الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا تحرر أمييها من أسر الجهل بسلاح القانون

سوريا تحرر أمييها من أسر الجهل بسلاح القانون
22 أكتوبر 2010 21:11
يتوقع مسؤولون في وزارة الثقافة، وهي الجهة المسؤولة عن محو الأمية، أن تعلن سوريا جمهورية خالية من الأميين بحلول عام 2015، مستندين إلى الإحصاءات الرسمية التي تقول إن نسبة الأميين في سوريا بلغت عام 2009 نحو 5 % من عدد السكان البالغ 21 مليوناً، وإن معدل انتشار الأمية ينخفض بنسبة 8 ? سنوياً، ما يعني أنه ومع استمرار الجهود والبرامج المقررة ستختفي الأمية من سوريا عام 2015. لا شك أن انخفاض نسبة الأمية في سوريا من 70% عام 1970 إلى نحو 5% عام 2009 يعتبر إنجازاً كبيراً جداً، لاسيما أنه ترافق مع زيادة مطردة في عدد السكان. وفي هذا الإطار، احتفلت محافظة طرطوس الساحلية بإعلانها محافظة خالية من الأمية للأعمار بين 15 و45 سنة، وذلك خلال تخريج آخر دفعة من المتحررات من الأمية، وعددهن 88 سيدة الشهر الحالي. ويأتي احتفال طرطوس بتخلصها من ظاهرة الأمية بعد أن سبقتها إلى ذلك محافظات القنيطرة والسويداء ودرعا التي أعلنت مناطق متحررة من هذه الظاهرة، ومن المتوقع أن تعلن قريباً محافظات اللاذقية وحماة وإدلب مناطق خالية من الأمية أيضاً. وكلما تكثفت الجهود، فإن الأمل يصبح واقعياً بأن تعلن سوريا جمهورية خالية من الأميين بحلول عام 2015، وفق ما أعلنه معنيون. قوانين داعمة قبل عام 1970 كانت الجمعيات الأهلية بدعم من الجهات الحكومية تلعب دوراً تطوعياً من خلال تنظيم دورات لتعليم الكبار ومحو أميتهم، ورغم ما حققته هذه الجمعيات إلا أنها ظلت محدودة الأثر، وحدث التحول في مكافحة الأمية عندما صدر القانون رقم (7) لعام 1971، والذي نظم أنشطة مكافحة الأمية وجعلها عملاً ممنهجاً ودائماً، ثم صدر قانون التعليم الإلزامي عام 1981 ليلزم الآباء وأولياء الأمر بإلحاق أطفالهم في مرحلة التعليم الأساسي تحت طائلة المحاسبة القانونية، وهكذا تلازمت الخطوتان في تحقيق الهدف المنشود؛ فقانون مكافحة الأمية جعل الأمر على محوها عملاً مؤسساتياً دائماً، وذا برامج مسبقة واجبة التنفيذ. أما قانون التعليم الإلزامي، فقد حد بشكل شبه قاطع من تسرب التلاميذ من المدرسة أو إضافة أعداد جديدة من الأميين إلى المجتمع، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نسبة التحاق الأطفال بالتعليم الأساسي وانتظامهم فيه قد ارتفعت من 82% عام 2005 إلى 93% عام 2008 وإلى نسبة أعلى عام 2010، وهو ما يعني القضاء على مشكلة الأمية من جذورها، والالتفات إلى الأميين الكبار لتعليمهم. وإضافة إلى هذين العاملين فقد قدمت حوافز عديدة للمشاركين والمشاركات في دورات محو الأمية منها إمكانية متابعة التعليم الثانوي والدخول إلى سوق العمل. وفي دمشق تطور العمل من محو الأمية إلى التنمية الثقافية والتواصل مع المتحررين من الأمية لمتابعة تحصيلهم العلمي، كما تم حصر تواجد بؤر الأمية الباقية في أحياء الميدان والقدم، حيث تم تحديد الأميين بالاسم، وسيباشر بافتتاح دورات لهم لتحريرهم. أما في ريف دمشق، فإن المحافظة تركز على تحرير ست مناطق متبقية من الأمية، وبعضها في جزء من البادية يتبع المحافظة، وتشارك في هذه العملية منظمات أهلية تطوعية، وفي محافظة حمص أعلن عن عدة بلدات في مقدمتها مدينة تدمر مناطق خالية من الأمية. أما في الحسكة وحلب ودير الزور والرقة فتجري مضاعفة الجهود ومحاصرة المشكلة للقضاء عليها، بعد أن تم تحديد أعداد الأميين وأماكنهم. الإناث يتفوقن يلاحظ أن الإناث السوريات أظهرن تفوقاً على الذكور في التحرر من الأمية، ففي فترة زمنية محددة لوحظ أن عدد المتحررات من الأمية بلغ نحو 15 ألف أنثى مقابل نحو ألف وخمسمائة رجل متحرر من الأمية، ولا شك أن ذلك يرجع إلى حماسة النساء، فضلاً عن أن أعداد الأميات تفوق أعداد الأميين. وسجلت نساء عديدات تحررن من الأمية نجاحاً باهراً في مجال الدراسة الجامعية، ففي دمشق تمكنت مريم، التي كانت تعمل بصفة مستخدمة، من التحرر من الأمية ومتابعة دراستها الإعدادية والثانوية، ثم الالتحاق بكلية الآداب بجامعة دمشق، لتعمل في مجال التدريس، وتصبح عضوة بارزة في الاتحاد النسائي. وفي طرطوس تمكنت سميرة من متابعة الدراسة بعد محو أميتها، فحصلت على الثانوية بتفوق، وانتسبت إلى كلية العلوم ـ قسم الرياضيات، لتتخرج وتصبح مدرسة للرياضيات في ثانويات طرطوس. ومن الناحية العملية، فإن هناك العديد من النساء اللواتي تخرجن من دورات محو الأمية واتجهن لتحسين مستوى معيشتهن، ومنهن سلمى، التي أقامت ورشة صغيرة للخياطة في ريف دمشق، أما حسنة (50 سنة) فأسست مشروعاً صغيراً في قريتها، وتمكنت من إعالة أسرتها، ومثل هؤلاء كثيرات في معظم المحافظات السورية. وعن هذا العامل الاقتصادي يتوقف كثير من المختصين ليؤكدوا أن التحرر من الأمية يساعد في عملية التنمية، ويفتح أفقاً جديداً أمام المتحرر كي يحقق تطوراً ملحوظاً في عمله، في الوقت الذي يعتبرون فيه أن الأمية تشكل عامل إعاقة للتنمية والتطور المجتمعي. اضمحلال الأمية بحسب المكتب المركزي للإحصاء الحكومي، فإن نسبة الأمية في سوريا كانت %70 عام 1970 وانخفضت عام 2004 إلى 90 %، وإلى 5 ? عام 2009، وأن نسبة الأمية حسب إحصائيات العام نفسه للفئات العمرية من 15 ـ 45 سنة وللذكور والإناث معاً هي؛ دمشق %2,3، ريف دمشـق 3.7 % ، حلب 16,2 %، حمص %4,3، اللاذقية %1,7، دير الزور %26,8، إدلب %7,6، الحسكة %22,4، الرقة 27,6 %.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©