزونها من السلاح الكيماوي ما زال تحت سيطرة الحكومة. وقال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي “إن الأسد يفقد السيطرة على البلاد بعد التفجير الذي أدى إلى مقتل ثلاثة من كبار المسؤولين الأمنيين في دمشق، والحركة ضده تتزايد. مؤكدا ضرورة حدوث انتقال سياسي لتجنب حرب طائفية وأهلية طويلة ودموية، وأضاف “إن العديد من السوريين الذين كانوا موالين للنظام في السابق أصبحوا يعتبرون الأسد المشكلة وليس الحل، كما أن المصاعب المالية التي يواجهها النظام تزداد”. وتابع قائلا “نحن نعمل بشكل ملح مع شركائنا الدوليين للعمل من اجل تحقيق انتقال سياسي في سوريا، وكلما ازدادت سرعة حدوث هذا الانتقال، كلما زادت فرص تجنب حرب أهلية طويلة ودموية وطائفية، وكلما استطعنا بشكل أفضل مساعدة السوريين على إدارة انتقال مستقر إلى الديموقراطية”. وأعرب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن القلق إزاء خروج العنف في سوريا بوتيرة سريعة عن السيطرة، وقال “من الواضح أن ما يحدث في سوريا يمثل تصاعدا حقيقا في القتال..لقد ازداد العنف هناك سوءا وارتفع عدد القتلى ويتعين على المجتمع الدولي ممارسة المزيد من الضغط على الأسد للتنحي. وحذر بانيتا مع نظيره البريطاني فيليب هاموند النظام السوري من أنه سيكون مسؤولا عن تأمين الأسلحة الكيميائية لديه، وقال “هذا وضع يخرج بسرعة عن السيطرة، والمجتمع الدولي بحاجة إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على الأسد لكي يفعل الصواب ويتنحى ويسمح بانتقال سلمي للسلطة. وقال بانيتا أن سوريا ستتحمل مسؤولية تأمين أي أسلحة كيميائية تمتلكها، وأضاف “أوضحنا لهم كثيرا أن عليهم مسؤولية تأمين مواقعهم الكيميائية وأننا سنحملهم المسؤولية إذا حدث أي شيء في هذه المواقع”، وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل عن قرب مع حلفائها بشأن القضية. بينما وجه هاموند إشارة مغلفة إلى روسيا والصين، حين قال إن نظام الأسد ما زال قائما بسبب الدعم المستتر الذي يتلقاه من قوى أخرى في العالم. وأضاف “لذا يجب أن تركز دبلوماسيتنا على حمل أصحاب النفوذ الأقوى لدى النظام على ضمان أن يتعامل بمسؤولية فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية”. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، إن العملية الانتحارية التي أسفرت عن مقتل عدد من كبار المسؤولين الأمنيين السوريين في دمشق تثبت الحاجة إلى قرار دولي لإنهاء الأزمة والعمل على تشكيل حكومة انتقالية. وأضاف “نعلم عن تقارير بان وزير الدفاع السوري ونائبه قتلا وأصيب عدد من المسؤولين في عملية انتحارية في دمشق، وهذا التفجير الذي ندينه يثبت الحاجة الملحة لإصدار قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا تحت الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة”. وأضاف “أعتقد أنه من الواضح أن الموقف يتدهور بسرعة..سوريا تتهددها الفوضى والانهيار وعلى روسيا والصين تأييد قرار أقوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال انتوني بلينكين مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال تصريحات في بغداد “أعتقد أننا متفقون على أنه كلما طال الوضع الراهن, كلما زادت احتمالات حدوث أمور لا يود أي منا أن يراها تحدث، وعلى سبيل المثال، هناك خطر أن يتحول ما يحدث في سوريا إلى نزاع طائفي شامل يمتد إلى الدول المجاورة من بينها العراق، وهذا ليس في مصلحة احد. وكلما استمر ذلك، كلما زادت احتمالات حدوث ذلك الخطر، ولذلك فقد تحدثت عن الضرورة الملحة للانتقال السياسي في سوريا على أنها أفضل طريق إلى الأمام”. وفي المقابل، أعلن الكرملين مساء أمس أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما بحثا هاتفيا الأزمة السورية، لكن من دون أن يتمكنا من تذليل الخلافات المستمرة بينهما حول هذا الملف، وأضاف في بيان “أنه في المحصلة أظهرت المحادثة توافقا في النظرة التحليلية للوضع في سوريا وهدف