الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإعلام العالمي يحتفي بقرارات المملكة لكشف غموض وفاة خاشقجي

الإعلام العالمي يحتفي بقرارات المملكة لكشف غموض وفاة خاشقجي
21 أكتوبر 2018 00:07

دينا محمود (لندن)

أبرزت كبريات الصحف العالمية، الارتياح الدولي واسع النطاق الذي قوبلت به البيانات الأخيرة التي كشفت فيها المملكة العربية السعودية ملابسات ما حدث في قنصلية المملكة في مدينة إسطنبول التركية مطلع الشهر الجاري، وأدى إلى وفاة الصحفي جمال خاشقجي، وكذلك القرارات الحاسمة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في هذا الشأن.
فقد حرصت صحيفة «الجارديان» البريطانية على إبراز الترحيب الفوري الذي لاقته هذه الخطوات من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أكد ثقته في مصداقية التصريحات السعودية وأهميتها البالغة على صعيد إزالة أي لبس يشوب واقعة وفاة خاشقجي.
وفي إشارةٍ إلى أن ما أعلنته الرياض في الساعات الأولى من صباح أمس (السبت) بشأن الواقعة يؤكد مصداقية موقفها حيالها منذ اللحظة الأولى، ألقت الصحيفة واسعة الانتشار الضوء على قول ترامب إن التصريحات السعودية الأخيرة «جديرةٌ بالثقة»، وتشديده على أن الأوامر الملكية التي قضت بإعفاء عددٍ من المسؤولين في جهاز الاستخبارات، وإجراء تحقيقاتٍ تشمل 18 شخصاً، يمثل «خطوةً أولى مهمةً».
كما أبرزت «الجارديان» التصريحات الإيجابية التي أدلى بها الرئيس الأميركي عن العلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض، وتشديده على حرصه على استمرار الروابط الاستراتيجية بينهما، متمثلةً - بصفةٍ خاصةٍ - في صفقات بيع الأسلحة الأميركية للسعودية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى حرص ترامب على التأكيد أن «الولايات المتحدة ترغب في الحفاظ على علاقاتها الوثيقة مع المملكة».
وعلى الطرف الآخر من الطيف السياسي في بريطانيا، أبرزت صحيفة «دَيلي تليجراف»، ما أكده محللون سياسيون في واشنطن من أن ما أصدرته السعودية من بياناتٍ في الساعات الماضية وإعفاءها مسؤولي استخباراتٍ بارزين، يثبت بشكلٍ واضحٍ أنها لم تكن منخرطة في أي عمليات تستر أو إخفاء لأي تفاصيل متعلقة بواقعة وفاة خاشقجي. وفي تقريرٍ أعده راف سانشيز وروب كريلي ونيك آلين، نقلت الصحيفة عن علي الشهابي مؤسس مركز «معهد الجزيرة العربية» للأبحاث في العاصمة الأميركية قوله إن الخطوات، التي اتخذتها السلطات السعودية بهدف تبديد أي غموض حول ما حدث في إسطنبول في الثاني من الشهر الجاري، «غير مسبوقة».
وسلطت «دَيلي تليجراف» الضوء على تأكيدات المسؤولين السعوديين كافة على أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لم يكن على علمٍ بأي شكلٍ من الأشكال بالأحداث المؤسفة التي أدت إلى وفاة خاشقجي في إسطنبول قبل نحو ثلاثة أسابيع، وأشارت إلى أن قرار العاهل السعودي الملك سلمان إسناد رئاسة لجنة إعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة في المملكة إلى ولي عهده، يؤكد ذلك بوضوح.
كما لفتت «دَيلي تليجراف» الانتباه إلى عدم إدلاء تركيا على الفور بأي رد فعلٍ رسميٍ على ما أُعْلِنَ في الرياض، رغم أن التصريحات السعودية «تناقض التفسيرات (والتسريبات الزائفة) التي أعطاها مسؤولون أتراك» لوسائل إعلامٍ مواليةٍ لهم على مدار نحو 17 يوماً، دون أن يقدموا أي دليلٍ يثبت صحتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن من بين المشمولين بها أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات، والذي كان شخصيةً ذائعة الصيت في ضوء أنه شغل قبل سنواتٍ قليلةٍ موقع المتحدث باسم التحالف الذي تقوده المملكة لإعادة الشرعية إلى اليمن. وهو ما يؤكد على الجدية البالغة التي تكتسي بها القرارات السعودية الأخيرة.
