في خطوة تثير مخاوف الاجتياح العسكري تحت غطاء المساعدات الانسانية ، قال الكرملين إن روسيا سترسل قافلة إنسانية إلى أوكرانيا، وإنها وافقت على العمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في الوقت الذي حذر فيه الاتحاد الأوروبي من القيام بعمل عسكري أحادي الجانب.
وحذر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي من «اتخاذ أي إجراءات عسكرية أحادية الجانب في أوكرانيا، تحت أي ذريعة، بما في ذلك (المساعدات) الإنسانية»، وفقاً لبيان صدر في بروكسل.
وتخشى أوكرانيا والدول الغربية من سعي روسيا للحصول على ذريعة للتدخل العسكري ويصرون على أن مثل هذه الخطوة يجب أن تتم بالاتفاق مع الحكومة في كييف.
وفي اتصال هاتفي منفصل مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، دعا باروسو إلى دعم وكالات الإغاثة العاملة في البلاد.
وقال إن الاتحاد الأوروبي سيعلن عن المزيد من الدعم الإنساني في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
ورجح حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن تتدخل روسيا عسكرياً في شرق أوكرانيا.
وقال أندرس فو راسموسن الأمين العام للحلف إنه يرى «احتمالا كبيراً» لأن تتدخل روسيا عسكرياً في شرق أوكرانيا وإن الحلف لم يرصد أي إشارة على أن موسكو تسحب قواتها من المناطق القريبة للحدود الأوكرانية.
ورداً على سؤال في مقابلة مع (رويترز) حول احتمالات التدخل العسكري الروسي قال راسموسن «هناك احتمال كبير».
وأضاف «نرى أن الروس يطورون الخطاب والذرائع لمثل هذه العملية تحت غطاء عملية إنسانية ونرى حشداً عسكرياً يمكن أن يستخدم لتنفيذ مثل هذه العمليات العسكرية غير القانونية في أوكرانيا».
من جانبه، قال المتحدث العسكري الأوكراني اندريه ليسينكو أمس إن روسيا حشدت 45 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا مدعومة بمعدات ثقيلة تشمل دبابات وأنظمة صواريخ وطائرات حربية وطائرات هليكوبتر هجومية.
وأضاف ليسينكو للصحفيين «اعتباراً من الساعة الحادية عشرة اليوم (أمس) تجمع نحو 45 ألف جندي من القوات المسلحة والقوات الداخلية للاتحاد الروسي في المناطق الحدودية».
وقال إنهم مدعومون من 160 دبابة و1360 عربة مدرعة و390 نظام مدفعية وما يصل الى 150 قاذفة صواريخ جراد و192 طائرة مقاتلة و137 طائرة هليكوبتر هجومية.
وقال زعيم الانفصاليين اليكسندر زكارشينكو للإنفصاليين خلال اجتماع: «نحن مستعدون لهجوم واسع النطاق».
كما نقلت وكالة أنباء انترفاكس عنه قوله إن الانفصاليين المدعومين من روسيا لديهم ما يكفي من الأسلحة لمقاومة القوات الحكومية.
وأوضح ليسينكو أنه يجب الحفاظ على قوة الدفع العسكرية حتى لا يتمكن الانفصاليون من إعادة تنظيم صفوفهم وتلقي أسلحة جديدة، بحسب وكالة انترفاكس الأوكرانية.
وأضاف أن السكان يمكنهم إخلاء المدينتين عبر « ممرات إنسانية».
وأحكمت قوات الحكومة حصار المدينتين وهما المعقلان الأخيران للحركة الانفصالية الموالية لروسيا التي اندلعت في شرق اوكرانيا بعد الاطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش في فبراير الماضي.
وترك عشرات الآلاف بالفعل دونيتسك ولوهانسك اللتين يبلغ تعدادهما وقت السلم مليون نسمة ونحو 400 الف نسمة على التوالي.
وقال ليسينكو إن ستة جنود اوكرانيين قتلوا وأصيب 24 آخرون على مدار الـ 24 ساعة الماضية.
وأضاف أن 568 جنديا قتلوا منذ بدأ القتال في شرق اوكرانيا في ابريل.
وأعلنت السلطات الاوكرانية أمس أن أكثر من مئة سجين فروا في وقت متأخر الليلة قبل الماضية بعدما ضربت قذيفة مدفعية سجن شديد الحراسة في دونيتسك.
وقالت حكومة مدينة دونيتسك إن سجينا قتل وأصيب 18 آخرون في القصف.
وأضافت الحكومة أن أعمال شغب اندلعت بعدما ضربت القذيفة السجن مما أدى لهروب 106 سجناء.
وقالت سلطات السجن أن 34 سجيناً عادوا بحلول صباح اليوم.
وأضافت السلطات أن « عدداً كبيراً» من المدانين اتصلوا بمسؤولي السجن هاتفياً وقالوا إنهم سوف يعودون «عندما يستقر الوضع».
(بروكسل، موسكو، كييف - وكالات)
عدد اليوم
