نيويورك - أحمد كامل:
بدأت شركة تويوتا اليابانية في إثارة امتعاض حقيقي في الولايات المتحدة، ويتلخص السبب في أن الشركة - التي أسست 10 مصانع لإنتاج سياراتها في الولايات المتحدة الأميركية المختلفة - تمكنت من زيادة مبيعاتها بنسبة كبيرة إلا أنها غطت هذه الزيادة بسيارات منتجة في اليابان بدلاً من أن تزيد عدد مصانعها الأميركية·
والعودة إلى الأرقام توضح ذلك بصورة جلية· ففي إعلان على صفحة كاملة في صحيفة ''نيويورك تايمز'' ظهر في 30 يوليو الماضي قالت تويوتا ''كوننا شركة أميركية جيدة فإننا نوظف مواطنين أميركيين جيدين'' إلا أن الشركة استوردت من اليابان 54% من السيارات التي تسوقها في الولايات المتحدة· وهو أمر دعا بالسيناتور السابق عن ميتشيجان دونالد ريجل للقول ''لا أدري كيف تصف تويوتا نفسها كشركة أميركية وهي تستورد سيارات أكثر مما تصنعه شركات أميركية''·
وكانت الأرقام قد أوضحت أن تويوتا باعت في الأسواق الأميركية منذ يناير 2006 وحتى نهاية يوليو الماضي 74ر1 مليون سيارة، منها 076ر566 سيارة مستوردة من اليابان، أي 54%، في المقابل فإن الفترة ذاتها من العام الماضي شهدت استيراد 73% من السيارات المباعة لتويوتا في الأسواق الأميركية·
ويقول خبراء صناعة السيارات في الولايات المتحدة ان تويوتا استخدمت وصف نفسها بأنها ''شركة أميركية'' كي تلتف حول السوق وتزيد من مبيعاتها اليابانية، ويوضح هارلي شايكن الاستاذ في جامعة بيركلي والمتخصص في قطاع السيارات بالولايات المتحدة أن ''تويوتا توظف 683 الف عامل أميركي وبوسعها أن تضيف 530 ألف عامل آخر من قوة العمل الأميركية إذا ما أرادت أن تصف نفسها حقاً بأنها شركة أميركية· إلا أن ما يحدث أن الزيادة في الطلب على سياراتها لا تنعكس بزيادة طاقتها الانتاجية في الولايات المتحدة، بل بزيادة طاقتها الانتاجية في اليابان''·
وأضاف شايكن ''لعشر سنوات على التوالي زادت تويوتا بصورة تدريجية من شحنات سياراتها الآتية من اليابان، وبينما تنتج هذه الشركة 55% من سياراتها المباعة هنا داخل الولايات المتحدة فإننا نجد أن هوندا ونيسان ينتجان 87% من سياراتهما المباعة هنا في مصانع أميركية وأعتقد أن علينا أن نضع ضغوطاً سياسية على مشرعينا لتعديل هذا الاتجاه لدى تويوتا''·
غير أن تويوتا، أو بالأحرى فرعها الأميركي، ينكر أن الشركة الأم تحاول الالتفاف والخداع لتسويق سياراتها اليابانية· وفي ذلك يقول نائب شركة ''تويوتا نورث أميركا'' دينس كونيو ''لقد ارتفع سعر جالون وقود السيارات إلى 3 دولارات وزاد الطلب على السيارات الصغيرة بصورة مفاجئة بسبب انخفاض استهلاكها من الوقود ومن ثم زاد الطلب على سياراتنا''·
وأضاف نائب الرئيس ''ليس لدينا طاقة أميركية كافية لسد الزيادة الكبيرة في الطلب على السيارات الصغيرة والمتوسطة· وأنا على استعداد لتقديم كافة البيانات التي توضح ذلك في أي حوار موضوعي حول ما يقال· ورغم كل هذا فإننا نعمل على زيادة طاقتنا الانتاجية في الولايات المتحدة بسرعة''·
وبرهن كونيو على ذلك بقوله ''سنزيد طاقتنا الانتاجية في الولايات المتحدة إلى 2 مليون سيارة بحلول عام 2008 ومستوى انتاجنا الحالي هو 5ر1 مليون سيارة تتوزع على كافة الأحجام والطرازات، وسنركز على جعل هذه الزيادة الكبيرة في طاقتنا الانتاجية متلائمة مع التشريح الهيكلي لزيادة الطلب، أي أننا سنركز على انتاج السيارات الصغيرة، ولكن ليس بوسعنا أن نستجيب للزيادة الكبيرة في الطلب برفع قدرتنا الانتاجية في الولايات المتحدة بين يوم وليلة· إننا ـ كأي شركة ـ نتلقى طلبات من الموزعين ونسعى إلى تلبيتها، فإذا لم يكن لدينا ما يكفي للاستجابة لهذه الطلبات فليس من المتوقع أن نقوم طوعاً بالتخلي عن الزبائن لمنافسينا، إننا نرسل إلى اليابان لطلب أعداد إضافية تكفي لتلبية طلبات الموزعين''·
ويعلق مايكل سميتكا الاستاذ في جامعة واشنطن ولي بفرجينيا على ذلك بقوله ''سعر صرف الين منخفض نسبياً بالنسبة للدولار· وتويوتا تحسب تكلفة انتاج سياراتها هنا وتكلفة انتاجها في اليابان، وفي المحصلة فإنها تجد أن استيراد السيارات من اليابان أكثر جاذبية من الانفاق على توسعة انتاجها هنا، لاسيما وأن السيارات اليابانية جاهزة فيما اقامة مصانع هنا سيكون أمراً مكلفاً، إنني أراه أمراً منطقياً أن تزيد صادراتها من اليابان ولكن اتحادات العمال والساسة هنا يرفضون ذلك''·
عدد اليوم
