الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلماء ضيوف رئيس الدولة يحذرون من سلبيات وسائل الاتصال الحديثة

العلماء ضيوف رئيس الدولة يحذرون من سلبيات وسائل الاتصال الحديثة
24 يوليو 2013 01:10
إبراهيم سليم (أبوظبي) - حذر العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله في محاضراتهم التي ألقوها على مستوى الدولة، من سلبيات وسائل الاتصالات الحديثة مثل “الفيس بوك وتويتر والإنترنت”، وكذلك أجهزة الهواتف النقالة. وأشار أصحاب الفضيلة العلماء إلى استخدامها في بث الفرقة وإثارة الإشاعات ونشر الكذب والأباطيل، والافتراء على الآخرين، وتشويه الصور، ونشر الأفكار الهدامة واختلاق فتاوى دينية والإساءة إلى أهل العلم والقيادات من خلال تشويه الصورة الذهنية المرسومة عند الناس، كما حذر العلماء من نشر أحاديث مكذوبة عن النبي، أو الإساءة لنساء وبنات المسلمين، أو استخدامها في بث آراء وأفكار من شأنها في تكدير السلم الاجتماعي. ودعا العلماء إلى الاستفادة من وسائل التواصل والتقنية الحديثة وتسخيرها لأجل كل ما يحقق المنفعة والثواب وينمي الفضيلة في المجتمع، ويزيد من التقارب والتواصل الايجابي بين الناس، محذرين في الوقت نفسه من استغلالها في نشر ما يتنافى مع الشرع الحنيف ويخالف قوانين الدول وقواعد المجتمع وعاداته وتقاليده. كما أشاد العلماء بالنقلة التكنولوجية المتقدمة التي انتقلت بها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الحكومة الذكية، والتي شعر بنتائجها مباشرة ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله هذا العام، من خلال تزويدهم بجهاز “ آيباد “ فيه كل البرامج المتعلقة برمضان، وهواتف ذكية حديثة تمكنهم من التواصل مع الهيئة وبرامجها من أي مكان. وفي المحاضرة التي ألقاها الدكتور محمد شرحبيلي بمسجد”مصعب بن عمير”في أبوظبي تحت عنوان “وسائل الاتصالات الحديثة بين الإيجابيات والسلبيات” تناول خلال المحاضرة، إيجابياته، حيث أنه سهل التواصل ويسر التعارف ومن أهداف ومقاصد الشارع الذي خلقنا، للتعارف وللتعاون وتبادل المعارف المادية وغيرها. وقال إن المعرفة من خلال وسائل الاتصالات الحديثة، يبنى عليها كثير من الأمور، ومن إيجابياتها وجود أمور تعلقت بـ “المعارف العامة والخبرات، والدعوة إلى الله، والنصح للناس، واحقاق الحق وإظهار الباطل، وصلة الأرحام بالتهاني في المناسبات بصوره المختلفة، وكذلك نشر العلم والفتاوى وهداية الحيارى وفي أمورهم الحياتية والدينية، والإصلاح بين الناس والإصلاح بين الزوجين وغيرها.” وأضاف: لكن بالمقابل هناك سلبيات التي تترافق مع الايجابيات والتي لابد من الحذر منها وإتقانها، فمنها نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة وتشويه صور الآخرين، والإسلام نهى عن التجسس والسعي لمعرفة أسرار الآخرين، وكذلك استخدام معلومات وأحاديث دينية دون التثبيت من صدقها. وقال إن هناك أمورا غيبية يُدخل بعض الأشخاص أنفسهم فيها من خلال وسائل الإعلام الحديثة، كقراءة الطالع وتفسير الأحلام وتحديد مستقبل الأشخاص. من جانبه تحدث الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر، في مسجد بالمنطقة الغربية.. وقال إن المسلم الحق يمكنه الاستفادة من كل ما يسره الله تعالى له من وسائل الاتصال الحديثة، وضرب بذلك عدة أمثلة موجودة في الهاتف