الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نديم حنيف.. تجربة الصحافة البرلمانية

نديم حنيف.. تجربة الصحافة البرلمانية
22 يوليو 2015 22:55
طه حسيب تقترب انتخابات «المجلس الوطني الاتحادي» بسرعة، وهو ما يجعلني أتذكر متعة تجربة التغطية الإخبارية لحدث سياسي بالغ الأهمية للمرة الأولى. وكانت الانتخابات الأولى التي غطيتها كصحفي هي الانتخابات العامة البريطانية في 2001، وفي ذلك العام، كنت قد تخرجت من كلية الإعلام، وقضيت بضعة أشهر أرسل سيرتي الذاتية إلى مختلف الصحف في أرجاء الدولة بحثاً عن فرصة عمل. ونجحت في نهاية المطاف في الحصول على فرصة بصحيفة «دونكاستر فري برس» الأسبوعية، جنوب «يوركشاير». وكان السبب الرئيس وراء بحثي عن فرصة عمل في المجال الصحفي هو مواصلة اهتمامي بعالم السياسة، لاسيما أنني كنت قد حصلت بالفعل على درجة علمية في هذا المجال قبل عام مضى. وجاء توقيت حصولي على فرصة العمل الجديدة كأفضل ما يكون، حيث تمكنت من تغطية أسابيع قليلة من الحملة الانتخابية لمرشحي مجلس العموم، قبل ذهاب الناخبين إلى صناديق الاقتراع. وبينما كان «توني بلير»، يسعى إلى انتخابه لفترة ثانية كرئيس للوزراء آنذاك، ورغم أن «دونكاستر» كانت ذات شعبية بين ناخبي حزب «العمال»، إلا أننا استقبلنا عدداً من وزراء الحكومة في زيارات إلى مقر الصحيفة. وقضيت ليلة الانتخابات في مركز «دونكاستر دوم»، حيث أُحصيت الأصوات وأُعلنت النتيجة. وفي تلك الليلة، خضت تجربة من المعتاد أن يقوم بها مراسل صحفي أكثر خبرة، وكانت مهمتي هي التحدث إلى المرشحين، ومراجعة أعداد الأصوات مراراً وتكراراً لجميع المرشحين، كي ننشرها لاحقاً. وانطوت أجواء تلك الليلة على إثارة كبيرة، ومنحتني للمرة الأولى أيضاً اطلاعاً حقيقياً على كيفية تعامل وسائل الإعلام الأخرى، مثل القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية، مع تغطية هذا النوع من الأحداث السياسية. وربما أن ما لا يدركه كثير من الأشخاص خارج المهنة أن تغطية الأحداث الكبيرة من أي نوع تتطلب قدراً كبيراً من الصبر والانتظار لفترة طويلة من أجل متابعة التطورات، ولا تختلف ليلة الانتخابات كثيراً عن ذلك. ووصلنا إلى المقر الساعة التاسعة مساء، غير أن إعلان النتائج كان متوقعاً في منتصف الليل. وكانت الصحيفة المنافسة لنا، «دونكاستر ستار» اليومية، تغطي الانتخابات أيضاً، والمفارقة أنه كان لديها أيضاً مراسل متدرب يقوم أيضاً بعمل صحفي محترف. وبالطبع، نصحني زميلي أن أبدأ عملي تدريجياً لأنها ستكون ليلة طويلة، ولكن بعد أن شاهدت الصحفي المتدرب من «ذا ستار» يبدأ إجراء حوارات مع الناس، شعرت بأن من واجبي أن أفعل مثله. ولكن في نهاية المطاف، ذهبت جهودي سدى، لأن تلك الحوارات لم تنشر في الصحيفة، بسبب عدم وجود مساحة كافية للتغطية. وكانت «فري برس» تنشر يوم الخميس من كل أسبوع، والانتخابات نفسها كانت تجرى يوم الخميس، وهو ما يعني أن تغطيتنا ستنشر بعد أسبوع من حدوثها. ورغم أن شبكة الإنترنت كانت منتشرة في ذلك الوقت، إلا أن كثيراً من الصحف، ومن بينها «فري برس»، لم تكن تستفيد من إمكاناتها، وكانت الشبكة تُعتبر في ذلك الوقت وسيلة ثانوية بعد الصحف المطبوعة. والإثارة الحقيقية جاءت بمجرد إعلان النتائج في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، مع خطابات المرشحين الفائزين الذين أعربوا عن فرحتهم وامتنانهم. وسرعان ما تحول المشهد بعد إعلان النتائج إلى حالة من الفوضى، واضطررت إلى شق طريقي بين الزحام كي أتحدث إلى المرشحين. ومن غير المفاجئ أن السياسيين عشية الانتخابات يتلهفون على الإدلاء بتصريحات، ومن ثم كان من الصعب جعل الحوارات قصيرة بما يكفي لإيجاد وقت مناسب كي أتحدث لأكبر عدد من المرشحين. وفي اليوم التالي، عدنا إلى مقر الصحيفة لتحرير التغطية الليلة السابقة. وكانت تجربة رائعة تعلمت منها مفاتيح العمل كصحفي في مثل ذلك الحدث المهم، والمساعدة في تقديم تغطية يقرأها الجمهور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©