التوصل إلى حل، لكن في الوقت نفسه فان الخلافات مستمرة حول الطريقة العملية للتوصل إلى هكذا حل”. ووصفت وزارة الخارجية الروسية التفجير الانتحاري الذي وقع في دمشق وأودى بحياة عدد من كبار المسؤولين الأمنيين بإنه إرهابي وطالبت باعتقال من يقفون وراءه ومعاقبتهم. وقالت في بيان “نتوقع التعرف على منظمي هذا العمل الإرهابي في دمشق وأن يواجهوا العقاب الذي يستحقونه”، وأضافت “نحن نعتبر الأحداث محاولة أخرى لزعزعة الوضع في سوريا بشكل أكبر”. كما دعت روسيا حكومة الأسد والشعب السوري إلى اعتبار هذا الهجوم فرصة لإعادة تقييم الوضع والسعي للتوصل إلى تسوية سلمية، وقالت “نحن متأكدون أنه في وجه الصعوبات فإن سلطات وشعب هذا البلد وجميع الوطنيين الحقيقيين سيظهرون الإرادة السياسية المطلوبة والرغبة في التوصل إلى تسوية سلمية سريعة لازمتهم الداخلية”. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف صرح بأن بلاده لن تسمح لمجلس الأمن بإصدار قرار يوفر الدعم لثورة في سوريا، وأضاف “سعيا لاسترضاء المعارضة، يعمل بعض شركائنا على تشجيعها..الآن أطلقوا بركان دمشق وعملية المعركة للسيطرة على العاصمة والمعركة الحاسمة، وفي هذا الظرف فان تبني مشروع القرار الغربي سيكون بمثابة تقديم دعم مباشر إلى حركة ثورية. ومتى تعلق الأمر بثورة فلا علاقة للأمم المتحدة بالأمر”. وتابع لافروف “لا يمكن أن نقبل الفصل السابع والعقوبات” (في إشارة إلى فصول ميثاق الأمم المتحدة التي بنى عليها الغرب مشروع قراره الذي قدموه إلى مجلس الأمن، والذي ينص على التهديد بعقوبات أو حتى اللجوء إلى القوة ضد نظام الأسد. وحذر من أن فرض مجلس الأمن عقوبات سيكون بمثابة دعم مباشر للمعارضة وقد يجر إلى حرب أهلية. وأضاف “إنها معركة على العاصمة هناك قتال حاسم يجري في سوريا، ولا مكان لمجلس الأمن في هذا”. وقال لافروف إن الرئيس السوري لن يتخلى عن السلطة طواعية، وحذر القوى الغربية من أن تأييدها للمعارضة لن يؤدي إلا إلى تصعيد إراقة الدماء في سوريا. واستطرد قائلا “بدلا من تهدئة الموقف بعض الشركاء يشجع المزيد من التصعيد..سياسة تأييد المعارضة هي طريق مسدود..لن يرحل الأسد من تلقاء نفسه وشركاؤنا الغربيون لا يعرفون ما يفعلونه إزاء ذلك”. وأضاف “أن العلويين والمسيحيين يتمسكون بالأسد لأنهم يخافون على مصيرهم من القاعدة”. من جهته، طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلطة، وقال عقب لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو إن تركيا ضد تدخل خارجي في سوريا، وينبغي على الشعب تحديد مصير الأسد”. وفي بكين، طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس من الرئيس الصيني هو جينتاو دعم بلاده قبل تصويت مرتقب في مجلس الأمن على مشروع قرار يهدد النظام السوري بعقوبات، وقال “آمل بصدق أن يكون أعضاء مجلس الأمن متحدين وان يتحركوا، لقد شرحت مدى خطورة الوضع الآن وشاطرني كل القادة في الصين وجهة نظري بان الوضع خطير جدا”. إلى ذلك، قرر مجلس الأمن تأجيل التصويت على القرار الغربي الذي يدعو إلى فرض عقوبات على سوريا، وذلك بناء على طلب تقدم به عنان. وقال دبلوماسيون أنه يتوقع الآن التصويت على مسودة القرار اليوم الخميس وسط اجراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن المزيد من المفاوضات. وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال غرانت “سنصوت على مسودة القرار صباح الخميس”. وكان عنان بعث برسالة الى القوى الكبرى في مجلس الأمن طلب منها تأجيل التصويت الذي كان مقررا الأربعاء بضع ساعات، وقال فيها إنه يشعر أنه لا يزال ممكنا التوصل إلى تسوية مع روسيا حول القرار الذي يمهل دمشق عشرة أيام لسحب الأسلحة الثقيلة من المدن ويدعو إلى فرض عقوبات عليها إن لم تمتثل لهذا الطلب. وندد عنان بإراقة الدماء في سوريا، وقال إن العنف ليس من شأنه سوى إبراز ضرورة إسراع مجلس الأمن بتحرك حاسم.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©