النقال، حيث يمكن للمسلم أن يسمع القرآن كاملاً على الهاتف ويحصل على الأجر والثواب من الله، كما أن الإنسان يستطيع تنظيم عباداته الكبرى في اليوم باستخدامه المحمول أو الجوال، من خلال ضبط الوقت بحيث يطيع ربه في الوقت المعين. وقال فضيلته إن الإنسان يستطيع أن يستفيد من هذه الآلة بتسجيل الأحاديث حيث أشار إلى أن جهاز هاتفه عادي ويحمل 100 ألف حديث، وفي الماضي كان المسلم يذهب من المدينة إلى الشام ليأخذ حديثاً واحداً عن النبي فيما يعرف عند أهل العلم “الرحلة في طلب الحديث”، والآن توجد الموسوعة في جيبه، وهي من الجوانب الإيجابية. وحذر من الجوانب السلبية لأجهزة الاتصالات الحديثة، السب والقذف والشتم ومعاكسة الناس، وتحميل الأشياء التي تغضب الله عز وجل، وقال إن من يسمع ذلك تكون هذه الوسائل التي في الأصل نعمة من نعم الله حولها الإنسان بهذه الأعمال إلى وسيلة للمعاصي وأصبحت نقمة على الإنسان وليست نعمة، وخلص إلى أنها نعمة لمن يستخدمها لطاعة الله ونقمة على من يستخدمها لمعصية الله. وتناول الدكتور حسين عبدالمطلب عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق بجامعة الأزهر في مسجد بلال بن رباح رؤيته فيما يتعلق بوسائل الاتصالات الحديثة من منظور تناول فيها الآثار الإيجابية والسلبية، وركز خلال محاضرته حول السلبيات من كثرة الإشاعات وعدم التثبث من الفتاوى والافساد بين نساء المسلمين، واستدل بعدد من الأحاديث حيث يقول الرسول “ملعون من خبب امرأة على زوجها”، و”ليس منا من أفسد امرأة على زوجها”، و”من مشى في تفريق رجل من زوجته احتجب الله عنه يوم القيامة وفضحه على رؤوس الأشهاد”، و”من أعان على قتل مسلم ولد بشطر كلمة جاء يوم القيامة بين عينه آيس من رحمة الله”. نشر الإشاعات وتحدث عن عدم المشاركة في نشر الإشاعات والأفكار الهدامة للدين، باستخدام الاتصالات الحديثة، والتثبث من النصوص الشرعية حول الفتاوى المتداولة في وسائل الإعلام والتأكد من قائلها، هذه الوسائل “سلاح ذو حدين” فمنها ما يؤجج الفتن بين الناس، وانتشرت السلبيات أكثر في الأوقات الراهنة الذي يمكن القول بأنه عصر الفضائح. وفي المحاضرة التي ألقاها في مسجد عبدالجليل الفهيم في أبوظبي، ضمن البرنامج الذي تشرف عليه وزارة شؤون الرئاسة وتنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، قال فضيلة الدكتور نزيه محمد عبدالمقصود محمد المحاضر في كلية الشريعة والقانون في الأزهر الشريف، إن التواصل مطلب شرعي وسنة كونية، وأن الله سبحانه وتعالى خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتعاضد ونتآلف باختلاف ألواننا وألسنتنا، وحذرنا من الاختلاف والتناحر، وذلك لما للتواصل من إيجابيات جمة تحقق الهدف المنشود الذي خلقنا من أجله. وقال الدكتور نزيه: في محاضرته حول وسائل الاتصالات الحديثة وآداب التعامل معها وبدأ الدرس بالإشارة إلى أن الإنسان خلقه الله للتعارف والتآلف واستدل بالآيات القرآنية، وذلك بمقتضى أن الأمة الإسلامية هي الشاهدة على كل الأمم وجعلها الأمة الوسط التي ستشهد على جميع الناس. وقال إنه لا شك في وجود طفرة عظيمة في وسائل الاتصالات بين الأمم والشعوب بمختلف أنواعها، وكلها نعم من الله عز وجل وأصبح العالم قريباً من بعض ويتعرف على أخبار العالم في مجلسه، ويحتاج ذلك إلى شكره على هذه النعم والتي تتضمن العديد من