الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجراس بداية العام الدراسي

23 أغسطس 2006 23:54
أيام قليلة تفصلنا عن صوت افتقده كثير من التربويين بجميع فئاتهم طلابا ومعلمين وقادة مدارس ومسؤولين·· موعدهم مع جرس المدرسة، أطفال هذا الوطن الغالي تلاميذه وطلبته يتجهون في رحلة العام الدراسي الجديد الى بيوت العلم والمعرفة، هم قلب الإمارات النابض·· وهم جيله الذي يغذ السير لبناء أجمل الأوطان· كل عام وأنتم جميعاً بخير، يعود بعد أيام ملايين الأطفال في شتى انحاء المعمورة، صغارا وكبارا الى ''مكانهم'' الطبيعي كما يعتقد البعض ألا وهي المدرسة، ولن أناقش إذا كان هذا الاعتقاد خطأ أم صوابا، ولكن هكذا درجنا ان على كل الأطفال منذ سنواتهم الثلاث الأولى أن يذهبوا الى المدارس للتعليم· واليوم ونحن نستقبل ابناءنا وطلابنا ومعلمينا لابد ان نذكر الجميع بمن فيهم أولياء الأمور بأهمية اليوم الأول في حياة ابنائنا الطلاب وان أول مقومات النجاح لمسيرة عام دراسي كامل هو شعور الطالب بالطمأنينة والراحة والثقة بالنفس في بداية العام الدراسي الجديد، فإن هذا يؤهله لتحقيق النجاح والتفوق خلال السنة الدراسية، فعلى الصعيد العالمي يشهد اليوم الدراسي الأول اهتماما كبيرا في مختلف الدول سواء المتقدمة أو النامية، بل إن بعض الدول يبدأ العام الدراسي الجديد فيها ليس من خلال يوم دراسي واحد كاحتفاء بالطلبة، وإنما يمتد لمدة اسبوع أو شهر، ونحن في مدارسنا بأمس الحاجة لتعزيز نشاطات وفعاليات اليوم الدراسي الأول وأن لا يقتصر الأمر على احتفاليات المدارس بادارتها وأعضاء أسرها التعليمية، وإنما يشمل الاجتماع بأولياء الأمور، وفي هذه الحالة يمكن ان يعقد مجلس الآباء والمعلمين لهذا الغرض لكي يكون هناك المزيد من التفاهم بين الاسرة والمدرسة للتعرف على برامج المدرسة ومناهج العام الجديد والمشكلات التي يمكن ان تواجه الطالب وخصائص وسبل معاملته بحيث يكون ذلك بمثابة برنامج قابل للتطوير فيما بعد· الابتسامة تبدو شاخصة على وجوه طلبة المدارس في هذه الأيام القليلة التي تسبق بداية العام الدراسي الجديد، حيث من المعتاد ان يصطحب الأهل ابناءهم الى الاسواق ليقضوا لهم حاجياتهم، ويوفروا لهم مطالبهم، ويشتروا لهم الملابس الجديدة، والحقائب الدراسية، والكتب، والدفاتر والأقلام، وذلك لاستقبال العام الدراسي الجديد، والى جانب هذه الابتسامة تجد الفرحة تغمر قلوب الأهل، لأن ابنهم او ابنتهم سينقل الى فصل جديد أو الى مرحلة جديدة· وفي هذا اليوم يذهب الى المدرسة طائفتان من البشر بمشاعر مختلطة، الطلاب والمدرسون، ولكل منهم آماله وطموحاته، وايضا تخوفاته التي تنبع اساسا مما ستسير عليه العلاقة بين الطرفين، فالطالب يفكر: ''من يا ترى سيكون مدرس الفصل؟ هل هي شخصية مرحة مريحة يمكن التفاهم معها، أم سيكتب علينا النظر في وجه عبوس بائس طيلة العام الدراسي، هل - وهنا هو السؤال الجوهري - سأحب ذاك المعلم وتلك المعلمة؟ المدرس يدور في ذهنه: ''كيف سأتعامل مع هؤلاء الأطفال الصغار السن، البارعين في القدرة على استفزاز من يمارس عليهم ادنى سلطة مهما علت مكانته أو كبر سنة؟'' هل سأنجح في ترويض ''الشياطين الصغار'' - هكذا يطلق عليهم بعض المعلمين - أم سيقومون هم بقيادة اعصابي وانفعالاتي الى التهلكة؟ هل سأنجح في التعامل معهم أم سيكون ضياع صوتي وحنجرتي هو المصير المحتوم؟ واختصارا، هل سأنجح في أن أكوّن بيني وبينهم علاقة يسودها الحب والاحترام؟ إن جوهر العلاقة هو: الحب والاحترام المتبادل، نعم المتبادل، فكما ان المدرس عليه ان يحب صغاره، عليه أن يحترم عقولهم الصغيرة، فهي ليست صغيرة، ولكنها كبيرة جداً بما تختزنه من علاقات وتجارب ومعلومات يتم تحليلها وتركيبها والتعامل معها شيئا فشيئا وهذا هو ''النمو''، عليه ان يحترم مشاعرهم، فالأطفال - أدرك ذلك المعلم أم لم يدرك - مرهفو الحس، تؤثر فيهم لمسة اليد·· والابتسامة·· والنظرة الحانية·· أو الهدية المتواضعة·· ويمكن بيسر أن يمتلك المعلم شغاف قلوبهم بمجرد كلمة طيبة، فهلا بدأنا اعزائي المعلمين والمعلمات أجندة عامنا الدراسي بتلك الكلمات الطيبة المؤثرة· هدى جمعة غريب الحوسني موجهة تربوية بمنطقة أبوظبي التعليمية
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©