الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شركات توظيف العمالة تبيع السراب للعاطلين

23 أغسطس 2006 01:55
تحقيق ـ أحمد مرسي: ''إذا أردت أن تصبح مليونيراً خلال أيام معدودة كل ما عليك فعله أن تقوم بإرسال عنوانك داخل مظروف ومعه دولار واحد فقط على العنوان التالي '' ··· '' وأنا سأخبرك بالطريقة لتحقيق ذلك''·· حيلة لجأ إليها أحد المحتالين في السابق وكانت النتيجة أنه الوحيد الذي أصبح مليونيراً بعد أن جمع مبالغ كبيرة من رسائل أفراد كثر دفعهم الفضول ليعرفوا الطريقة لتحقيق ذلك وآخرون صدقوا حيلته وأيقنوا أن الفرصة قد حانت لتحقيق حلمهم، وكان رده عليهم عبر رسائل أيضاً أن يقوموا بالفعل نفسه لكي يصبحوا مليونيرات· هناك أمر شبيه بتلك الحادثة تقوم به غالبية شركات توظيف العمالة المنتشرة حالياً حيث يحصلون على رسوم مالية تتفاوت من شركة لأخرى تتراوح من 50 إلى 100 درهم غير قابلة للرد نظير فتح ملف لكل من يتقدم إليها أو يطرق بابها باحثاً عن عمل، غير تلك المبالغ الأخرى التي يحصلونها مقابل تحديد موعد مع شركات، لا يعلم أحد بعلاقاتهما، إضافة إلى المبلغ الأكبر حال توفير فرصة للعمل ليكونوا هم ''الرابح الأكبر'' مليونيرات يقابلهم على الطرف الآخر المغلوب على أمرهم من العاطلين الباحثين عن عمل· ''الاتحاد'' التقت العديد من الباحثين عن العمل للتعرف على رأيهم في تلك الشركات ومدى جديتها وكان هذا التحقيق· تجربة حية الحكاية كما عايشناها تبدأ باتصال هاتفي مع القائمين على هذه الشركات من خلال أرقامهم المتكررة يومياً في صفحات الصحف، سواء الخبرية أو الإعلانية منها، يتم عبرها تحديد موعد للمقابلة له مغزيان الأول الظاهر ويتمثل في ضرورة تقديم الأوراق الثبوتية ومعرفة الرغبات المطلوبة في العمل المراد الحصول عليه، بينما يرمي المغزى الثاني، الخفي، إلى الحصول على مبلغ المائة درهم غير المستردة لتنتهي المقابلة على وعد من الشركة بالاتصال خلال أيام قليلة لإجراء مقابلات مع أصحاب الشركات الراغبة، بحسب قولهم، في توظيف أفراد· المشهد داخل إحدى هذه الشركات بالشارقة ينم عن وجود خلل ما في إدارتها، أصوات بعض المراجعين تتعالى بنبرة يبدو عليها الغضب والمطالبة باسترجاع أموالهم التي دفعوها من قبل وآخرون ينتظرون منذ ساعات جاءوا على أمل النجاح في المقابلات التي حددت لهم أو مراجعتهم بعد أن طال انتظار اتصال الشركة بهم، وأعداد أخرى من كل الجنسيات، بما فيها المواطنون، وقعت في الشباك لتبدأ المسيرة من جديد وتدخل الدوامة التي يديرها أفراد كثيرون أجادوا توزيع أدوارهم للتقليل من المشاكل التي غالباً ما يتعرضون لها وبصورة مستمرة فظهر البعض منهم لتهدئة الأجواء في مقر الشركة وآخرون تمركزوا أسفل البناية في الشارع الخارجي خوفاً من التأثير السلبي على القادمين الجدد وأدوار أخرى لا يعلمها إلا الله· شاهد عيان محمد عبد الله، من الشارقة، له تجربة خاصة عاشها بكل تفاصيلها مع إحدى هذه الشركات، تعرفنا عليه بعد أن ارتفع صوته داخل الشركة يطالبها باسترجاع مبلغ ثلاثة آلاف درهم، دفعها من قبل، وإلا سيلجأ للشرطة، حيث يقول: منذ فترة وأنا أبحث عن عمل دون جدوى وعندما علمت بأمر هذه الشركة اتصلت بهم وحددوا لي موعدا للمقابلة حصلوا