الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قمة «أقدر» العالمية تؤكد أهمية مجابهة المحاولات الهدامة بالتزام مجتمعي عالمي

قمة «أقدر» العالمية تؤكد أهمية مجابهة المحاولات الهدامة بالتزام مجتمعي عالمي
22 نوفمبر 2017 02:18
إبراهيم سليم (أبوظبي) افتتح أمس في مركز أبوظبي للمعارض، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية قمة «أقدر» العالمية تحت شعار «تنمية العقول لازدهار الأوطان». حضر الافتتاح، معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، ومعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي رئيسة جامعة زايد، ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، ومعالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة. كما حضر افتتاح القمة الفريق سيف الشعفار وكيل وزارة الداخلية، والدكتور عبد الله الكرم رئيس مجلس المديرين ومدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية والشيخ العلامة عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، واللواء الركن خليفة حارب الخييلي المستشار بمكتب سمو الوزير، واللواء سالم علي مبارك الشامسي وكيل وزارة الداخلية المساعد للموارد والخدمات المساندة بالإنابة، واللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي مفتش عام وزارة الداخلية رئيس اللجنة العليا المنظمة للقمة، ورؤساء وفود القمة من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الكويت ودولة فلسطين وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة وعدد من القادة العامين للشرطة بالدولة والمدراء العامين ومديري الإدارات وعدد كبير من الضباط بوزارة الداخلية.وتقام القمة بعنوان «دور التربية الأخلاقية في المؤسسات التعليمية إقليمياً ودولياً لمواجهة التحديات العالمية - التطرف الفكري والانحراف الأخلاقي نموذجاً»، وينظمها برنامج خليفة لتمكين الطلاب «أقدر» بالشراكة مع الأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، ووزارة التربية والتعليم، ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وبتنفيذ من شركة «إندكس للمؤتمرات والمعارض» عضو في «إندكس القابضة». وعقب الجلسة الافتتاحية، دشن سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المعرض المصاحب للقمة الذي يتضمن عروضاً لعدد من الوزارات المحلية وعدد من الجامعات الإماراتية ومعاهد التعليم والأكاديميات التربوية، ومؤسسات دولية ووطنية ذات برامج ومبادرات تعنى بتنمية النشء وتعزيز المفاهيم التربوية والأخلاقية.وتجول سموه في المعرض، واطلع في عدد من المنصات على مشاريع ريادية ذات صلة بتنمية الشباب، وعدد من البرامج التربوية المستندة إلى تعزيز دور النشء في مسيرة الدولة الحضارية. وقال معالي حسين إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم في حفل الافتتاح: «نريد مجتمعات محبة للسلام، محبة للتعايش والتسامح، نتطلع لحياة أفضل للجميع أساسها المودة والاحترام»، مؤكداً أن هذه القيم تشكل رسالة إنسانية استثنائية ملهمة في معانيها والتزامها ودعوتها بالتطلع إلى غدٍ عنوانه التفاؤل والأمل والسعادة، كما أرادها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في رسالته هذه عميقة الدلالات والمعاني والرؤية. وتقدم بالشكر إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على رعايته هذا الحدث المهم ودعمه المتواصل، كما قدم الشكر العميق إلى