الآداب، ومن هذه الآداب توافر البيئة الصادقة في استخدام هذه الوسائل في طاعة الله عز وجل. إيذاء العباد وكذلك الابتعاد عن استخدامها في إيذاء العباد لأن ذلك ليس من خلق الإسلام، ومن هذه الآداب أيضاً الاحتراز من نشر الإشاعات التي يستغلها البعض في الهدم والفرقة، وهي نوع من الغيبة والفوضى في العباد. وكما جاء في الحديث يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه في بيته، كما أنها تعد نميمة لأن فيها نقل للكلام بين الناس على وجه الفساد، ومن فعل ذلك فإنه يعد من الأشرار، وهذا ما بينه الحديث الشريف (ألا أخبركم بشراركم الذين يمشون بالنميمة ويفسدون بين الأحبة). وقال عليه الصلاة والسلام (ليس مني ذو نميمة أو كهانة ولا أنا منه) ولا يقول ذلك صلى الله عليه وسلم إلا لأمر عظيم، ولا يدخل الجنة نمام. وقال: “يتعين على المسلم الحذر كل الحذر من استخدام هذه الوسائل في نشر الشائعات، وفي السخرية من الناس أو العباد أو تركيب صور ساخرة من العباد، حيث نهى القرآن عن السخرية. وهناك من يدعي الإبداع بالسخرية من الآخرين بأسلوب فج يؤذي المشاعر وهو ما يتنافى مع خلق الإسلام، وكذلك البعض يتعمد ضياع الوقت أمام الوسائل الحديثة “فيسبوك” وغيرها، ويترك الصلاة، والوقت سوف يسأل عنه الإنسان. وتابع: “يا ابن آدم إنما أنت أيام معدودة، ولا يمكن إهدار الوقت أمام الأجهزة الحديثة وهناك ضرورة للاحتراز من المواقع التي تحمل أفكارا هدامة، أو مواقع تبث أحاديث مغلوطة، أو مكذوبة، وحدد بعض الأمور التي يجب توافرها لتلافي السلبيات، ومنها النية الصادقة في استخدام الوسائل الحديثة فيما يرضي الله، والحذر من نشر الإشاعات، والحذر من استخدامها في السخرية والعار، وإضاعة الوقت، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخدام فتاوى غير صحيحة، ونشر الأفكار الهدامة”. وقال الدكتور نزيه إن من نعم الله علينا أن تيسرت لنا سبل التواصل بفضل التطور والتقدم الذي نشاهده اليوم، حيث أصبح من الممكن أن نتواصل مع الغير في أي مكان بأيسر السبل دون عناء وتكلف في الوقت والمال والجهد، ولكن هذه النعم تتطلب منا المحافظة عليها واستخدامها بالوجه الذي يرضى الله، ذاكراً مجموعة من الآداب التي يجب مراعاتها عند استخدام هذه التكنولوجيا، تأتي في أولها النية الصادقة بأن نجعلها وسيلة لطاعة الله دون استخدامها في الإساءة للناس، والخوض في أعراضهم، والسخرية والاستهزاء بهم، ونشر الإشاعات والأكاذيب التي من شأنها أن تخرب البيوت وتشتت المجتمعات، مبيناً أن ذلك من الغيبة والنميمة التي يبغضها الله. الحيطة والحذر كما دعا فضيلته إلى أخذ الحيطة والحذر في اتخاذ هذه التقنية وسيلة رئيسة لتعلم العلوم الشرعية وغيرها دون معلم يفسر ويوضح بالطريقة الصحيحة، حيث من الممكن أن يفهم الإنسان بعض المعلومات ويفسرها بطريقة خاطئة، ويقوم بنشر ما فهمه فيساهم بذلك في نشر مفاهيم مغلوطة، وبخاصة في الفتاوى والأحاديث، حيث الكثير من الناس يقوم بنشر أحاديث موضوعة. ولفت الدكتور نزيه إلى ضرورة مراعاة تنظيم الوقت عند التعامل مع هذه التقنية بما يعود بالخير على الفرد، بألا نجلس خلفها وننسى أنفسنا، فتكون سبباً في ضياع الصلوات والعبادات والأمور الضرورية في الحياة، مبينا أن الله سائلنا يوم القيامة عن وقتنا وعمرنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©