خلالها على أوراقي الثبوتية ومبلغ مائة درهم وأعلموني أنها غير مستردة وبعد يومين وجدتهم يتصلون بي ويطلبون مني الحضور لمقابلة احدى الشركات تريد فرد أمن وفرحت كثيراً وطلبوا مني دفع مبلغ ثلاثة مائة درهم للمقابلات وقمت بدفعها على الفور خوفاً من ضياع الفرصة والتقيت بأصحاب الشركة في أحد المكاتب الخاصة في دبي وبعد يومين أبلغوني بأن العمل فيها سيكون من نصيبي قريباً وطالبوني بدفع مبلغ ثلاثة آلاف درهم كتأمين يدفع للشركة عن أفراد الأمن ولخوفي أيضاً من ضياع الفرصة قبلت بالوضع· وأضاف: أن الشركة ماطلت بعد ذلك في الأمر ولم تتصل بي لفترة عشرة أيام وعندما عاودتهم أبلغوني بأني سأبدأ العمل بعد أسبوعين ومرت الفترة دون الوفاء بالوعد وتكررت المسألة معي مرتين وتمكن الشك مني في أنهم كاذبون مما دفعني للحضور إليهم ومطالبتهم بالمبلغ الذي دفعته وبعد صراع ومشادات تمكنت من الحصول على مبلغ ألفي درهم فقط على أمل الحصول على المبلغ المتبقي قريباً· لا شيء يقول مهاب أحمد، حاصل على ليسانس آداب، قسم اجتماع : دخلت إلى الإمارات بتأشيرة زيارة منذ قرابة الشهر للبحث عن فرصة عمل مناسبة إلا أنني فوجئت بأن الصورة التي كانت في ذهني عن وجود أعمال كثيرة لا أساس لها من الصحة بل إن الحصول على عمل جيد يعتبر أمرا صعبا إلى حدٍ كبير وعليه تقدمت إلى إحدى شركات التوظيف الموجودة في الشارقة والتي توصلت إليها عبر الإعلانات في الصحف وقمت بدفع مائه درهم في أول مقابلة معهم نظير فتح ملف باسمي وأبلغوني بأنها غير مستردة· وذكر أن الشركة قامت بتحديد موعدين له مع شركتين أحداهما للحراسة والأخرى تطلب مندوبا للعلاقات العامة وطلبوا مني دفع ثلاثمائة درهم للمقابلات سيتم استرجاعها حال عدم الحصول على عمل، مشيراً إلى أن المقابلات كانت فاترة جداً ولا توحي بالجدية إلا أنهم أبلغوه بالرد عليه في أقرب فرصة ولكنه، وبعد مرور شهر، بدأت أشعر بأن الأمر سينتهي على ''لا شيء''· مصيدة أشار أحمد أبو زيد، يعمل بالمقاولات، إلى أن ما تقوم به غالبية تلك الشركات الخاصة بالتوظيف حالياً تعتبر بمثابة ''مصيدة'' لغالبية الباحثين عن عمل مستغلين ظروفهم السيئة بالقدوم للبلاد بتأشيرة زيارة وأنهم لم يظلوا بها لفترات كبيرة إضافة إلى حرص هذه الفئة على عدم الخوض في مشاكل أمنية مع تلك الشركات نظراً لظروفهم الخاصة، وهو ما أكد عليه محمد عبد الله، من الشارقة، مضيفاً أن هذه الشركات تقوم بإيداع المبالغ التي تحصلها من المترددين عليها في البنوك ومن ثم تحصيل فوائدها لنفسها وهي مبالغ كبيرة نظراً للأعداد الغفيرة التي تتقدم لديها· وأكد عيد فؤاد أحمد، من الشارقة، هذه المسألة تؤثر وبشكل سلبي على السمعة الطيبة التي استطاعت أن تكونها الإمارات عالمياً تجاه العمالة الموجودة على أراضيها حيث يعود أولئك الباحثون عن العمل إلى دولهم بصورة سلبية عن البلاد لما تعرضوا له من مواقف نتجت عن قلة غير مسؤولة على أرضها، مما يتطلب تدخلا فوريا من الجهات المعنية لمنع التصريح لمثل هذه الشركات أو إلزامها على الأقل ببعض المسؤوليات تجاه الباحثين عن العمل وعدم التمادي في أفعالها التي تضر بالجميع ما عدا أصحاب تلك الشركات فقط·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©