هيئة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والإقليمية والوطنية «التي تشاركنا اليوم هذا الحدث، متطلعين معها إلى تحقيق أهداف المؤتمر وتعزيز نواتجه في نفوس الجميع». وقال الحمادي: «منذ أيام، وجهت الإمارات، وتحديداً من عاصمتها أبوظبي من خلال معلم إنساني عالمي (اللوفر أبوظبي) ومن تحت قبة من النور، رسالة مهمة تدعو فيها إلى بناء جسور من التواصل بين شعوب العالم، وتعزيز دور الثقافة؛ لتكون منبراً يوحد الجميع على الخير ونشر السلام والتسامح، عبر تدشين صرح إنساني هدفه تلاقي العقول، وبناء حصون المعرفة للعبور إلى عالم يتسم بالإيجابية والقيم الداعية إلى نبذ التطرف، وتقويض قوى الشر الهدامة تحقيقاً لأمن وسلامة المجتمعات». وقال معاليه: «نهجنا ومسلكنا في الإمارات الذي رسمته القيادة الرشيدة وهي تستشرف المستقبل، تعتبر الأخلاق والقيم والانفتاح الإنساني وتقارب المجتمعات عماداً للأسس والعلاقات الإنسانية القوية ومبدأ أصيلاً ومفتاحاً للتنمية والرخاء والنهضة التي نتطلع إليها». وتابع الحمادي: «قمة أقدر العالمية» في دورتها الأولى التي ينظمها برنامج خليفة لتمكين الطلاب «أقدر»، تتجدد فيها الرسالة التي لطالما نادت بها دولة الإمارات، وعملت بموجبها على تعزيز الأسس التي عبرها نستطيع تنشئة أجيال مدركة لمسؤولياتها وتمتلك الحس الوطني، وتتخذ من القيم المثلى أسلوب حياة وتعامل مع الآخرين. وتابع: «المؤتمر يتناول قضية مهمة، وهي (التربية الأخلاقية)، وهنا نتساءل: لماذا تشكل التربية الأخلاقية هاجساً عالمياً؟ ولماذا هذا الاهتمام المتنامي بها؟ وبكل تأكيد إن الظروف المحيطة بنا وما نتج عنها من نزاعات واشتعال نار الحروب وتفكك المجتمعات في المنطقة ألقت بظلالها على الأمن والاستقرار العالميين، ولا يخفى على أحد أن وراء ذلك أيادٍ خفية عابثة تسعى إلى دمار الدول وإلحاق الضرر بشعوبها حتى تسود وتحقق أطماعها ومآربها الخبيثة». وأضاف معاليه: «لذا، فإن دورنا يكمن في أهمية مجابهة هذه المحاولات الهدامة بعقلانية ومسؤولية، والتزام مجتمعي عالمي يشكل رادعاً لقوى الشر عبر التسلل بحكمة إلى عقول الشباب، وتوعيتهم بالمخاطر المحيطة بهم، وتهيئتهم للمستقبل كقيادات تمتلك زمام المبادرة، وتصنع الفارق بمهارتها وإبداعاتها وتفكيرها الناقد». وقال: «نحن في الإمارات، بادرنا بدورنا عبر توجيهات قيادتنا الرشيدة إلى تكريس القيم والأخلاق التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من قيم البيت الإماراتي المتأصلة فيه والذي تربى جميع أفراده عليها، فهي ليست بالشيء الغريب، ولكن إدراكاً من أهمية تعزيز السلوكيات والمنهج القويم في النشء في عالم متسارع التطور والتغير والتأثر والتأثير، وجهت القيادة الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأن تكون (التربية الأخلاقية) منهجاً دراسياً لحماية لحمة نسيجنا القائم على الدين الحنيف، وعروبتنا، وجذورنا الإماراتية». وذكر أن «المدرسة اليوم، أصبحت الحاضنة الأساسية للطالب، فهي بمثابة المكان الذي يستوعب الطالب، ويدعمه ويعزز سلوكه السوي، ويقدمه للمجتمع بصورة ناصعة، ذلك الطالب الأصيل المثالي الناضج فكرياً المعتز بهويته وانتمائه لوطنه وقيادته، المنفتح على العالم بكل جديده النافع، ومن هذه الاعتبارات جعلنا المدرسة الإماراتية بفكرها وما تحمله من مضامين تربوية تسمو بالفكر الإنساني في مناهجها الدراسية رافداً أساسياً للطالب بالعلم والمعرفة والأخلاق الرفيعة». وقال: «المؤتمر بجلساته ومناقشاته، ومن خلال هذه المنصة العالمية التي تضم صفوة من أصحاب القرار التربوي والخبراء والمختصين في شؤون التعليم والمعرفة من مختلف الجهات المحلية والإقليمية والدولية، لتبادل الرؤى والخبرات وطرح التجارب الناجحة والقيمة التي تتناول قضية مهمة ترتبط بمجال الوقاية من التطرف الفكري والأخلاقي، ضمن مجموعة من المحاور والجلسات النقاشية التي تشمل الأبعاد الأمنية والتربوية والصحية؛ بهدف غرس القيم الفاضلة في نفوس النشء والشباب، وتحصينهم وتثقيفهم لتجنب الوقوع في مصيدة الإغراءات التي تعوق تقدمهم، وتهدم ذواتهم لتجعلهم متخبطين منغمسين في صراعات مع النفس والمجتمع، ونحن هنا جميعاً ومن خلال هذا المحفل نسعى إلى تعزيز المناعة الذاتية لديهم لمواجهة العوامل والدوافع المؤثرة كافة على قدرات وتوجهات وميول أبنائنا». وتحدث القاضي حاتم فؤاد علي المدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي في الافتتاح، مؤكداً دعم المنظمة الدولية المبادرات الريادية، وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في سبيل تعزيز دور الشباب وحمايتهم. وأعرب عن شكره للإمارات البلد المضيف على تنظيم هذا المحفل الدولي المهم في مجال دعم الأجيال من الطلاب والشباب لمواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بهم، والتي تتطلب وعياً استراتيجياً بأسبابها الحقيقية وإدراكاً لدوافعها، والكيفية الصحيحة في التعامل معها والتي تؤدي إلى ظواهر تعانيها دول ومجتمعات العالم. وثمن دور الإمارات، لإتاحتها هذه الفرصة لتسليط الأضواء على الأسباب الجذرية العميقة المؤدية إلى الإرهاب، وهو التطرف العنيف أو الانحرافات الأخلاقية ومواجهتهما وفق رؤية الأمم المتحدة، وما يمثله هذا في مجتمعاتنا من انحرافٍ أخلاقي وانحراف قيمي يجب معالجته، وأن تتكاتف الجهود جميعها لمواجهته. وأكد الحرص على إنجاح الشراكة مع برنامج خليفة لتمكين الطلاب «أقدر» الذي تعد قمة أقدر العالمية إحدى مخرجاته، مستهدفين بناء منصة عالمية لتوحيد رؤيتنا للتعامل مع هذه الظواهر التي تحتاج إلى تلاحمنا وتكاتفنا جميعاً لمواجهتها. وأضاف أن الأمانة العامة لمكافحة التطرف والإرهاب، بمقر رئاسة المنظمة بفيينا، اعتمدت برنامج عملها الذي يقوم على فكرة واحدة راسخة تدعمها بقية منظمات الأمم المتحدة، وهي أن مواجهة تحدي الإرهاب، تبدأ دائماً من وقاية مجتمعاتنا، ووقاية شبابنا من خطورة الوقوع في براثن التطرف الفكري. كما شكر دولة الإمارات على رعايتها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في العاصمة أبوظبي، واستضافتها الكريمة المكتب الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي يعد إفصاحاً عن رؤية استراتيجية للشراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وتوفير برنامج عمل مؤسسي لخدمة بقية دول مجلس التعاون الخليجي. وأعرب عن أمله في نجاح هذا الحدث الدولي في الوصول إلى تحاور بناء وتبادل الرؤى والمقاربات، وإعطاء الفرصة للخروج معاً بتوصيات ناجعة حول كيفية وضع برامج العمل، وكيفية تسخير مبادرة «أقدر» وقمتها العالمية لخدمة الجهود الدولية للوقاية من التطرف والانحراف، باستخدام قوة الشباب الناعمة، ومن خلال المؤسسات التعليمية لوضع أطر الوقاية من التطرف والوقاية من الانحراف القيمي والأخلاقي، الذي يؤدي إلى التطرف والإرهاب والجريمة. ثم ألقى الدكتور بواين رادويكوفن ممثل مدير عام منظمة «اليونسكو»، كلمة شكر فيها