منى الحمودي (أبوظبي)
أكدت هيئة الصحة في إمارة أبوظبي أن جودة الخدمات الصحية في الإمارة تتصدر أجندتها التطويرية، وذلك عن طريق تطوير مؤشرات جودة خدمات الرعاية الصحية في الإمارة والتي من شأنها تمكين وتعزيز الجهود للتحسين المستمر في هذا القطاع من مستشفيات خاصة وحكومية.
وذكرت الدكتورة أسماء المناعي مدير دائرة الاستراتيجية في الهيئة أن العدد الكلي للمستشفيات 41 مستشفى، 13 منها مستشفى خاصا، وتم مؤخراً إضافة 4 مستشفيات وأعطيت الفرصة من أجل البدء في تقييمها، وبناء على ذلك تم اختيار أهم المؤشرات لقياس أداء المستشفيات وتحديد مستوى الجودة في خدماتها، سعياً إلى أعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية لسكان إمارة أبوظبي.
وأشارت إلى أن في أواخر العام 2014 تمت الموافقة على 58 مبادرة لتحسين القطاع الصحي في إمارة أبوظبي، خمس من هذه المبادرات تتعلق مباشرةً بتحسين الجودة في القطاع، حيث شملت وضع إطار لضمان الجودة في مختلف المجالات في القطاع الصحي مبني على أسس علمية، بعد مراجعة أكثر من 16 نظاما عالميا مختلفا على مستوى العالم ومن ثم تم اختيار ما هو مناسب وفعال في الإمارة ويناسب المنطقة، ويُعتبر الأفضل على مستوى العالم.
وأضافت: يأتي الإعلان عن نتائج مشروع رفع الجودة في الخدمات الصحية من أجل تعزيز الثقة بالقطاع الصحي وإعلام الجمهور بكل شفافية عن هذه النتائج، حيث لمسنا نتائج ملموسة لدى تطبيق نظام الجودة في إمارة أبوظبي، مشيرة إلى إنشاء علاقة تعاونية بين الهيئة والمستشفيات وبين شركات التأمين وجميع اللاعبين الأساسيين في قطاع الصحة، والاتفاق على معايير وأسس أساسية للجودة مثل تعريف الجودة ومؤشرات تحقيقها ، وتم التوصل إلى نتيجة وهي النظر إلى الجودة من منظور المريض، أي الاطلاع على نتائج المرضى وانطباعاتهم وليس عدد العمليات العلاجية التي تمت وعدد المرضى الذين زاروا المستشفى. ولفتت الدكتورة المناعي إلى إطلاق 11 معيارا خاصا في وقت الانتظار في العام 2014 والفترة التي يحتاجها المريض لحجز موعد، وكيف يمكن للمستشفى أن يصل إلى هذا الوقت المستهدف، مشيرة إلى عقد ورش عمل مع مدراء المستشفيات و فرق الجودة ، بالإضافة إلى اجتماعات شخصية «واحد إلى واحد» لما يقارب 45 شخصا وخلال سنة كاملة من العمل تم التوصل إلى نتائج تحسينية في هذا المعيار.
وأوضحت أن قوة مشروع «جودة» تكمن في سلاسة نقل المعلومات من المشرع إلى مقدمي الخدمات للمرضى، حيث بدأ العمل بشكل مباشر مع المستشفيات وشكلت فرق الجودة في كل مستشفى في إمارة أبوظبي، والتي هي عبارة عن شبكة التواصل ما بين المشرع مع إدارات المستشفيات ومع الطاقم الطبي العامل في المستشفى، وهي الفرق المعنية بالتواصل مع جميع الأقسام .
