الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قصائد محمود درويش لاتزال حاضرة كزهر اللوز أو أبعد

قصائد محمود درويش لاتزال حاضرة كزهر اللوز أو أبعد
11 أغسطس 2014 23:54
ساسي جبيل (أبوظبي) رحل محمود درويش في التاسع من أغسطس العام 2008، ولكنه لم يغب، مسرفاً في الحضور صار الرجل، وممتدا في الزمان والمكان، حاملا رائحة التين والزيتون والتفاح من مزارع فلسطين الأرض السليبة، رحل محمود درويش، ولكنه كان يعرف جيدا أن الروح المحلقة في المدى كانت تمتد لترسم واحة وارفة الظل في الخلود. بقي محمود درويش علامة حتى وهو مرسوم على شاهدة قبر ومكتوب على قارعة شارع في رام الله وعلى واجهة متحف يجمع تراثه وآثاره، ولكنه قبل ذلك كله كان نصا مفتوحا منثورا في مختلف الأرجاء تردد قصائده الأغاني وتلون حروفه اليافطات المرفوعة في الساحات، حتى بات درويش اسما مرتبطا بالتحرر من قيود الاستعمار الجاثم على صدور الشعوب أولا ومن عمود النص الكلاسيكي ثانياً، فانتشر قصيدة تسيح في الأرجاء بلا توقف، قصيدة كتبت بلغة مخاتلة ونقية تضوع رائحتها كزهر اللوز وأبعد... كثافة اللغة وقوة المجاز وصرخة الأنا الكامنة في ذاته المكلومة التي لم تكن تنتظر غير مترين من هذا التراب (متر و75 سنتمترا له والباقي لزهر فوضى اللون) مؤكدا أنه سيزهر في اللون مؤكدا مقولة أحمد شوقي: «الناس صنفان: موتى في حياتهم/ وآخرون ببطن الأرض أحياء». عواصم عربية ومنابر مختلفة أحيت ذكرى محمود درويش كما هو الحال بالقاهرة وتونس ورام الله والناصرة وأم الفحم وغيرها من الفضاءات الثقافية هنا وهناك. فقد نظم متحف محمود درويش في رام الله بمناسبة ذكرى رحيل الشاعر ندوة بعنوان «دور المثقف في مشروع التحرر والاستقلال»، شارك فيها الدكتور ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وزياد أبو عمر وزير الثقافة الفلسطيني، وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية. أما مدينة أم الفحم احتفت بالراحل من خلال فعالية نظمتها مؤسسة نغم الثقافية والوطنية في حي الشاغور بالمدينة، وافتتحت الندوة بإنارة الشموع حداداً على أرواح شهداء غزة وتلتها وقفة حداد وتلاوة عطرة من الذكر الحكيم احتراما لروح الراحل الشاعر محمود درويش، وأيضا لإحياء ذكرى شهداء العدوان الإسرائيلي. واقترح د. زياد محاميد أن يتم إطلاق اسم الشاعر محمود درويش على دوار الشاغور وشارع عين خالد الذي يربط بين وادي عارة ومنطقة الشرايع المجاورة للأراضي المحتلة منذ عام 1976، كرمز للتواصل المكاني والجغرافي لأبناء الوطن الواحد. وألقت رنين كبها بإلقائها الابداعي وصوتها القوي قصيدة  للشاعر عن غزة، ثم قدم الباحث د. مهند اغبارية مداخلة، تطرّق فيها إلى قصائد الشاعر محمود درويش الثورية التي تحمل الهم الإنساني وألقى عمار محاميد قصيدة في رثاء درويش، أما الفنانة الواعدة مرح إغبارية، فقد قامت بتقديم وصلة من الأغاني، وقرأت قصائد مختلفة لمحمود درويش. وفي مصر يحتفل بيت السناري الأثري بالقاهرة، اليوم، بالذكرى السادسة لرحيل شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش، بالتعاون مع صالون الشباب ومكتبة الإسكندرية التابع لها بيت السناري. وتتضمن الاحتفالية، قراءات متنوعه من شعر درويش، وقصائد مكتوبة عنه كتبها في رثائه شعراء عربا وأجانب، سيشارك في قراءتها كوكبة من الشعراء المصريين الشباب منهم: الشاعر احمد خطاب، احمد عايد، ايمن مسعود، حسن عامر، الفنان حمدي التايه، الشاعر عمرو قطامش، سماح ناجح، محمد سلامه، محمود سباق، محمود عبد الله سلامه، نور الدين جمال. كما تشارك الفنانة إسراء ماجد بعزف على العود. ويعرض في ختام الأمسية فيلم تسجيلي عن محمود درويش. وفي تونس افتتحت مجموعة «المعبر» المهرجان الصيفي بفوسانة الحدودية (محافظة القصرين) وذلك يوم الجمعة 8 أغسطس إحياء للذكرى السادسة لرحيل الشاعـر الكبيـر، ولأن مدير المهرجـان ليـس إلا الشاعـر محمد الصديق الرحموني فإن توجه المهرجان بدا ملتزما ذا نبرة شعرية من ذلك اختيار ذكرى رحيل شاعر الأرض للافتتاح. مجموعة المعبر التي تقدم أغان فلسطينية ملتزمة أعدت عرضا خاصا لافتتاح مهرجان فوسانة وشاركت في العرض مجموعة تروبادور القصرين وسبيطلة (وسط غرب) ومجموعة غار ـ بويز من جبل سمامة في حين جسد الثنائي شكري فرايحية وعلاء الدين الجماعي لوحات مسرحية من «لماذا تركت الحصان وحيدا» و»الحوار الأخير في باريس» (لذكرى عز الدين قلق)، وأخرج هذا العرض عدنان الهلالي، كما شارك في سهرة درويش الشاعر القموري حسام حسني والممثل الفرنسي فرنسوا غرانج. درويش في حضوره بالغياب يؤكد مرة أخرى قدرة الكلمة على البقاء والخلود في ذاكرة الشعوب ودرويش لم يكن إلا ليؤكد ما كان قاله في الجدارية قبل أعوام من الرحيل: «أقول صبّوني بحرف النون، حيث تعبّ روحي.. سورة الرحمن في القرآن.. وامشوا صامتين معي على خطوات أجدادي، ووقع الناي في أزلي، ولا تضعوا على قبري البنفسج، فهو زهر المحبطين يذكّر الموتى بموت الحبّ قبل أوانه.. وضعوا على التابوت سبع سنابل خضراء إن وجدت، وبعض شقائق النعمان إن وجدت، وإلا، فاتركوا ورد الكنائس للكنائس والعرائس».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©