«ويندوز 7» يفشل في إخراج شركات إنتاج الكمبيوتر من عثراتها

أدى استخدام نظام التشغيل الجديد الذي طرحته "ميكروسوفت" المسمى "ويندوز 7" إلى ارتفاع إيرادات الشركة وعزز مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية في متاجر التجزئة مثل "بيست باي كو". ولكنه لم يزد أرباح كبرى شركات الكمبيوتر الشخصي مثل "هيوليت باكارد" و"ديل" وغيرها. ورغم أن المستهلكين اشتروا أكثر من 90 مليون جهاز كمبيوتر شخصي جديد خلال الربع الأخير من 2009، حين أطلقت ميكروسوفت ويندوز 7 بزيادة 22%، لم ترتفع أرباح أجهزة الكمبيوتر الشخصي سوى بنسبة 9% بحسب محللين. وذلك يعزى في المقام الأول إلى أن أسعار الكمبيوتر المحمول "لاب توب" سجلت أدنى مستوياتها بتراجع بلغ 23% عن سنة سابقة إلى متوسط سعر بلغ 581 دولارا للجهاز الواحد في الربع الأخير من عام 2009 بحسب مؤسسة "إن بي دي جروب" لبحوث السوق. وكان صنّاع أجهزة الكمبيوتر قد أشادوا بنظام "ويندوز 7 " لكونه مهد السبيل لهم لإطلاق ماكينات جديدة محملة بتطبيقات ومزايا حققوا منها هوامش ربح كبرى. فمع "ويندوز 7" لن تتدهور أسعار سوق الكمبيوتر الشخصي بحسب نائب رئيس "ديل" أليكس جروزين. غير أن العكس هو الذي حدث إذ واجه صنّاع الكمبيوتر الشخصي مستهلكين ساعين إلى أقصى توفير ممكن ومتاجر تجزئة كانت تبيع أجهزة الكمبيوتر الشخصي بحسومات كبيرة. وحيث إن أسعار الكمبيوتر الشخصي هبطت بوتيرة سريعة يتوقع بعض المحللين أن تعلن كل من ديل واتش بي هوامش ربح أجهزة كمبيوتر شخصي قليلة عندما تصدر النتائج ربع السنوية. وقد شهدت "ديل" نمواً بطيئاً لمبيعاتها نظراً لأن منافستها "ايسر " ذات الأسعار المنخفضة زادت إنتاجها. ويقول المتحدث باسم "ديل" إن الشركة يعنيها نمو الأرباح أكثر من عرقلة منافسيها في اكتساب حصص في الأسواق. غير أن هبوط الأسعار هو التوجه السائد حالياً بحسب سوميت أجنيهوتري نائب رئيس "ايسر" ثاني أكبر مصنع كمبيوتر شخصي إنتاجاً في العالم بعد "اتش بي"، ويقول "لا يمكنك أن تصارع كثيراً ضد التيار". وفي مواجهة هبوط الأسعار حاولت "إتش بي" المحافظة على هوامش أرباحها من خلال ممارسة الضغط على الموردين، وتقول متحدثة باسم الشركة إنها استخدمت حجمها الضخم للمفاوضة على أسعار مكونات أقل بما يتيح لها أن تربح من مبيعات ذات أسعار مخفضة. ولعل عجز صناعة الكمبيوتر الشخصي عن نمو أرباحها من خلال "ويندوز 7" يسير عكس اتجاه شركات أخرى. فالأسبوع الماضي أعلنت "مايكروسوفت" زيادة 60% في إيراداتها نظراً في المقام الأول إلى "مبيعات ويندوز 7". كما أعلنت الشهر الماضي "انتل" التي تورد الرقاقات لصناع الكمبيوتر الشخصي عن زيادة 28% في إيراداتها وزيادة أرباحها 1000 في المئة عن أرباح سنة سابقة بفضل مبيعات قوية للرقاقات. كما استفادت متاجر أخرى مثل "بيست باي"، حيث شهد متجر تجزئة الإلكترونيات مبيعات كمبيوترات شخصية قوية أوائل الشهر الماضي، حين أعلنت عن أن مبيعات نفس المتجر قد زادت أكثر من 8 %. وفي مقدور تجار التجزئة أن يتحملوا تقليصاً كبيراً لأسعار الكمبيوتر الشخصي، لأن كثيراً من أرباحهم من الكمبيوتر تأتي من الضمانات والملحقات مثل شنط اللاب توب. عن "وول ستريت جورنال"