الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهنتي بيدي» يضع الأرامل والمطلقات على طريق الاستقلالية

«مهنتي بيدي» يضع الأرامل والمطلقات على طريق الاستقلالية
22 أكتوبر 2010 21:03
استهدف مشروع أطلقته جمعية النهضة النسائية في دبي فئة المطلقات والأرامل وذوات الدخل المحدود نظراً لرغبة الجمعيات النسائية في النهوض بالأسر وبناء جسور من التواصل فيما بينها للوقوف على رغبات واحتياجات هذه الفئة من المجتمع، وتنوعت الدورات التدريبية والحرف المهنية في هذا المشروع بين صناعة الاكسسورات، وتعلم فنون الخياطة بتفاصيلها الدقيقة، والوقوف على صناعة العطور والبخور، والمشغولات الفنية المتنوعة. أطلقت جمعية النهضة النسائية في دبي ممثلة بمركز الفنون، مشروع «مهنتي بيدي» رغبة في تكريس مفهوم الفرد المنتج من خلال عمل ورشات حرفية متعددة، للكوادر النسائية التي تطمح إلى العطاء والعمل والإسهام في تنمية المجتمع، واقتناء حرفة تسد فيها جانبا من احتياجات أسرهن. سوق العمل عن تجربتها، تقول خلود سالمين إن إتقان المرأة حرفة ما يجعلها قادرة على استغلال هذه الحرفة في عمل مفيد، فهذا العمل لا يقل أهمية عن عطائها في منزلها وتربية أبنائها إضافة إلى تحولها من فرد مستهلك إلى منتج تبث ثقافة الإنتاج في محيط أسرتها، ولا بد أن تسعى المرأة إلى تأهيل نفسها من خلال أخذ دورات تدريبية تعمل على إكسابها مهنة أو حرفة ما تأهلها أن تقتحم سوق العمل بثقة أكبر»، مشيرة إلى أن هذا ما دفع العديد من النسوة أن يباشرن في تعلم مهنة معينة من خلال أخذ برنامج معين من الدورات التي تقدمها الجمعية النسائية، وبالفعل هناك العديد من النسوة المنتسبات للجمعية أصبحن نساء عاملات لهن دور بارز في دفع عجلة التنمية من خلال تواجدهن في سوق العمل الذي أكسبهن خبرة ودراية في كيفية التعامل مع صنوف البشر. وتشير سالمين إلى نقطة مهمة لا بد أن يضعها أي فرد في ذهنه لحظة شروعه في أي عمل، فلا بد من وجود عامل الثقة الذي يعتبر مفتاح العبور إلى ضفة النجاح، وتضيف «مشاركتي جاءت بدافع الرغبة في تعلم حرفة أستطيع من خلالها تأمين قوت عيالي، واتكئ عليها في مواجهة ظروف الحياة ومتطلباتها المستمرة». من بين المشاركات، أمل وهي سيدة مطلقة وترعى خمسة أولاد، ابتسامتها لا تبارح شفتيها تتنقل بين السيدات تمنحهن بعض التوجيهات والتعليمات فيما يقمن به من عمل، وبالرغم من معاناتها الدائمة من أوجاع تطال جسدها، إلا أن طموحها وآمالها المرسومة عبر مخيلتها كبيرة وهي تحاول جاهدة أن تراها تتحقق أمام عينيها، تقول «الحياة مليئة بالصعاب والعراقيل والمسؤوليات فأبنائي هم شمعة حياتي ومستقبلي الذي يتجسد فيهم، وأحاول جاهدة أن أسد احتياجاتهم حتى لا يشعروا بنوع من النقص أمام زملائهم في المدرسة، وكل متطلباتهم أضعها بعين الاعتبار». وتضيف أمل «مشاركتي في هذا المشروع كان بمثابة ملتقى اجتماعي بين مجموعة من النسوة تجمعهم الظروف ذاتها، وكل واحدة منا تحاول أن تشجع الأخرى، وتلقنها بعض الخبرات التي تتمتع بها، وأصبحنا أسرة واحدة، نحاول قدر الإمكان أن نخرج من المشروع بحرفة، يمكن أن نبدأ بها خطواتنا الأولى نحو العمل». انطلاقة ثابتة تشير منى عبيد، وهي أرملة، إلى أن وجود مثل هذه المشاريع يساهم في فتح قنوات للرزق، موضحة أنها شاركت بها رغبة في رفع المستوى المعيشي لأسرتها. وتقول «هذا الأمر ليس بالبسيط إنما يتطلب السعي الدائم ومواصلة البحث والتجديد، وخلق فكرة مبتكرة حتى يتلقى المنتج الذي أعرضه الصدى المطلوب، فتعلم حرفة ما إنما هي فكرة لا غبار عليها ولكن كيف يمكن أن أفرض بضاعتي في سوق العمل، هذا الأمر بالفعل يتطلب المزيد من البحث والدراسة وتقصى سوق العمل ومعرفة قانون الطلب والعرض، موضحة أن كل هذه المفاهيم لابد أن يضعها المرء في اعتباره حتى تكون خطوة الانطلاقة ثابتة. كما تحرص فاطمة الشحي على المشاركة الدائمة في هذه المشاريع الفنية فما أن تنتهي من دورة حتى تلتحق بدورة أخرى، مشيرة إلى أن هذه الدورات تثري المخزون المعرفي والفني للفرد وفق أسس وضوابط علمية مدروسة، يرتكز عليها وينطلق من خلالها لمرحلة أخرى وهي الابتكار وإنتاج شيء مميز، وهذه المحطة هي بمثابة مرحلة مبدئية للمرأة في فهم فحوى الحرف بكافة أشكالها وأسس التعامل معها، عندها لابد أن تقف المرأة مع ذاتها، وتحاول جاهدة في رسم أبعاد وملامح الحرفة التي وجدت فيها ذاتها، ومدى قدرتها على العطاء فيها بشكل متقن ومبتكر. وتضيف أن التركز على جانب واحد ومحاولة تطويره أفضل من التعدد في جوانب العمل الذي ربما يؤدى إلى التشتت وظهور المنتج بشكل ضعيف. وتتابع «اتخذت من فنون تعلم الخياطة بمثابة قاعدة ارتكز عليها، لعمل مشروعي الخاص أما الفنون والمشغولات الأخرى كصناعة الاكسسوارات والكورشية بالنسبة لي شيء ثانوي أحول أن استخدمها كفن أطعم به ما أنتجته من عمل في الخياطة». من جهتها، أوضحت أمينة إبراهيم، مسؤولة الإعلام والدراسات والبحوث في الجمعية، أن الجمعيات النسائية تحرص على تقديم مشروعات وبرامج تعين المرأة في حياتها وتصقل خبراتها المهنية واليدوية ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تنفيذ مشروع «مهنتي بيدي» الذي تقدمه مجموعة من المتخصصات في مجال الفنون والأشغال اليدوية من خلال الفريق الفني بمركز النهضة للفنون، مشيرة إلى أنه سيتم منح المشاركات شهادات تقدير، كما سيتم إقامة معرض في ختام الفعاليات لعرض إبداعاتهن كخطوة تشجيعية، كما سيتزامن هذا المعرض مع احتفالات الدولة بالعيد الوطني.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©