دولة الإمارات على استضافتها هذا الحدث العالمي الكبير، مشيداً بما تحققه الدولة من إنجازات على الصعد كافة. وأكد حرص «اليونيسكو» على الدعم والمشاركة في مثل هذه الفعاليات التي تتوافق مع أهدافها في نشر القيم الإيجابية بين المجتمعات، مؤكداً ضرورة تضافر الجميع، وتعزيز جهود الحوار البناء بين الثقافات وبين شرائح المجتمعات للخروج بأفضل النتائج خدمة لتطلعات الشباب حول العالم. كما أكد أولويات المنظمة العالمية والتي سيتم بحث عدد من القضايا المتعلقة بها في القمة، مثل التربية الجامعة وذات النوعية للجميع؛ بهدف ضمان التنمية المستدامة، وحل أزمة التعليم على مستوى العلم، التكنولوجيا، التي يواجهها عالمنا اليوم، والاستثمار في الشباب للحصول على تربية نوعية لسد الطريق على التطرف العنيف. وأكد أن التطرف العنيف عار على العالم، وأن التطور العلمي والتكنولوجي يتطلب إعادة صياغة لأفكارنا حول التعليم، ويحتاج إلى تحسين يهدف إلى تمكين الطلبة والأجيال القادمة. الحوار البناء وأكد الدكتور كرستيان هارفر رئيس الجمعية العالمية لدراسات القيم، ضرورة الحوار البناء، وتبادل المعلومات بين المؤسسات المجتمعية في الدول لتعزيز دور الحكومات، والنهوض بالشباب، وحل إشكاليات التطرف والانحراف الفكري، عبر توجيه الشباب، وإيجاد الفرص التعليمية الصحيحة والوظائف التي تتلاءم مع أفكارهم وقدراتهم. وأكد حرص الجمعية العالمية لدراسات القيم على إنجاح هذه القمة التي تتوافق أهدافها مع استراتيجية الجمعية في تحقيق التنمية المستدامة التي تعتمد على التعليم كمحرك أساسي، أملاً في نقاشات مفيدة ومخرجات وتوصيات تكون خريطة طريق للمعنيين بتحقيق هذه الأهداف السامية. المجتمعات العربية ترفض العنف وأشار إلى نتائج الاستطلاع الذي تم إنجازه حول القيم والأخلاق «مسح القيم العالمي شمل 110 دول، ويتحدث كل 5 سنوات بالتعاون مع منظمات دولية»، موضحاً أن الاستطلاع أظهر ارتفاع في معدل القيم كالأسرة والدين والأصدقاء والأبناء والعمل في الدول العربية والشرق أوسطية، وأن 70 في المئة من أفراد المجتمع العربي يؤمنون بإنكار الذات ومساعدة الجار والأصدقاء، وتقديم العون قدر المستطاع، كما كشف الاستطلاع عن مستوى عالي من التسامح مع الأديان في المنطقة، بالمعدل نفسه، كما ترفض المجتمعات العربية العنف وكذلك الرشوة، وشتى أنواع الفساد مقارنة بالمناطق الأخرى. وإجمالاً، فإن الدول العربية تعلي قيمة كبرى للأسرة والدين خدمة الآخرين ومساعدة الجار.. والتسامح مع أصحاب الأديان الأخرى ومستوى عالٍ من رفض للعنف ورفض للفساد، مؤكداً ارتفاع معدلات القيم لدى المواطن العربي. تضمن حفل الافتتاح، عرض فيديو تعريفياً بالقمة وأبرز المحطات التي توقفت بها القمة منذ الإعلان عن استضافة الإمارات لها كمبادرة ريادية تعنى بتعزيز المواطنة الإيجابية لدى النشء، ثم أدى الفنان الإماراتي حسين الجسمي أوبريت «إمارات المحبة» الذي يعبر عن حب العالم للإمارات قيادة وشعباً في ملحمة فنية جسدت واقع دولة الإمارات وقيمتها ومدى التزامها الصادق في تطوير العلاقات العالمية. تدشين مبادرة قياس الإيجابية دشن سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في منصة وزارة التربية والتعليم مبادرة قياس الإيجابية في مدارس الدولة، والتقى سموه مجموعة من طالبات مدرسة خليفة للمرحلة الابتدائية ودعاهن إلى الاجتهاد والتفوق في دراستهن لخدمة الوطن في المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©