الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جابر الجاسم صاحب رؤية خاصة وتجربة متفردة في الغناء الإماراتي

جابر الجاسم صاحب رؤية خاصة وتجربة متفردة في الغناء الإماراتي
11 أغسطس 2014 23:54
جهاد هديب أقام اتحاد كتّاب وأدباء الامارات في قاعة عبد الله عمران بمقره في معسكر آل نهيان بأبوظبي مساء أمس الأول ندوة حملت العنوان: «جابر جاسم وتجربته الغنائية» تحدث فيها الشاعر والباحث مؤيد الشيباني بمناسبة صدور كتابه «جابر جاسم - رحلة الكلمة والنغم» مؤخرا عن دار الكتب الوطنية، وقدمه الشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد. بدءا، يمكن القول إن الندوة لم تكن احتفاء بالكتاب وحده بل بجابر جاسم أحد الرواد المؤسسين في الإمارات للأغنية الإماراتية التي حملت روح المكان وثقافته وأثرت في وجدان الناس فيه. وقال الشاعر حبيب الصايغ: «يمثل الشاعر مؤيد الشيباني جزءاً عزيزاً من الحركة الثقافية الإماراتية والصحافة الثقافية فيها، وها هو الآن يشرفنا بهذا البحث الذي عبره نلتقي حول فنان كبير نحبه هو جابر جاسم أحد رواد الأغنية الإماراتية الذي أتشرف بأنه قد غنّى ثلاث قصائد من تأليفي». وأضاف: «أما لماذا يحتفى بجابر جاسم، هذه التجربة الفذة والمتميزة في الغناء الإماراتي؟ فذلك لأنه أسهم في تشكيل وجدان هذا الشعب». ثم كان الحديث للشاعر مؤيد الشيباني فاستهله بهذه العبارة الشعرية: «كنا على شاطئ الخليج العربي في العراق عندما شممنا هواء جاء إلينا بصوت آخر مختلف.. حيث الغناء محمل بالشعر». ثم حدث أن التقى الشيباني بصاحب تلك الأغنية التي فيها الكثير من الحب والألفة في إذاعة أبوظبي، وسرد له تلك الحادثة، فأخبره صاحبها، جابر جاسم (1940 - 1985)، بعنوانها واسم شاعرها صاحب الكلمات. وأكد الشيباني أن جابر جاسم رائد في الغناء الإماراتي وفقاً لكل المقاييس إذ بدأ الرجل مشواره الفني بلا إرث سابق عليه ما جعله يترك أثراً كبيراً ترافق مع المراحل التأسيسية للدولة أوائل السبيعينيات من القرن الماضي، خاصة أنه أنجز تجربته الفنية بروح إماراتية خاصة تحمل نكهة المكان ولهجته وأشعاره التي ألفّها مبدعوه. ثم تحدث الشيباني عن التجربة الغنائية والموسيقية لجابر جاسم بدءاً من العام 1966، حين التقى بالشاعر عتيج بن روضة الظاهري ليتأكد حضوره في حفل عيد الجلوس الأول. وقد رافق ذلك عدد من النماذج اللحنية التي تقوم على جملة موسيقية بسيطة وغير مركبة، فأشار الشيباني إلى انتقائية وذائقة شعرية خاصة كان يتمتع بها جابر جاسم منذ المرحلة المبكرة من عمره، الأمر الذي جعل من غنائه مميزاً ولافتاً للجمهور. كما رأى الشيباني أن مرحلة أخرى من التجربة ذاتها قد بدأت مع إعادة الصياغة اللحنية والشعرية لبعض أغانيه من قبيل الأغنية التي مطلعها: «تدلل يا مدلل» حيث شهدت هذه المرحلة تطوراً لافتاً في التلحين لجهة التعقيد في جملتها الموسيقية مثلما شهدت إسقاطاً للفائض من الكلام والشعر في كلمات الأغاني. وفي حين أشار الشيباني إلى أن التجربة اللحنية لجابر جاسم على الرغم من تفردها الواضح قد انحصرت في ثلاثة مقامات، أكد أن مرحلة لاحقة، على المستوى الموسيقي تشكل الذروة في التجربة الموسيقية لدى جابر جاسم وفي القلب منها الأغنية التي مطلعها: «يا شوقي أجّل هوى الشوق» التي وصفها الشيباني بأنها «مذهلة لفرط ما أنها مفعمة بالروحية». مشيراً إلى أن الرؤية الخاصة والمتميزة التي تمتع بها جابر جاسم قد كانت وراء بحثه الدؤوب عن الكلمات المتميزة واللحن الجيد مستفيداً من نبرة أهل البحر من جهة مثلما من البدو من جهة أخرى. ورداً على سؤال لـ«لاتحاد» حول سيرة تأليفه كتابه: «جابر جاسم - رحلة الكلمة والنغم»، قال الشيباني إن الكتاب لم يكن وليد قرار أو لحظة بل نتاج رحلة مع الغناء الإماراتي تزيد على الثلاثين عاماً أمكن له خلالها من جمع مادة أرشيفية أصبحت، بمرور الزمن، مادة يمكن البحث فيها ودراستها حيث احتل جابر جاسم موقعاً متميزاً من هذه المادة. وذلك ما دفعه إلى الذهاب إلى إذاعة أبوظبي حيث عثر على كنز من الإرث الذي تركه جابر جاسم حيث كل أغنية قد جرت أرشفتها بما يشير إلى عنوانها وصاحب ألحانها، الذي هو جابر جاسم في أية حال، وكذلك مؤلف كلماتها. وأشار الشيباني إلى أنه أثناء إعداد للكتاب للصدور عن دار الكتب الوطنية، عثر على جانب آخر من الإرث الغنائي لجابر جاسم بات الآن موضع بحث لديه وحال الانتهاء من هذا البحث سوف يعيد إصدار الكتاب من جديد في صفحات يبلغ عددها قرابة الخمسمئة بحسب ما قال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©