من جانبها، أبدت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية اهتمامها بإشادة الرئيس ترامب بفاعلية الإجراءات السعودية الأخيرة، والتي أكدت عزم الرياض محاسبة من وصفتهم في أحد بياناتها الرسمية بـ «جميع المتورطين (في واقعة إسطنبول) وتقديمهم للعدالة بإحالتهم إلى المحاكم المختصة في المملكة العربية السعودية».
وأشارت الصحيفة إلى ما أعرب عنه الرئيس الأميركي من حرصٍ على التشاور مع ولي العهد السعودي قبل اتخاذ أي إجراءاتٍ مستقبليةٍ من جانب إدارته، وهو ما يوحي بحرص شديد من قبل البيت الأبيض على العلاقة التاريخية مع الرياض.
في سياقٍ مغاير، قال موقع «يو إس نيوز» الإخباري الأميركي إن تركيا سعت بكل السبل إلى تحقيق مصالحها الخاصة من وراء واقعة وفاة خاشقجي، في إشارةٍ واضحةٍ إلى عدم اكتراث أنقرة باستجلاء الحقيقة في هذا الشأن في حد ذاتها. وفي تقريرٍ تحليليٍ أعده بول شينكمان، الكاتب المتخصص في شؤون الأمن القومي في الولايات المتحدة، أكد الموقع أن التسريبات المنتظمة من جانب المسؤولين الأتراك حول هذا الملف، بدت محاولةً «لتعزيز علاقات هذا البلد المتوترة مع واشنطن، وتحقيق الأهداف الأكثر إلحاحاً للسياسات الخارجية (لتركيا) وكل ذلك بالتزامن مع دق أسفينٍ بين الولايات المتحدة.. والمملكة العربية السعودية».
وشدد شينكمان على أن كل ما نُشِر عن الواقعة التي يكتنفها الغموض كان عبارةً عن «تسريباتٍ من جانب المسؤولين الأتراك اختير توقيت الكشف عنها بعنايةٍ»، لا سيما أن ما حدث في القنصلية السعودية في إسطنبول، جاء في وقتٍ تردت فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، بعدما فقدت الأخيرة «الدعم الأميركي وسط حملة قمعٍ استبدادية (تركية) قمعيةٍ.. وتزايد التنسيق (بين تركيا) وروسيا وإيران لمواجهة الحرب في سوريا».
ونقل شينكمان عن محللين سياسيين أتراك قولهم إن حكومة أنقرة اعتبرت ما حدث في الثاني من هذا الشهر في إسطنبول بمثابة «فرصةٍ عظيمةٍ للحصول على تنازلاتٍ من الولايات المتحدة».
وأضاف أن الحكومة التركية تأمل - على ما يبدو - في أن «تُقايض تعاونها في حل مسألة.. خاشقجي بالحصول على دعمٍ مستقبليٍ» لما تريد تحقيقه من أهدافٍ، وذلك بجانب السعي بشكلٍ مستميتٍ لإضعاف العلاقات بين واشنطن والرياض.
ولكن يبدو أن المحاولات التركية في هذا المجال ستبوء بالفشل، في ضوء ما أكده الموقع الأميركي من أن الكثير من المُشرّعين في الولايات المتحدة، يطرحون أسئلةً حول دوافع أنقرة من وراء التركيز على نحوٍ مبالغٍ فيه على واقعة وفاة خاشقجي، رغم «التاريخ المؤكد للحكومة التركية في قمع الصحفيين» الذين زُجَ المئات منهم في السجن بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا قبل أكثر من عامين.
وقال الموقع إن أعضاء الكونجرس الأميركي هؤلاء يشتبهون في أن الاهتمام التركي بوفاة خاشقجي، يعود إلى أسبابٍ «انتهازية» بشكلٍ كبير.
وأشار الكاتب في تقريره إلى أن الحكومة التركية تسعى أيضاً في الوقت الراهن إلى تخفيف الضغوط التي تمارسها الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) على النظام القطري الحليف للسلطات الحاكمة في أنقرة.
كما قال إن تركيا تحاول أيضاً استغلال حادث الوفاة، للحصول على دعم الولايات المتحدة في مساعيها للحصول على دعمٍ ماليٍ من صندوق النقد الدولي، في ظل الأزمة الخانقة التي تضرب الاقتصاد التركي، الذي تراجعت الثقة فيه بشدة، خاصة بعد انهيار قيمة العملة المحلية في وقتٍ سابقٍ من العام الجاري.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©