الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المشاريع الناشئة تستفيد من تعثر أعمال الشركات الكبرى في مصر

المشاريع الناشئة تستفيد من تعثر أعمال الشركات الكبرى في مصر
23 يوليو 2013 23:43
القاهرة (رويترز) - أدى تعثر أعمال بعض الشركات الكبرى في مصر خلال العامين الماضيين، إلى إفساح مجال أوسع للشركات الصغيرة الناشئة. وبحسب بيانات من وزارة الاستثمار، فقد هبطت رؤوس الأموال المستثمرة في شركات جديدة إلى 897 مليون جنيه في مايو هذا العام من 1,11 مليار جنيه في مايو 2010، إذ إن الأزمة الاقتصادية أثرت سلبا على تمويل الشركات. لكن عدد الشركات الجديدة التي تأسست خلال ذلك الشهر ارتفع إلى 823 شركة من 690 شركة. وقال أحمد زهران الذي ساهم في تأسيس شركة كرم سولار للطاقة الشمسية في أكتوبر 2011 «شركات كثيرة بدأت العمل بعد انتفاضة 25 يناير 2011 .. السبب الرئيسي هو عامل نفسي. أدرك كثير من الشبان أنهم يستطيعون فعل ما يريدون». وتابع «أصبح لدى المصريين رغبة في المجازفة». وقد لحق بالاقتصاد المصري ضرر كبير جراء انعدام الاستقرار السياسي. فقد بلغ معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي 2,2? في الربع الأول من هذا العام وهو أقل بكثير من معدل 6% الذي تحتاجه البلاد لتوفير فرص عمل للشبان. وشهد كثير من الشركات الكبرى أوقاتا عصيبة بسبب غياب الأمن والاحتجاجات العمالية ونقص الوقود وصعوبة الحصول على النقد الأجنبي. وفي العام الماضي هبط صافي ربح حديد عز أكبر شركة لإنتاج الحديد في مصر أكثر من 50% ليصل إلى 250,4 مليون جنيه مصري (35,7 مليون دولار). لكن مثل هذه الأرقام لا تروي القصة بأكملها إذ يقول رجال أعمال إن حقبة ما بعد مبارك شهدت أيضا اهتماما متزايدا من الشبان بإطلاق شركاتهم الخاصة وبعضها يستخدم تقنيات جديدة ويدخل أسواقا لم يستكشفها أحد قبل الثورة. وفي بعض الحالات تكون الضغوط هي ما يدفع الناس لإطلاق أعمالهم الخاصة، إذ إن العثور على وظيفة في شركة مستقرة يزداد صعوبة. وقال عبد الرحمن مجدي الرئيس التنفيذي لشركة ايجي برونور التي تساعد رواد الأعمال المصريين على إيجاد الاتصالات والخدمات التي يحتاجونها إن عدد متابعي الشركة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قبل ثورة 2011 كان بين ألفين وثلاثة آلاف. والآن يزيد المتابعين على 45 ألفا. والشركات الناشئة وحدها لا تستطيع إنعاش النمو الاقتصادي أو حل مشكلة البطالة بين الشبان التي تقدر بأكثر من 20%، إذ تظهر بيانات وزارة الاستثمار أن الشركات التي أنشئت في مايو 2010 أوجدت 16851 فرصة عمل وأن الشركات التي أنشئت في مايو هذا العام أوجدت 7151 فرصة فقط. لكن قدرة رواد الأعمال المصريين على العمل في المناخ الحالي توحي بأن هناك مجالا لنمو اقتصادي أسرع من ذلك بكثير حين يستقر الوضع السياسي في نهاية المطاف. وتحاول كثير من الشركات التي تأسست في الفترة الأخيرة التغلب على المعوقات ونقاط الضعف في الاقتصاد باستخدام تقنيات أو نماذج أعمال جديدة لحل عدة مشكلات من بينها