الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صنعاء تعلن اعتقال شبكة تجسس إيرانية

صنعاء تعلن اعتقال شبكة تجسس إيرانية
19 يوليو 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - طلب الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، من إيران “عدم التدخل” في شؤون بلاده، وذلك بعد ساعات من إعلان صنعاء اعتقال “شبكة تجسس إيرانية تعمل باليمن منذ سبع سنوات”، فيما أعلنت جماعة الحوثي المسلحة في شمال البلاد، تأييدها لـ”انفصال” الجنوب على خلفية مطالب شعبية هناك بـ”فك الارتباط” مع الشمال. وقال هادي، في محاضرة ألقاها أمام المئات من ضباط وطلاب الكلية الحربية بصنعاء: “نأمل من أشقائنا في إيران عدم القيام بأي تدخل في شؤون اليمن، ومراعاة الظروف الدقيقة التي تمر بها اليمن في هذا الظرف الدقيق والحساس”. وأضاف هادي، المنتخب لولاية انتقالية مدتها عامان فقط: “اليمن لم يتدخل يوما في شؤون أي دولة قريبة أو بعيدة.. ونقول للجميع من هنا من الكلية الحربية, اتركوا اليمن وشأنه، والى هنا وكفى”، مشيرا إلى أن اليمن “خرج من عنق الزجاجة” و”أنه لن يذهب إلى حرب أهلية”، بعد أن كان على شفا هذه الحرب العام الماضي، على خلفية مواجهات مسلحة وسط صنعاء، بين قوات عسكرية موالية وأخرى مناهضة للرئيس السابق. وقال: “كان هناك، ولا يزال، من يرغب بحدوث الحرب، لكن الدول الشقيقة والصديقة وقفت جميعا مع اليمن”، لمنع نشوب اقتتال داخلي “سيؤثر على المنطقة والعالم أجمع”، مجددا تعهده بالقضاء على تنظيم القاعدة المتطرف، الذي خسر، في يونيو الفائت، معاقله الرئيسية في جنوب البلاد، والتي كان قد استولى عليها العام المنصرم، مستغلا انشغال الحكومة في صنعاء بقمع احتجاجات العام 2011. وجاءت تصريحات الرئيس اليمني المؤقت بعد ساعات من إعلان صنعاء اعتقال “شبكة تجسس إيرانية تعمل باليمن منذ سبع سنوات”. وذكرت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان مقتضب، نُشر عبر موقعها الالكتروني، إنه “تم القبض على شبكة تجسس إيرانية تعمل باليمن منذ سبع سنوات”، موضحة أن “قياديا سابقا في الحرس الثوري الإيراني” كان يدير شبكة التحسس المضبوطة، والتي كانت “تدير عمليات تجسس في اليمن والقرن الإفريقي”. وكشفت صحيفة يمنية، في مايو الماضي، عن اعتقال سلطات الأمن اليمني، شخصين “يحملان الجنسية الإيرانية”، وتربطهما “علاقة وطيدة” بالحرس الثوري الإيراني. ورفض مسؤولون في السفارة الإيرانية بصنعاء، الرد على سؤال “الاتحاد” بشأن موقف طهران من تصريحات الرئيس اليمني، وإعلان ضبط شبكة تجسس إيرانية، وطلبوا الاتصال يوم السبت القادم. وكانت العلاقات اليمنية الإيرانية شهدت توتراً ملحوظاً في العام 2009، على خلفية اتهام صنعاء جماعات دينية متشددة في إيران، بدعم التمرد المسلح لجماعة الحوثي، التي تسيطر، منذ ثمان سنوات، على مناطق واسعة في شمال اليمن. وقضت محكمة يمنية متخصصة في قضايا أمن الدولة، في مارس 2009، بإعدام يمنيين أُدينا بـ”التخابر” مع إيران، وتلقي دعم وأموال “لتنفيذ مشاريع فكرية وسياسية تخدم المصالح الإيرانية غير المشروعة في اليمن”. وعبرت الولايات المتحدة، أواخر الشهر الماضي، عن قلقها من دور “عدائي” لإيران في اليمن، حيث اتهم السفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين، طهران بالسعي إلى “إجهاض” اتفاق “المبادرة الخليجية”، عبر تمويل تنظيم القاعدة المتطرف، وإقامة تحالفات مع جماعة الحوثي، و”بعض المجموعات المتطرفة في الجنوب”، في إشارة فصيل متشدد في “الحراك الجنوبي” الانفصالي، يتزعمه الرئيس اليمني الجنوبي السابق، علي سالم البيض، الذي يقيم في المنفى منذ العام 1994. وأعلنت جماعة “الحوثي”، أمس الأربعاء، تأييدها لمطالب المحتجين الجنوبيين، بما في ذلك تحقيق “الانفصال” بين شمال وجنوب اليمن، اللذين توحدا في مايو 1990.وقال الناطق الرسمي باسم “الحوثيين”، محمد عبدالسلام، في تصريحات صحفية: “لن نقف ضد خيار الشعب في الجنوب حتى لو كان يسعى إلى الانفصال”، منتقدا “تدخل” السفير الأميركي في شؤون اليمن الداخلية.واعتبرت صحيفة “الأهالي” الأهلية الموالية لحزب “الإصلاح” الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، إعلان جماعة الحوثي، بأنه “يجسد طبيعة المؤامرة عملياً على أرض الواقع لتقسيم وتجزئة اليمن بدعم إيراني”. و”الإصلاح”، هو ثاني أكبر الأحزاب اليمنية، وشريك رئيسي في الحكومة الانتقالية، المشكلة منذ ديسمبر، بموجب اتفاق نقل السلطة.وطالب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “الإصلاح”، منصور الزنداني، أمس، النائب العام اليمني، التحقيق مع ناطق جماعة الحوثي، وأحد ممثليها في لجنة الحوار الوطني، بسبب تصريحاته، التي قال إنها “خيانة عظمى”. ومنذ شهور، يتفاقم الصراع “إعلامياً” بين جماعة الحوثي، وحزب الإصلاح، بعد أن شكلا العام الماضي أكبر تكتلين داخل حركات الاحتجاج الشبابي، التي أنهت حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.وأمس الأربعاء، اتهمت مصادر قلبية في حزب “الإصلاح”، “الحوثيين” بإيفاد محترفات على القتال، إلى بلدات وقرى في محافظة ذمار، جنوب صنعاء، لتدريب المئات النساء هناك على استخدام الأسلحة النارية، محذرة من مخطط “حوثي” لتفجير الوضع عسكريا في هذه المحافظة، التي تعد ثاني أكبر معقل لجماعة الحوثي، التي خاضت ستة حروب ضد الجيش اليمني، خلال الفترة ما بين 2004 و2009.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©