الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قصة مقاومة النساء في عيتا الشعب

23 أغسطس 2006 01:13
عيتا الشعب -اف ب: عندما اعلنت اسرائيل في 30 يوليو تعليق عمليات القصف على جنوب لبنان لم تغادر مريم حيدر (19 عاما) قرية عيتا الشعب الحدودية مع عائلتها، واصرت على البقاء في القرية مع عشر زميلات لها ليوفرن الحاجات الغذائية لمقاتلي ''حزب الله'' الذين كانوا يخوضون مواجهات ضارية مع الجيش الاسرائيلي· تقول مريم ''اخي من مقاتلي حزب الله الذين يدافعون عن القرية، عندما اعلنت اسرائيل هدنة لمدة 48 ساعة طلب مني ان اغادر مع بقية افراد العائلة الذين لجأوا الى رميش''· وتضيف بصوت ملؤه الثقة: ''رفضت رفضا قاطعا، ابلغته انني قررت مع عشر فتيات البقاء رغم ضراوة القصف الاسرائيلي لتأمين ما يحتاجه المقاتلون في قريتنا''· ومع هذا النزوح الذي تكثف بسبب الهدنة كاد الجنوب ان يفرغ من سكانه وفرغت خصوصا القرى الواقعة شرق صور وبينها عيتا الشعب لانها كانت الاكثر تعرضا للقصف ثم تحولت اطرافها الى مسرح مواجهات برية· وتقول مريم ''بعد ان غادرت عائلتي وغالبية العائلات احسست كما زميلاتي بان وضعنا تغير، كنت مجرد فتاة تعيش تحت القصف ثم اصبحت مساعدة للمقاتلين''· وتضيف ''بقينا نحن الفتيات العشر معا في منزل ام حسين في الطرف الشمالي للقرية الذي وفره نسبيا القصف· كنا نبدأ منذ الصباح بطهو المجدرة والرز والحمص في طناجر كبيرة، ياتي اخي ومعه ثلاثة مقاتلين يحملون الطناجر ويذهبون ليعيدوها فارغة كل مساء''· وتقول بتول (22 سنة) ''لم نكن نرى المقاتلين الا لاوقات قصيرة، عندما كانوا ياتون لاخذ ما طبخناه كنا نقف سوية ونقرأ معهم ايات من القرآن ليحميهم الله، ثم يغادرون مسرعين عائدين الى المواقع الامامية في القرية''· تروي بتول ان الاسرائيليين توغلوا مرة واحدة في وسط القرية وصولا الى ساحتها الرئيسية· وتقول ''اختبأنا في قبو يبعد عشرات الامتار فقط عن الساحة، كنا نسمع اصوات الجنود وازيز اجهزتهم اللاسلكية قبل ان يبدأ سيل الانفجارات والطلقات الرشاشة''· وتضيف ''في المساء قال لنا المقاتلون انهم اشتبكوا مع الوحدة الاسرائيلية التي دخلت الى الساحة وانها انسحبت من عيتا الشعب الى قرية القوزح التي تبعد مئات الامتار فقط''· وعلى غرار القرى المجاوة مثل بنت جبيل وعيترون دفعت عيتا الشعب ضريبة مرتفعة من جراء القصف الاسرائيلي اذ هدمت الغارات الجوية والقصف البحري والبري نحو نصف منازلها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©