وأكدت الدكتورة المناعي على تعاون المستشفيات كافة بنسبة 100% قائلة:
في حال بقي أحد المستشفيات بمستوى متدنٍ ولم يطور خدماته سيواجه إجراءات رقابية تتخذها هيئة الصحة لضمان الحفاظ على مستوى جودة عالٍ بالنسبة للقطاع الصحي. وحاليا هناك تعاون مع شركة التأمين الصحي«ضمان» لربط الجودة بالقيمة المدفوعة. وهناك أيضاً 11 معيارا لأوقات الانتظار ومن ثم 16معيارا لجودة الرعاية والعلاج بشكل تدريجي لتأهيل المستشفيات من أجل تقبل هذا المشروع، بمعنى تحميل المستشفيات المسؤولية بما يحدث في مستشفياتهم ونتائج التقييم النهائية، فإذا كان المريض غير راضٍ عن أوقات الانتظار في المستشفى الذي هو المسؤول الأول عن هذا الأمر.
82 % منها التزمت الأهداف المنشودة
أوضح الدكتور عمر نجم أن 82 في المئة من المستشفيات في إمارة أبوظبي التزمت الأهداف بالنسبة إلى أوقات الانتظار، منها المستشفيات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، إذ أن أوقات الانتظار للحصول على موعد في الرعاية الأولية خلال 48 ساعة، زادت في الربع الرابع من العام2014 من 88% إلى 98% في الربع الثالث من 2015. ولحجز موعد مع طبيب اختصاصي خلال 14يوم عمل، زادت النسبة من 81%إلى 89% لفترة نفسها. وبالنسبة لأوقات الانتظار في قسم الحوادث والطوارئ كان عدد المرضى الذين يقضون أكثر من ساعة لرؤية الطبيب في الربع الرابع من2014 هو 84% وفي الربع الثالث من العام 2015 ارتفعت النسبة إلى 98% من المرضى الذين يذهبون لأقسام الطوارئ وينتظرون أقل من ساعة .
وبالنسبة للمعيار الخاص بالوقت الذي يقضيه المريض في قسم الطوارئ منذ لحظة وصوله حتى مغادرته ،زادت النسبة في الربع الرابع من 2014من 60%إلى 70%في الربع الثالث من 2015، والهدف هو أن تتم هذا العملية خلال ساعتين لا أكثر.
من جهة أخرى ولتحسين ثقافة الجودة تقام ورش عمل كل ثلاثة أشهر مع المستشفيات والمسؤولين وفرق الجودة ورؤساء الأقسام ومدراء المستشفيات لجعل الجودة أولولية أولى من بين كل الأولويات في عمل المستشفيات في إمارة أبوظبي، ويتم التواصل المستمر مع سفراء الجودة فيها وتدريبهم . ونوه نجم بأن «جودة» تعمل على تحسين العمليات العلاجية في المستشفى، وليس التدخل مباشرة في عملياتها ، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل كجهاز تنظيمي وليست جهازا مسؤولا عن العمليات داخل المستشفى. وقال: ما نستطيع عمله هو أن نتيح للمستشفيات تعلم بعض الأدلة عن تحسين الجودة وتهيئة البيئة التي تساعد على هذا الأمر وبناء نظام مبني على ثقافة التعاون وثقافة التعلم من الآخر مما يؤدي إلى تحسين الجودة والعمليات بصورة أكبر وأفضل وأسرع.
نتائج العلاج وسلامة المرضى
أشار الدكتور عمر نجم مستشار الجودة في هيئة الصحة في أبوظبي إلى أن المعايير التي تم تطبيقها في القطاع الصحي لإمارة أبوظبي عملت على تفعيل أربعة محاور أساسية شملت السلامة والفعالية وتجرية المريض، إضافة إلى مدة الانتظار، لمؤشر الأداء «جودة»، وتم وضعها على حسب المعايير العالمية، وهي بمثابة تحد للمنشآت الطبية في أبوظبي أن تكون أفضل من الممارسات المطبقة عالمياً. وقال: يعتبر محور نتائج العلاج وهو المعني بمدى فاعلية نتائج العلاج الذي تلقاه المريض وهل هو بالفعل العلاج الذي يحتاج له.
عدد اليوم