ازدحام الطرق وقلة التدريب المهني ونقص الوقود. وقال زهران إن تأسيس كرم سولار جاء للتغلب على أحد أكبر معوقات التنمية في مصر وهي أن غالبية السكان يعيشون على 8% فقط من مساحة الأرض. والتكلفة باهظة للغاية لتوفير الطاقة والمياه للسماح للسكان بالعيش في مناطق أخرى. وتصمم الشركة أنظمة لضخ المياه تعمل بالطاقة الشمسية ومباني تحصل على الكهرباء من الطاقة الشمسية لمساعدة الشركات والقرى على العيش بدون الاعتماد على شبكة الكهرباء الوطنية ووقود الديزل. وقال زهران إن كرم سولار جمعت تمويلا قدره 13 مليون جنيه مصري وعززت فريقها إلى 25 شخصا من أربعة أشخاص وتسعى لتحقيق أرباح بنهاية 2014. وتأمل الشركة أن تبدأ مبيعات في دول أخرى بالشرق الأوسط خلال السنوات الخمس المقبلة. وقد رأى أحمد عصام (30 عاما) في انفجار الأخبار والنقاشات السياسية في العالم العربي مؤخرا، فرصة للأعمال. وترك عمله في شركة برمجيات، لينشئ شركة لإنتاج تطبيقات الهواتف الذكية وهو يركز الآن على تطبيق يستخلص الأخبار من الإنترنت. وقال «متابعة الأخبار تتزايد في الشرق الأوسط بسبب كل التغييرات السياسية .. الجميع يتأثرون بذلك. ولذلك توجد فرصة هنا». وقد أصبح حصول الشركات المصرية الكبرى على التمويل أمرا أكثر صعوبة منذ الثورة، إذ إن أسواق رأس المال تباطأت وأصبحت البنوك أكثر حذرا في الإقراض. لكن كثيرا من الشركات الناشئة التي لا تتطلب مبالغ كبيرة في سنواتها الأولى تقول إنها لم تجد مشكلة في جمع التمويل عبر قنوات غير رسمية. وقال زهران إن كرم سولار تحدثت مع مسؤولين في شركات للطاقة أثارت تقنيات الشركة إعجابهم. وقال زهران إنه خلافا لشركات الطاقة الشمسية في كثير من الدول لم تعول شركته على تلقي أي مساعدة حكومية إذ ان الحكومة المصرية ستظل مشغولة بالمسائل السياسية لفترة من الوقت. وقال «لا نتوقع أي مساعدة. مشروعنا يجب أن ينجح بنفسه.» وقال مجدي الرئيس التنفيذي لايجي برونور إنه لا يرى في الأفق نهاية للصراع السياسي في مصر لكنه لا يتوقع أن يثني ذلك عزم رواد الأعمال المصريين. وتابع «هذه المشروعات تعتمد على أحلام الناس وآمالهم. لن يتوقفوا بسبب السياسة». ونجح رجل الأعمال الشاب أحمد الكرداني، في جمع تمويل بملايين الدولارات وظلت أعماله تنمو خلال أسوأ اضطرابات سياسية واقتصادية تشهدها البلاد في عدة عقود. في عام 2010 أطلق الكرداني وعدد من أصدقائه في مدينة الإسكندرية شركة «مشاوير» وهي خدمة تساعد العملاء على تفادي السير في شوارع مصر المزدحمة وتوصيل طلباتهم إليهم. وفي ديسمبر من ذلك العام بدأت الشركة العمل في القاهرة. ورغم التطورات السياسية، ظلت «مشاوير» تنمو إذ جمعت أربعة ملايين دولار من مستثمرين مصريين وزاد عدد العاملين فيها إلى 300 شخص ينتشرون بدراجاتهم البخارية البرتقالية في شوارع القاهرة. واشترت الشركة زورقا سريعا لتوصيل الطلبات في الساحل الشمالي لمصر وفتحت مكتبا في بيروت في نوفمبر الماضي وتسعى لفتح مكتب في دبي بنهاية 2013.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©