الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: «الإخوان» والإرهاب..الحرب في سيناء

غدا في وجهات نظر: «الإخوان» والإرهاب..الحرب في سيناء
23 يوليو 2013 18:25
«الإخوان» والإرهاب... الحرب في سيناء استنتج د. وحيد عبد المجيد أن موجة العمليات الإرهابية الدراماتيكية التي تصاعدت في سيناء خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة ليست مفاجئة، هذه العمليات نمت بمعدلات غير مسبوقة منذ تأسيس جماعات مسلحة متطرفة في هذه المنطقة في أواخر تسعينيات القرن الماضي. كانت هذه الموجة متوقعة لدى بعض المحللين، وغير مستبعدة لدى بعضهم الآخر، بعد أن تمددت الجماعات المسلحة في سيناء، مستغلة حالة الفوضى التي أعقبت انهيار جهاز الشرطة خلال انتفاضة 25 يناير. وأظهر الاعتداء الذي استهدف قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي في رفح مساء الأربعاء قبل الماضي (10 يوليو)، حدوث تطور نوعي في قدرة هذه الجماعات أو بعضها على تنفيذ هجمات أشد خطراً من أي وقت مضى، فقد تم هذا الاعتداء باستخدام صواريخ «جراد» وشحنات متفجرة. ولكن القوة المكلفة تأمين القائد المصري الكبير ردت على ذلك الاعتداء بنجاح. «شرعية الصندوق»... مصطلح لم نفهمه يقول محمد خلفان الصوافي إن النقاش الذي يدور في الساحة المصرية حالياً وأثر في الساحة الإعلامية العربية بمناسبة عزل الرئيس المصري السابق الذي جاء بشرعية الانتخابات، محمد مرسي؛ يدفعنا إلى التفكير في فهمنا لهذا المصطلح السياسي بشكل حقيقي والتفريق بين حاكم منتخب ولكن قبل إرادة أبناء شعبه وبين آخر اختار أن يواجههم بالقوة وقتلهم تحت حجة «شرعية الصندوق». الأمر الذي يدفعنا إلى الاسترشاد ببعض التجارب السياسية من الذين جاءت من عندهم «شرعية الصندوق» باعتبارها قيمة قادمة من مجتمعات غير مجتمعنا العربي، ولكننا نثير الضجيج حولها من دون معرفة استحقاقاتها. ومع أني متأكد من أن تلك المواقف غير غائبة عن بعض الذين يركزون على شرعية الرئيس من الصناديق ولكني أكاد أجزم بأنهم عاجزون عن استيعاب الفكرة لأنها صعبة ولأن الاستحقاقات التي تتطلبها هذه الشرعية تجعلهم يسقطون بسهولة، ولهذا فإن التشدد في التمسك بهذا المصطلح من دون الانتباه إلى ما ينبغي أن يتبعه هو ما يثير الدهشة والاستغراب، ولذا يكون مهماً جداً الانتباه إلى المصطلحات التي ننقلها من الآخرين. تنقل لنا سجلات التاريخ أن هناك شخصيات سياسية عالمية في دول ديمقراطية عريقة شعرت بأن شعوبها لم تعد تثق بقدراتها في مرحلة معينة مع أنها كانت صاحبة استحقاقات في فترة أخرى، فآثرت الانسحاب من الساحة السياسية تلبية لرغبات الشعب ولم تقم بفوضى أو بمواجهة وتحريض من أجل استرجاع الشرعية بالقوة، أو أنها أصرّت على إكمال الفترة الانتخابية حتى لو أدى الأمر إلى قتل جميع أفراد الشعب وانهيار الدولة. «هنتنجتون» وأزمة مصر يرى د. بهجت قرني أنه في مواجهة أزمة تطحن المجتمع، من منا لم تمتد يده إلى كتاب قرأه منذ سنين عن موضوع مشابه مستلهماً إياه في البحث عن مخرج؟ في هذه القراءة الثانية، قد يرى أن رؤية الكتاب عفا عليها الزمن أو على العكس، يرى أن الكتاب وصف الأزمة قبل حدوثها وقام بتشخيص الداء لتسهيل الدواء. هذا ما حدث معي في قلقي من غليان الشارع المصري المتزايد، وقد تصفحت كتاباً لهنتنجتون. هو فعلاً أستاذ جامعة هارفارد الأشهر ومؤلف الكتاب الذائع الصيت عن صدام الحضارات، ولكن المقصود هنا ليس هذا الكتاب ولكن كتاباً آخر غير معروف نسبياً عن «الاستقرار السياسي في المجتمعات المتغيرة». وبداية يجب أن نذكر أن هنتنجتون أصيب بمرض الزهايمر منذ أكثر من عقد من الزمن وغادر منزله إلى مصحة للمسنين للعناية به، ثم توفي منذ ما يقرب من حوالي خمسة أعوام، وبالتالي لم يرَ رؤية العين الأزمة المصرية الحالية ولا حتى سقوط مبارك في بداية 2011. والسؤال المنطقي: كيف يساعدنا من هو في القبر على معرفة ما يحدث في حياة مصر حالياً وعلى أرضها؟ والإجابة أن كتابه عن الاستقرار السياسي في مرحلة التحول يبين لنا سمات الأزمة في هذا النوع من المجتمعات وأسبابها، وبمعنى آخر تبدو الأزمة المصرية الحالية مختبراً وتأكيداً لما قاله هنتنجتون منذ 45 عاماً. التحولات العربية... رؤية خليجية استنتج د. علي الطراح أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمخاض عسير وما زالت الرؤية غامضة حيال المستقبل، وما تردد حول رسم خريطة لشرق أوسط جديد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 لم يستقبل بجدية من صانعي القرار، بل نلاحظ عدم اتساق في السياسات العامة وأحياناً تناقضات كبيرة تقود إلى تداعيات غير متوقعة. والمنطقة تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، فمصر الدولة المحورية ما زالت تعيش ظروفاً استثنائية، وتونس تحاول أن تصارع لمستقبل يحمل معه الاستقرار، وليبيا تخطو نحو مزيد من التشرذم، وسوريا تتآكل من الداخل، والعراق يتقاتل شعبه، وهي مرحلة متوقعة ضمن سياق الدراسات المستقبلية التي تراهن على تغير خريطة المنطقة. وعندما حدث غزو الكويت من الجار العراقي كنا نتوقع إعادة تقييم للنظام العربي، إلا أن الوضع بقي على حاله إلى أن فوجئنا بموجات التغيير التي سميت بـ«الربيع العربي». مرسي.. ليس إمام المسلمين يقول رشيد الخيُّون: فضحت فتوى القرضاوي، وهو يلحق مرسي بخلفاء الدول الإسلامية، اتجاه الإسلاميين بعد الدِّيمقراطية، عندما جعل معصية أو طاعة الله هي المؤشر على شرعية مرسي أو عدم شرعيته، ويبدو أن المعصية تخص عندهم الشَّأن العبادي فقط، لكن تبديل الدستور وتعريض مصر للفتنة أليست معصية؟ وإطلاق سراح القتلة ومنهم قاتل فرج فودة (اغتيل 1992) أليست معصية؟ وعدم السَّماع للملايين التي خرجت تطالب بإلغاء الدستور الإخواني، وبعدها طالبت بانتخابات مبكرة أليست مفسدة ومعصية؟ أما أن مرسي لم يُقصر بصلاته وصومه فهذا شأنه لا شأن الناخبين! نسأل القرضاوي، وهو يقول في فتواه: «الشَّرع الإسلامي الذي يريده أهل مصر مرجعاً لهم في دولة مدنية، لا دولة دينية ثيوقراطية»! كيف لا تكون ثيوقراطية وأنت كرجل دين متصرف فيها؟ أليست الثيوقراطية هي الحكم باسم الله والتنفيذ بيد البشر، لأن الله سبحانه وتعالى لا ينزل ويحكم بنفسه، والقرضاوي يعرف هذا تماماً، ولعلي بن أبي طالب (اغتيل 40 هـ) وهو يرد على هتاف الخوارج: «وهذا القُرآن إنما هو خط مسطورٌ بين دفتين، لا ينطق بلسان، ولابُد له مِن تُرجمان، وإنما ينطق عنه الرِّجال» (نهج البلاغة). وأنتم يا شيخ القرضاوي في الإسلام السِّياسي تترجمون القرآن حسب ميولكم، لهذا اعتبرتَ الخروج المدني على عزل مرسي معصية! كيف نساعد مصر؟ انتقد برينت سكوكروفت مستشار الأمن القومي في إدارتي فورد وبوش الأب، وإيريك ديه. كيه. ميلبي، العضو السابق بفريق الأمن القومي الأميركي متخصص بالشؤون الاقتصادية، النداءات التي طالبت بتقليص المعونة لمصر بعد الإطاحة بمرسي من السلطة في مصر، على أيدي الجيش، في أعقاب انتفاضة جماعية لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر. ولديهما قناعة بأن مثل هذا العمل سيكون قصير النظر، ويمثل في حقيقة الأمر تصويتاً بعدم الثقة بمصر، وليس فقط بالحكومة المؤقتة. والنقاش بشأن المسمى الذي يجب أن نمنحه للتطورات الأخيرة في مصر، يعوقنا عن القيام بواجب مهم يتمثل في تطوير استراتيجية لدعم مصر، ومساعدتها على استرداد استقرارها الاقتصادي والسياسي. ودعوة أوباما لإعادة تقييم المساعدات لمصر، يجب أن تركز في المقام الأول على السؤال: كيف يمكننا أن نساعد مصر؟ لا على السؤال: هل نساعد مصر؟ وهو وضع يختلف عن الوضع الذي كان قائماً منذ عامين، ففي عام 2011 قام الجيش المصري مدفوعا بمعارضة تتكون في معظمها من شباب، باستبدال مبارك بقائد جيشه لمدة طويلة، ورجله الوفي محمد حسين طنطاوي. أما في هذه المرة فإن الجيش قام بالعمل بعد خروج ربع عدد الشعب المصري من مختلف الأعمار وكافة ألوان الطيف للشوارع، مطالبين بالتغيير السياسي. "جهاديو" أبوغريب أشار دان مرفي إلى الهجمات الليلية التي استهدفت سجنين عراقيين على أطراف بغداد واستعملت فيها قذائف هاون و"آر. بي. جي" والعشرات من المهاجمين تمثل مؤشرا على تزايد قوة المتمردين السُنة في البلاد، ذلك أن هذه الهجمات لم تستهدف مساجد أو أسواقا بغرض نشر الرعب عبر قتل مدنيين آمنين في الأماكن العامة، وإنما استهدفت سجني "أبو غريب" و"التاجي" المحصنين، اللذين يضمان كتائب كبيرة من المتمردين بين نزلائهما ولطالما كانا هدفين لجهاديي العراق. وقد اضطرت حكومة المالكي لاستعمال طائرات هيلكوبتر هجومية وإرسال جنود للانضمام إلى المعارك الدائرة. ومع ذلك، فإنها لم تفلح ربما في تجنب هزيمة رمزية مدوية. ومع أن مسؤولين حكوميين قالوا صباح الاثنين إن المهاجمين مُنعوا من تحقيق هدفهم الرئيسي – تحرير زملائهم الجهاديين – إلا أنه مع مرور اليوم كانت هناك تصريحات متفرقة حول نجاح كبير للمتمردين. وفي هذا الإطار، أكد عضو البرلمان حكيم الزميلي للصحافة أن 500 متمرد فروا من سجن أبوغريب لوحده، وأن معظم الفارين أعضاء في دولة العراق الإسلامية المنتمية إلى القاعدة. الأزمة السورية... اختبار لصلاحيات أوباما الرئاسية يقول "مارفين كالب”: صمت رهيب ذلك الذي تتميز به سياسة أوباما المشوّشة إزاء الحرب الأهلية في سوريا. فبعد نحو شهر من إعلانه على لسان الناطق الرسمي للبيت الأبيض من أنه غيّر سياسته وقرر إرسال معونات عسكرية لقوات المعارضة المسلحة التي تواجه نظام الأسد، أكدت مصادر المعارضة بأنها لم تتلقَّ حتى الآن (طلقة واحدة). وبدأت التساؤلات تتراكم يوماً بعد يوم عن سرّ هذا الموقف وخلفياته المُضمَرة. وبدأ حلفاء أميركا يتساءلون عما يجري بالفعل، ولم تكن هناك إجابات شافية. فهل تقوم الولايات المتحدة بإرسال المساعدات للمعارضة المسلحة أم لا؟. وإذا أصاب الثوّار- الذين انقسموا إلى عدة أجنحة متنافسة- ضعف كبير مثلما هي حالهم الآن، فهل سيلجأ أوباما إلى إقحام القوات الأميركية في الصراع، أم أنه سيقبل صاغراً بانتصار الأسد؟ وهل تواجه الولايات المتحدة الآن حرباً أخرى في الشرق الأوسط، أم أنها تشهد حالة أخرى من حالات التقهقر والتراجع الاستراتيجي إلى الوراء؟ في السياسة.. كثيراً ما يمثل الغموض أو الصمت رصيداً قوياً. وإن لمن الواضح أن أوباما يريد أن يلعب ورقته السوريّة استناداً إلى خلطة تتألف من البراعة والحذر. ولكن، وبعد أشهر من التردد الدبلوماسي والتلوّن السياسي غير المفهوم، أزفت الساعة بالنسبة للرئيس للقيام بإنجاز ما في سوريا. وربما يؤيده في ذلك الكونجرس. وبات من حق الشعب الأميركي ومعه حلفاؤنا أن يعرف ما الذي يجري. الطريقة الفعالة لتكوين المعلمين حسب جين ديميان، فإنه عندما نشر «المجلس الوطني لكفاءة المدرسين» الشهر الماضي تقريره حول برامج التدريب التي يتبناها، لم تتملكني الدهشة حين فهمت منه أن الغالبية العظمى من الكليات والجامعات لا تبذل أدنى جهد ممكن لإعداد طلابها لعملية التدريس. ويمكنني أن أزعم أن العديد ممن شاركوا في هذه البرامج لم يندهشوا عندما قرأوا محتواه. وسبق لي أن انتسبت إلى كلية الآداب والفنون الحرة ذات المستوى التعليمي الرفيع، وتخرجت منها وأنا أحمل تخصصاً نادراً في علوم الاجتماع والأجناس البشرية والتربية، فضلاً عن حصولي على شهادة في تدريس المرحلة الابتدائية. وسرعان ما حصلت على فرصة عمل رائعة لتدريس مجموعة من الطلاب ذوي التحصيل الضعيف في مدرسة ابتدائية بمقاطعة برينس جورج في ولاية ميريلاند الأميركية. ولم أكن مستعدة لتعليم طلابي كيف يربطون خيوط أحذيتهم، وكانت خبرتي لا تكفيني لتعليمهم طريقة تضمن تعويضهم عن سنوات من إهمال المؤسسات لهم، ولا للتطرق معهم إلى ظواهر اجتماعية حساسة مثل الجوع والفقر وانحلال الأسر والعزلة وغيرها. وبدا العام الأول بالنسبة لي كابوساً مزعجاً، أما الثاني فكان أقل إزعاجاً بقليل. وما لبث أن جاء العام الثالث فتبدت لي إشراقته، إلا أنه ظل يحمل في طيّاته الإحساس بالكفاح اليومي لأداء العمل. وهناك قصص كثيرة كانت تنبع من صلب طبيعة العمل المجهد الذي أؤديه، وكنت أحرص على عدم البوح بها لأبي وأمي. دورات التحكم الداخلي لم يكن المسيح عليه السلام ليدخل الامتحان القاسي في مواجهة الشيطان والفتنة وإغراء العالم وانكسار الجسد لولا التسلح بتدريب أربعين يوماً من الصوم. هكذا يقول د. خالص جلبي، ويضيف: لم يكن لموسى عليه السلام أن يتهيأ لميقات ربه «وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة»، ويتشوق لرؤية الله لولا الاستعداد بالصيام أربعين ليلة. الصيام يلعب دور صقل الروح وشفافيتها وانطلاقها من إسار المادة وصعودها الملكوتي لتلقي الوحي، بل والمغامرة والجرأة بطلب من نوع موسى «قال رب أرني أنظر إليك». ولم ينجح الزعيم الروحي غاندي ومعه عبد الغفار خان الزعيم المسلم من قبائل الباتان في استقلال الهند بدون نضال كان الصيام فيه إحدى أدوات التحرير الكبرى، وأهم ما في التحرير (تحرير النفس) من كراهية الإنجليز قبل رحيلهم، لأن العنف شجرة خبيثة، جذورها الكراهية وثمرتها الخوف، في علاقة جدلية يسبح المرء فيه بين ثلاث زوايا، من الكراهية وإفرازاتها الضارة، والعنف والعنف المضاد والخوف المتبادل. ولم يدخل المتصوفة والعباَّد عالم الروح والتأمل الباطني كما في جماعات (اليوجا) دون هذا التدريب القاسي، فالجوع يبدو أنه يحرض النفس ويهيئها على نحو ما من خلال آليات الشحن الروحي، والعودة إلى الذات، واكتشاف العالم الداخلي، ذكرها الإمام الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين) بقائمة من الإنجازات بلغت عشر مزايا، من انفتاح عالم جديد خاص لا يعرفه إلا من ذاقه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©