الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الديمقراطيون» والمعركة الانتخابية الحرجة

22 أكتوبر 2010 21:26
لا شيء أحب إلى السياسي المعارض من وصول نسبة البطالة في الولاية التي ينافس فيها على منصب انتخابي إلى 10 في المئة، ولذا فإن رئيس الحزب "الجمهوري" بولاية أوهايو، "كيفين ديواين"، الذي يعد واحداً من هؤلاء السياسيين يُبقي دائماً خلف مكتبه مجموعة من الملاحظات التي يخطها على أوراق صغيرة ويلصقها في اللوحة التي علقها على الجدار، وفيها تبدو بعض الكلمات واضحة بخط عريض وتحتها أسطر عديدة، أو تحيط بها دوائر لتأكيد أهميتها مثل "الإنفاق، والضرائب والوظائف والاقتصاد والعجز والدَّين العام". والغرض من ذلك هو أن يتذكر "كيفين" تلك المواضيع باعتبارها أوراقاً رابحة يريد لمرشحي حزبه استغلالها لنيل أصوات الناخبين، ويوضح ذلك بقوله إنهم: "إذا لم يتحدثوا عن هذه النقاط ويثيروها مع الرأي العام، فإنهم سيخسرون المواجهة". ويبدو أن مرشحي الحزب "الجمهوري" أخذوا بالنصيحة وعلى رأسهم المرشح "ستيف ستيفرز" الذي يواجه في انتخابات الكونجرس القادمة النائبة الديمقراطية "ماري كيلروي" التي، على رغم احتمالات الخسارة، استماتت في الدفاع عن موقفها الداعم لإصلاح الرعاية الصحية ورفضت التراجع، أو حتى التزحزح عن مبادئها المعلنة بعدما ألقت بثقلها في اتجاه إصلاح النظام المالي وكانت من أشد المساندين لخطة التحفيز الاقتصادي التي أقرها أوباما بعد اندلاع الأزمة الاقتصادية. ولكن "ستيفرز" أيضاً كان بارعاً في اختيار كلماته عندما أجريت معه مكالمة هاتفية حيث ردد عبارتي "الدين العام والوظائف" ثم أعقبهما بعبارة سريعة ركز عليها هي "البطالة وكثرة الإنفاق". والسؤال الذي يلح على المراقب وهو يرصد الحملة الانتخابية في أيامها الأخيرة قبل موعد التصويت هو: هل يوجد على الجانب "الديمقراطي" من يستطيع زعزعة الحزب "الجمهوري" وإبعاده عن الموضوعات التي يركز عليها؟ فالقضايـا المرتبطـة بالبطالـة والديـن العـام وغيرها تحظى بمتابعـة كبيرة مـن قبـل الناخب الأميركـي لأنهـا تلامـس حياته اليومية وتعكس مخاوفه إزاء مستقبله ومستقبل أبنائـه. ومع ذلك تبقى أمام "الديمقراطيين" فرصة إحراج خصومهم بمطالبتهم بالبديل، إذ على رغم تركيز المرشحين "الجمهوريين" الساعين إلى اكتساح الكونجرس على قضايا بعينها إلا أنهم لم يوضحوا كيف سيحلون مشكلة البطالة مثلاً، أو كيف سيقلصون الدين العام والعجز الكبير في الميزانية، فهل سيكتفون مثلاً بالحديث عن خفض الضرائب وتقليص العجز دون توضيح الطريقة التي سيعتمدونها لتحقيق ذلك قبل موعد الانتخابات في الثاني من شهر نوفمبر المقبل؟ هذا بالإضافة إلى تفاصيل أخرى من قبيل البرامج التي سيتم التقشف بشأنها وغيرها من المواضيع التي قد لا تجد قبولا لدى الرأي العام؟ وفي المقابل ترك "الديمقراطيون" نواباً أظهروا ولاء منقطع النظير يتدبرون أمرهم في معركة صعبة دون الوقوف إلى جانبهم، وهذا ما حدث مع "كيلروي" التي تبدو وحيدة في غياب مسؤول حزبي على شاكلة "كيفين ديواين" المنهمك في مؤازرة مرشحي حزبه ومدهم بالأفكار لخوض غمار الانتخابات وتعزيز حظوظهم. ولكن على رغم ذلك تبقى المرشحة "كيلروي" ثابتة على مواقفها متأففة من الشكوى والتذمر، فهي، من خلال دفاعها عن قانون إصلاح الرعاية الصحية الذي صادق عليه الكونجرس قبل فترة، تشير إلى الناخبين في الميدان الذين وافقوها الرأي، وقد عبرت عن فخرها فور تمرير القانون بنجاحها في الوفاء بتعهداتها للناخبين الذين لا يتوفرون على التغطية الصحية. وأكثر من ذلك لا تسعى "كيلروي" إلى الالتفاف على موضوع البطالة باعتباره نقطة حاسمة في الانتخابات القادمة، لاسيما بالنسبة للمرشحين "الديمقراطيين" الذين يُحملون مسؤولية الوضع الاقتصادي الذي آلت إليها البلاد والمشاكل التي يواجهها المواطنون، فهي تقر بأن مسألة البطالة تكاد تشكل المعضلة التي يتفق عليها الناخبون من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. وعن ذلك تقول: "إن الأشخاص المتوجسين من التغيير يخافونه لأنهم بدون وظيفة، وفي اليسار تجد الناس مستائين من عدم الذهاب قدماً في التغيير لأنهم أيضاً بدون عمل". وتتذكر "كيلروي" التي دخلت المعترك الانتخابي منذ عام 1991 أن أحد الناخبين قال لها في مناسبة انتخابية "لقد صوت لصالحك طيلة السنوات التي ترشحت فيها، ولكنني لن أصوت لك هذه السنة لأنه لا عمل لدي". ولكن "ستيفرز" الذي خسر في السباق الانتخابي لعام 2008 أمام "كيلروي" يجد نفسه اليوم في موقف أفضل، موضحاً ذلك بقوله "لقد كان الناس غاضبين جداً قبل عامين بسبب الشعبية المتدنية لبوش. ولم يكن أحد يطيق سماع كلمة «جمهوري»، غير أن ذلك تغير هذه المرة لأن الناخبين يريدون الحديث عن مشكلة البطالة و مخاطر الدين العام والعجز المالي المتنامي ونحن نتيح لهم هذه الفرصة". ومع ذلك ليست "كيلروي" بدون نقاط قوة، فلحسن حظها يوجد على رأس ولاية أوهايو الحاكم "تيك ستريكلاند" الذي يسعى جاهداً لإعادة انتخابه، كما يتوفر الحزب "الديمقراطي" على أحد أكثر المقرات تنظيماً في الولايات. إي. جي. ديون محلل سياسي أميركي ينشر ترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©