إعداد - أيمن جمعة:
الكل يعرف ان بالامكان جني أموال طائلة من صناعة النفط، لكن أعدادا متزايدة من رجال الاعمال تؤمن الان ان بامكانهم جمع مكاسب أكبر بكثير من خلال الاستثمار في مادة طبيعية أخرى ·· المياه··! ويقدر المحللون حجم السوق الدولي للمعدات والخدمات المرتبطة بصناعة المياه بحوالي 400 مليار دولار، ومن المتوقع ان يصل حجم هذه الصناعة في اميركا وحدها الى 150 مليار دولار بحلول عام ·2010 ويقول وليام برينان مدير محافظ الاستثمار في صندوق ''براتور جلوبال ووتر'' ومقره باريس ''هناك شخص ما يكسب أموالا في كل مرة تدخل فيها الى الحمام أو حتى تشرب كوبا من الماء·''
وتظهر تقديرات وكالة حماية البيئة الاميركية ان معدل استهلاك الفرد الاميركي الان يصل الى حوالي 100 جالون أي 400 لتر من المياه يوميا، وتحذر من انه ''اذا لم يتم تعديل هذا السلوك فإن 36 ولاية اميركية ستعاني نقصا في المياه بحلول عام ''·2013
وتشير صحيفة ''نيويورك تايمز'' الى ان أزمة المياه العالمية وما يستتبعها من فرص ثمينة للثراء تتعاظم أكثر وأكثر في ضوء تعطش كثير من المناطق الى امدادات المياه، وتزايد الاصوات التي تشكو من حالة شبكات المياه حتى في مدينة نيويورك· ويحذر صندوق السكان التابع للامم المتحدة من انه اذا استمرت معدلات استهلاك المياه عند مستوياتها الحالية فإنه بحلول عام 2025 سوف يعيش خمسة مليارات من بين 7,9 مليار شخص على الارض في مناطق لا تتوفر فيها امدادات نقية للمياه· ويقول اين باربور المدير العام في مؤسسة ''داو ووتر سولوشنز'' ''هناك زيادات سكنية ضخمة، والتلوث يزداد، وهناك حاجة لمعالجة هذه المشكلات بطريقة فعالة وسريعة· وبالطبع نحن نستثمر بقوة في أنشطة صناعة المياه·''
''المجمعات الصناعية''
ويرى وليام رو رئيس العمليات في شركة ''نالكو'' الاميركية لمعالجة المياه والتي تكثف مشاريعها في الاقتصاديات الناشئة ان هناك طفرة كبيرة في المجمعات الصناعية خاصة بالصين مضيفا ان الشركات تحتاج لمن يساعدها على معالجة المياه بطريقة فعالة وحكيمة· ويوافق بنيامين جرومبلز مساعد مدير المياه في شركة إي بي ايه على هذا الراي قائلا ''أتوقع طفرة كبيرة في تقنيات التحلية والتنقية والمعالجة في صناعة المياه خاصة مع ارتفاع معايير مياه الشرب على مستوى العالم·'' والدول المستهلكة للمياه قد تكون منافسا قويا للغرب في تقنيات هذه الصناعة· فالصين على سبيل المثال شحنت كميات كبيرة من مادة مستخلصة من الفحم ويتم استخدامها في تنقية المياه الى الولايات المتحدة لدرجة ان شركة ''كالجون كاربون'' الاميركية المتخصصة في هذه التقنية رفعت دعوى اغراق لحمايتها من الافلاس وذلك رغم انها جمعت ايرادات العام الماضي بلغت 335 مليون دولار·
وتتسابق الشركات الكيماوية للحصول على نصيب في سوق المياه العالمي المزدهر· ويقول اندرو ليفريس الرئيس التنفيذي لشركة ''داو للكيماويات'' إن الطاقة الانتاجية لشركته ''تتضاعف في مجال المنتجات المتعلقة بالمياه بشكل سنوي منذ خمس سنوات· لتقفز ايرادات الشركة المتعلقة بالمياه الى مئات الملايين من الدولارات يوميا مقارنة مع أقل من 100 مليون دولار عام ''·2001
وتحاول شركات المياه رفع حصصها بالسوق الى أكبر قدر ممكن، فقد أعلنت شركة ''جي إي للخدمات المالية في قطاع الطاقة'' الشهر الماضي عن أول استثمار في مشاريع المياه بضخ 18 مليون دولار في محطة لمعالجة مياه الصرف في اتلانتا· ويقول جيف جاروود رئيس وحدة تقنيات المعالجة والمياه في الشركة ''توسعت محفظتنا الاستثمارية في صناعة المياه لتشمل حاليا كل ما يمكن ان يحتاجه المستثمرون الصناعيون سواء كانوا الحكومة الصينية أو بلدية نيويورك·''
''اندماجات متزايدة''
وتقول شركة سيمنز الالمانية التي تتنافس مع جي إي في المجال نفسه انها تقوم بالخطوات نفسها أيضا· فقد قامت بشراء شركة ''يو اس فيلتر'' مقابل مليار دولار تقريبا عام 2004 واستحوذت على ست شركات اخرى منذ ذلك الحين· ويقول روجر رادكه رئيس وحدة تقنيات مياه سيمنز التي ساهمت بنحو 2,4 مليار دولار من اجمالي ايرادات مجموعة سيمنز العام الماضي ''لا توجد حاليا طريقة لمعالجة المياه لا نملك التقنية اللازمة لتنفيذها·''
ولا توجد شركة تهيمن على صناعة المياه في العالم حاليا، حيث لا تزيد حصة أي شركة عن خمسة في المئة من المبيعات، لكن الصناعة تشهد عمليات اندماج متزايدة في ظل استمرار عمليات استحواذ تنفذها شركات مثل سيمنز وجنرال اليكتريك ودينيهر واي تي تي· والمحصلة ان قائمة أسهم شركات المياه التي يراقبها بنك ''ووتر كابيتال'' الاستثماري تقلصت من 60 شركة عام 1999 الى 38 حاليا، وسط توقعات بمزيد من التقلص·
عدد اليوم
